السنة 19 العدد 176
2024/02/01

أفلام الكرتون استدعت بواعث موهبتها لتنمو وتزهر

 


 

 

 

أعدّه: أميمة الحاتمية

 

الحسناء بنت حسين العبرية، طالبة في جامعة نزوى بكلية العلوم والآداب تخصص فنون جميلة (تصميم أزياء)، قدرها في اكتشاف موهبتها وصفته بلحظة لم يكن فيها شعور الحماسة يعتري يدها الصغيرة تلك التي استلت فرشاة لترسم لوحة دافئة. 

 

بدأت هنا ...

نحن نتحدث في العدد 176 من صحيفة "إشراقة" عن موهبة نقية، لا يزال الوقت أمامها بما يحمله من فرص ثمينة للتحسّن والتطوّر. تقول الحسناء عن انطلاقتها الأولى مع موهبتها: "أتذكر جيدا برامج التلفاز الكرتونية الخاصة بالرسم، فقد كانت تجذبني الألوان والفرشاة واللوحات ... من هنا بدأت في كل مرة تُبث فيها مثل هذه البرامج أُحضر معي كراستي وأدوات الرسم خاصتي". وتضيف متحدثة عمّن ألهم جذوة الرسم في كينونتها: "كان لقناة براعم التلفزيونية الدور الكبير في بدياتي لاكتشاف شغفي تجاه هذه الموهبة".

 

نمط خاص

لم تخلُ لحظات حياتها من تشجيع ودعم؛ بل والداها آمنا بموهبتها؛ فأمها توقعت أن ذات يوم ستصبح ابنتها رسّامة مميزة، فيما كان أبوها أكبر مشجّع لها في هذا الدرب؛ فلم يتردد يوما في اقتناء أدوات رسم جديدة لتحوك بها ثوبا فنيا مطرّزا بأنقى الألوان وأجود اللمسات.

 

ومن حسن توفيق الله للإنسان أن تنمو موهبته وتزهر في بيئة خصبة، تسقيها مياه عذبة لتنتقل بأهدافها وطموحاتها من مكان إلى آخر أعلى. تقول موهبة عددنا عن سبيلها في ذلك: "أطمح إلى أن أتمكن من ابتكار نمط خاص في الرسم يعبر عن أفكاري واهتماماتي، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا بتغذية بصرية مكثفة، أستطيع منها شحذ جوانب ملهمة ومكاسب معرفة هادفة في هذا الجانب".

 

 

 

 

لاعب محور

إن نضج الموهبة ونموها بحاجة ملحّة إلى هدوء؛ كي يتمكن الموهوب من صقل نافذته المضيئة وتعزيز شرفاتها ورعاية مستوى مدركاتها؛ لذا ترى العبرية أن ذلك يتأتى بإتاحة الفرص للشباب الموهوبين للمشاركة في الفعاليات والمسابقات التي تقام دوريا في المجتمع المحلي والخارجي. وقد تلعب الورش دورا أساسا في تعزيز قدرات الشباب للتقدم في مجالات مختلفة، كما أن عدم التحيّز لفئة معينة من الأشخاص يساعد على اكتشاف مواهب شبابية جديدة ومبدعة؛ لتمهّد الطريق لمن دُفنت موهبته دون سبيل منه لإحيائها. وهذا صنيع إنساني عظيم يكفله الشرع والمجتمع إذا كان في خدمة الإنسانية علما وعملا.

 

قَبول

لقد أحسنت الحسناء العبرية تسخير مواقع التواصل الاجتماعي لتصنع حجرا جوهريا في تنمية موهبتها الفتيّة؛ وذلك من طريق مشاركة اللوحات التي ترسمها على هذا الفضاء الرقمي الواسع؛ مما أتاح لها فرصا للتعرف على فنانين من بلدها وبلدان أخرى أيضا. كما أسهمت مثل هذه التطبيقات في وصول لوحاتها إلى المجتمع بشكل أكبر، فوجدت قبولا تشجيعيا لمواصلة الرسم والنشر على حدٍّ سواء. تضيف: "في الحقيقة، ساعدني النشر على معرفة مدى تفاعل الناس تجاه النمط الفني الذي أقدمه".

 

 

 

توسّع مشروع

من دون قيود ذهنية أو تردد، وجدت العبرية اهتمام جامعة نزوى بموهبتها مقدَّرا في أثناء دراستها، تؤكد: "نعم وجدته في الجماعات الطلابية وما تقدمه من ورش وفعاليات مختلفة سعت إلى تحقيق التميّز وترك بصمة إيجابية فاعلة في نفوس طلبة العلم؛ لذا أنصح زملائي ألّا يكون هدفهم الدراسة فقط؛ بل عليهم أن يسعوا إلى تعزيز قدراتهم واكتشاف مهاراتهم وتنمية أواصرهما، وأيضا ألّا يحتكروا أنفسهم في مجال واحد دون الخوض في مجالات ثرية ومتنوعة تتيح أمامهم ما يسهم في تطوير شخصياتهم".



إرسال تعليق عن هذه المقالة