السنة 19 العدد 176
2024/02/01

الماء والجبال والشجر ساعدته على صفاء ذهنه ...

قُبل أول طالب دكتوراة في التربية، وتخرّج امتيازا الأول على دفعته

 


 

 

 إشراقة 

  

لطالما أبدت "إشراقة" اهتماما بِالشأنين الثقافي والأدبي؛ لتتخذ من الكلمة والفكر نهجا للرقي والتقدّم في المجتمع، إذ وجدته بين حقول شتى في خلجات هيئة التدريس الأكاديمي، الذين اتخذوا العلم والمعرفة منهجين لتنشئة الأجيال؛ فكانوا قدوة لهم في الشخصية والفكر؛ تعلّموا وعلّموا ليتواصل التقويم التربوي في الدوران من البيت إلى المسجد إلى المدرسة وغيره في ربوع الوطن.

نشأ في ولاية الرستاق بوادي الحيملي، ثم انتقل إلى ولاية السويق في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ترتيبه بين إخوته السادس من بين أحد عشر أخا وأختاً. عاش في أسرة متوسطة الدخل، والده لا يعمل بسبب كبر سنه، ووالدته توفاها الله وعمره أقل من سنتين.

بداية حياته عاش في وادي الحيملي حيث الماء والجبال وأشجار النخيل على طول الوادي، هذه المميزات ساعدته على صفاء ذهنه، فبدأ في دراسة القرآن الكريم كغيره من الطلبة قبل الالتحاق بالمدارس النظامية. يصف مجتمع القرى بأنه متماسك إلى درجة كبيرة ويراعي مصلحة الجميع، ولا يتردد الأهالي أبداً في النصح والإرشاد؛ فالجميع يعدونهم أبناء القرية الواحدة.

ضيف عدد شخصية "إشراقة" 176 الدكتور ناصر بن سليّم بن ناصر المزيدي، مساعد العميد لتنمية المهارات الأساسية بقسم التربية والدراسات الإنسانية في كلية العلوم والآداب. حاصل على درجة الدكتوراة في مناهج وتدريس العلوم عام 2017م، وعلى درجة الماجستير في المناهج والتدريس عام 2006م، كما حصل على درجة بكالوريوس في العلوم في الرياضيات تخصص الفيزياء والكيمياء عام 1997م، وجميعها من جامعة السلطان قابوس، أما اهتماماته البحثية فتقع في المناهج وطرائق التدريس، والتقنية التعليمية، والتقويم التربوي.

 

س1/ ماذا عن مساركم التعليمي؟ كيف كان طريقه من المدرسة إلى الجامعة وصولا إلى الدراسات العليا؟

تلقيت تعليمي الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس ولاية السويق، ثم دخلت جامعة السلطان قابوس في العام الأكاديمي 93/94م في كلية التربية تخصص العلوم والرياضيات. درست في الجامعة مدة 4 أعوام ثم تخرجت بتقدير جيد. التحقت بمهنة التدريس، ثم الإشراف التربوي، وبعدها التحقت مرة أخرى بجامعة السلطان قابوس لأكمل دبلوم التوجيه التربوي في عام 2003م، والحمد لله حصلت على المركز الثاني على مستوى الدفعة، فقدمت لي الجامعة منحة دراسية لدراسة الماجستير بشكل مباشر. درست ماجستير التربية في المناهج وطرائق التدريس مدة عامين وتخرجت في عام 2006م.

لم يكن حينها قد تم فتح برنامج الدكتوراة في كلية التربية؛ لذا رجعت مرة أخرى إلى العمل، إذ انتقلت إلى مبنى وزارة التربية والتعليم في دائرة التقويم التربوي. وفي عام 2013م فُتِحَ برنامج الدكتوراة في كلية التربية بجامعة السلطان قابوس، فتقدمت -والحمد لله- فقُبلت أول طالب دكتوراة في التربية في الكلية، ثم تخرجت في عام 2017م بتقدير امتياز وكنت الأول على دفعتي ولله الحمد.

 

س2/ أطلعنا على تكوينكم البحثي والأكاديمي واهتماماتكم بهذين المجالين ونشاطاتكم فيهما؟

بعد الانتهاء من مرحلة الماجستير بدأت رحلتي مع الأبحاث، فقد شاركت مشرفي الرئيس في نشر دراستي في الماجستير، ثم شاركت معه في أول مؤتمر لي يعقد في جامعة السلطان وقمت بتقديم ورقة العمل نيابة عن مشرفي وعني. ثم تتابعت بعد ذلك مشاركاتي في الدراسات البحثية مع مشرفي والأساتذة الآخرين في الجامعة.

وفي مرحلة الدكتوراة، شاركت في مؤتمر دولي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونشرت دراسة من ضمن متطلبات الحصول على درجة الدكتوراة. وبعد الانتهاء من دراسة الدكتوراة والتخرج، كنت حريصا على المشاركة في المؤتمرات والندوات والورش الخاصة بالبحث العلمي في مجال التربية؛ خصوصا ما يهتم بالمناهج وطرائق التدريس.

 

س3/ استرجع معنا أبرز إنجازاتكم وبصماتكم وذكرياتكم في الجامعات التي انتسبتم إليها؟

انتسبت إلى جامعتين حتى اللحظة، هما: جامعة السلطان قابوس وجامعة نزوى. في جامعة السلطان قابوس كنت طالباً ثم أتيحت لي الفرصة كي أكون مشرفاً على طلبة التربية العملية فصولا عدة؛ سواء عندما كنت في مرحلة الماجستير أم الدكتوراة أم عند رجوعي إلى مقر عملي. ثم أتيح لي العمل محاضرا عن بعد في فترة تفشي وباء كورونا. وفي نفس السنة أيضا أتيحت لي الفرصة كي أعمل بالعقد الجزئي في جامعة نزوى لأدرس طلبة الماجستير في مقرر قراءات باللغة الإنجليزية في المناهج وطرائق التدريس أيضا عن بعد.

لقد استفدت كثيراً من التدريس الجامعي، إذ تعرفت على الأساتذة والطلبة، كما طبقت طرق تدريس تتناسب مع الفئات العمرية التي كنت أدرسها، فكما تعلمون طرق تدريس طلبة البكالوريوس تختلف عن طرق تدريس طلبة الماجستير، فالتدريس والإشراف على طلبة الجامعة في جامعة السلطان قابوس أسسا شخصيتي الأكاديمية بشكل خاص، ثم اكتملت هذه الشخصية بالالتحاق أستاذا مساعدا في جامعة نزوى، إذ صقلت تجربة جامعة نزوى مهاراتي ومعارفي وقيمي بشكل أفضل وأحسن.

 

 

س4/ أين يجد القارئ أبرز الإنجازات التي حققتها في حياتك العلمية والعملية؟

القارئ الكريم يجد إنجازاتي في الأبحاث التي نشرتها، وكذلك المؤتمرات التي حضرتها وشاركت فيها. إلى الآن ألفت كتابا واحدا موجها إلى طلبة المدارس والجامعات بشكل خاص؛ فيما يخص أداء التجارب العملية باستخدام التقنية. لذلك أستعين في سبيل العلم والعمل برسالة أضعها أمام عيني حتى أحقق أهدافي العلمية والعملية سواء في الدراسة والتدريس أم العمل، هي أسّ الاستعانة الحقّ بالله في هذا الطلب، قول الرسول الكريم: "من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أرادهما معاً فعليه بالعلم".

 

س5/ كيف تتعامل مع نقاط القوة ونقاط الضعف التي تواجهها؟

لكل إنسان نقاط قوة ونقاط ضعف يواجهها، نقاط القوة أقوم بتحفيزها وتكرارها بالعمل على جعلها أهدافا أنطلق إلى تحقيقها والسعي إلى مشاركتها مع الآخرين؛ لكي أستفيد من خبراتهم ومعارفهم ومهاراتهم، فهي تشكل لي الدافع للاستمرار في تقديم أفضل ما لدي. أما نقاط الضعف فأحب مواجهتها والبحث عن حلول خاصة بها. أرى أنّ نقاط الضعف هي بداية لشيء جديد وخبرة جديدة عليّ تعلمها والسعي لتحويلها إلى نقطة قوة. ومن الأمور التي أحب الاشتغال عليها لمواجهة نقاط الضعف، اعترافي بها أولاً، ثم العمل الجادّ على إيجاد حلول مناسبة لها.

 

س6/ ما توجيهكم لنقل العملية التعليمية والبحثية نقلة نوعية كبيرة في مختلف المجالات ... خصوصا في ظل الثورتين الصناعية والتكنولوجية الحديثتين؟

العملية التعليمية والبحثية هما عمليتان متجددتان باستمرار؛ لذا علينا مواكبة آخر ما توصلت إليه الأبحاث من نتائج فيهما، والعمل على تطبيقها في ميادين التعليم والبحث. وقد أفرزت الثورة الصناعية الرابعة لنا منتجات كثيرة؛ منها الذكاء الاصطناعي الذي يُعد اليوم الشغل الشاغل في المجال التعليمي والمجال البحثي؛ فيجب على الجميع -دون استثناء- استخدام هذه الأداة في مساعي الرقي بالتعليم والتعلم والبحث؛ حتى يرقي الإنسان في جميع مجالات حياته الحيوية.

 

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة