استعدادا لافتتاح المرحلة الثانية
سكنات جامعة نزوى بحلة جديدة
مدير مركز الرعاية الاجتماعية:
نخطط لافتتاح مرحلة جديدة من سكنات الحرم الجديد مطلع 2024م
التوسعة الجديدة سترفع الطاقة الاستيعابية إلى ما يقرب من 1400 طالبة
عمل: كاذية الوردية
الإسكان أحد أبرز الخدمات التي اعتنت بها جامعة نزوى؛ من منطلق توفير كافة سبل الراحة لطالبات الجامعة؛ كونها رسالة وغاية ترعيان الجوانب النفسية والاجتماعية والصحية للطلبة، وتُمكنهن من سبل رفع التحصيل العلمي، والتواصل البنّاء مع المجتمع المحلي.
ويمثل السكن جزء أساس لنجاح أي عملية تعليمية، إذ يخلق طمأنينة في نفوس أسر الطالبات والمجتمع؛ لذا شهدت سكنات الجامعة تطويرا وتحديثًا مثّل نقلة نوعية في قدرتها على استثمار الإمكانات الملائمة لتوفير بيئة سكنية تتسم بمقومات النجاح، وما السكنات الجديدة التي دشنتها الجامعة في الحرم الجامعي الجديد إلا جزء من تلك الجهود التي أولتها اهتمامها ومتابعتها الدائمتينِ؛ لتوفير الخدمات الأساسية للطلبة، على غرار النقل والتغذية والصحة.
وتعد السكنات الحديثة للطالبات في الحرم الجامعي الجديد جزءا من مشروع كبير اشتغلت عليه جامعة نزوى في الأعوام الماضية، إذ بدت كثيرٌ من الخدمات الأساسية حاضرة في المباني السكنية الجديدة بالحرم الجامعي، في الوقت الذي تعمل فيه الجامعة على افتتاح المراحل الأخرى من المشروع، مع سعيها الدؤوب المستمر لتجاوز العقبات التي تحدث بين فترة وأخرى في هذه السكنات.
قدرة استيعابية عالية
توفر السكنات الجديدة حاليا 283 غرفة، تستوعب 800 طالبة، فيما سيبلغ عددها مع افتتاح الطابقين الرابع والخامس 483 غرفة؛ أي بزيادة قدرها 200 غرفة؛ لتستوعب 564 طالبة، ويكون إجمالي عدد الطالبات 1364 طالبة؛ وبذلك ستُحل كثير من الإشكاليات التي قد يتعرض إليها طلبة الجامعة للحصول على المسكن المناسب.
"إشراقة" التقت سليمان بن محمد الريامي، مدير مركز الرعاية الاجتماعية، الذي تحدث عن جهود الجامعة لتوفير السكنات المناسبة للطلبة، قال: "ارتفاع احتياجات الطلبة للمسكن وضع على عاتق الجامعة توفير سكنات بمواصفات مناسبة تبحث عنها الطالبات؛ لذا قرار فتح السكنات في الحرم الجديد جاء بعد دراسة مستفيضة عن جاهزيتها في كافة الجوانب في ضوء نقص المعروض من الوحدات السكنية في المناطق القريبة من الجامعة، إلى جانب ارتفاع أعداد الطلبة. في السابق كانت السكنات عبارة عن بنايات مستأجرة، إضافة إلى الوحدات السكنية في الحرم المبدئي، وكان الاتجاه نحو الاستئجار والتأثيث وتوفير الخدمات والموارد البشرية المناسبة مكلفا ومتعبا للجامعة، أما التحول النوعي فظهر عند افتتاح سكنات الحرم الجديد في شهر أكتوبر من عام 2022م. وفي بداية الأمر تم تجهيز دورين من ضمن خمسة أدوار في المبنى، هذه النقلة أوضحت الفرق الكبير في نظام السكنات التابعة لجامعة نزوى، فكانت من أهم التحديات التي تواجهنا الحصول على سكنات مستأجرة، بينما كانت الطاقة الاستيعابية لكل سكن مستأجر قد تتراوح بين 30 إلى 35 طالبة لكل مبنى، وحاليا السكن الخاص بالجامعة لديه القدرة لاستيعاب أعداد كبيرة، إذ إنّ المرحلة الأولى من المساكن الجديدة، التي تتكون من دورين، تضم 183 غرفة تنوعت بين الثلاثية والثنائية والمفردة، وهذا العدد من الغرف يضم ما لا يقل عن 800 طالبة مقيمة بداخله حاليا".
وتوقع الريامي أن يفتتح الدوران الرابع والخامس مع بداية عام 2024م، على أن نشهد افتتاحًا كاملًا لِسكن الحرم الجامعي الجديد في قادم الأشهر.
معالجة الإشكاليات
ويضيف الريامي: "كان افتتاح السكنات الجديدة نوعا من التحدي، خاصة أنّه يقع بالقرب من إنشاءات مبنى الجامعة الجديد، لكن مع الخدمات التي تم توفيرها؛ سواء المطاعم أم عمليات: النقل والخدمات الطبية والخدمات الأخرى التي تحتاجها الطالبات، والتغيّر عن الجانب المعتاد، ذلل كثيرًا من الصعوبات، إذ لم ترد لنا أي شكاوي عن السكنات الجديدة، إلا في جزئيات محدودة، وهو أمر طبيعي في أي مشروع سكني، في حين هناك إشادة بالجهود الجبارة المبذولة في توفير سكنات بمواصفات عالية ومتميزة، وتحرص إدارة الجامعة ممثلة في مركز الرعاية الاجتماعية على تنظيم الكثير من الفعاليات والبرامج، علاوة على ذلك تم تفعيل دور المساحة الداخلية (الفناء) بشبك كرة الطائرة، وأقيمت العديد من البرامج التثقيفية والتوعوية والترفيهية للطالبات. وهناك تحدٍ في موضوع توفير السخانات، وهو أحد الأشياء التي نعمل على معالجتها في أقرب فرصة".
الشواغر والإقبال
وذكر مدير مركز الرعاية الاجتماعية أنّ افتتاح السكنات الجديدة شهد إقبالا من الطالبات لم يكن متوقعا، وهناك قوائم بطلبات مستمرة على السكنات الجديدة، إلى يومنا هذا يشهد المركز طلبات متزايد؛ وذلك للسمعة الطيبة لرقي المكان والتجهيزات والاهتمام الذي يحظى به السكن. ورغم بعض الملاحظات الطبيعية، إلا أن الخدمات المتوفر غطت كثيرًا من الاحتياجات؛ علما أنّه لا تتوفر شواغر لكثافة الطلب؛ لكن المتوقع عند افتتاح الطابق الرابع ستتوفر الشواغر، إذ نستهدف نقل الطالبات القاطنات في سكن فرق، أضف إلى ذلك أن الجامعة تسعى في الخطط القادمة إلى بناء وحدة سكنية جديدة؛ بسبب نجاح التجربة الأولى، أما توزيع الشواغر فيتم حسب توفرها بالأرقام.
الوحدة السكنية والقدرة الاستيعابية
واختتم سليمان الريامي حديثه: "إن القدرة الاستيعابية للسكنات الجديدة عالية جدا، فالدوران الأول والثاني تختلف أعدادُهما لتوفيرِهما مرافق لا توجد في الأدوار العلوية، بينما الأدوار الثالث والرابع والخامس بنفس التشكيلة الهندسية؛ وتفصيلا: الدور الأول به 90 غرفة، الدور الثاني به 93 غرفة، أما الثالث والرابع والخامس كل دور به 98 غرفة، إضافة إلى أن كل دور من الأدوار الخمسة توجد فيه قاعتا مطالعة وقاعتا تلفاز، ونأمل بعد الانتهاء من تجهيزات الوحدة السكنية بالكامل أن تتمكن من استيعاب 1300 طالبة".
دعم المشرفات
رجاء العزرية وعزيزة المحروقية وشمسا العامرية وأماني الهطالية، مشرفات سكن الحرم الجامعي الجديد، تقدمن بالشكر لجهود الجامعة المبذولة في سبيل توفير الخدمات الأساسية في مشروع السكنات بالحرم الجديد، وأشدن بخدمة الرموز السرية في بوابات الغرف والدواليب الخاصة بالطالبات، وما يتضمنه المبنى من مواصفات تجعل منه بيئة سكنية صحية جاذبة ومحفزة للتحصيل والمذاكرة. وأكدن على أهمية معالجة مشكلة نقص السخانات، وتفعيل المصاعد التي تقلل عبء حمل الأغراض إلى الطوابق العليا، كما أن من أهم الأمور التي تجدها المشرفات مع زيادة أعداد الطالبات، توفير المساحات المفتوحة التي يمكن أن تكون متنافّسا للطالبات، وتستوعب أعدادَهن؛ خاصة مع توجه الجامعة إلى افتتاح طوابق جديدة في الفترة القادمة.
تجربة الغرف
مآثر المسكرية، طالبة في كلية العلوم الصحية تخصص أمراض نطق ولغة، قالت: "السكن مهيأ بالكامل للمعيشة من ناحية الخدمات الأساسية، أحببت فكرة المساحة والرموز السرية على الأغراض الخاصة بكل طالبة؛ إلا أنّ هناك ملاحظات بسيطة يمكن للجامعة أن تراعيها في المستقبل، وهي عدم وجود تهوية في دورة المياة بالنسبة للغرفة المفردة، إضافة إلى ذلك نقترح تعزيز عدد الباصات التي تقوم بنقل الطالبات من السكنات إلى الحرم الجامعي، مع ضرورة زيادة عدد المرافق العامة داخل السكن؛ نظرا إلى العدد الكبير الذي يحتويه السكن، ومستقبلا إذا افتتح الدوران المتبقيان، سيحدث ضغط على المرافق الحالية؛ كونها لا تستوعب العدد الكبير المنتظر تسكنيه.
يعقبن الطالبتان سارة الراسبية، تخصص الترجمة، والشيماء الراسبية، تخصص تمريض، على كلام زميلتهن، بالقول: "إن السكن جيد للمعيشة ومساحته واسعة ومرافقه متعددة؛ لكن تنقصه تعزيزات، تحديدا فيما يتعلق بخدمات الإنترنت وشبكة الاتصالات بشكل عام".
الازدحام وتبعاته
تجد طالبات الغرفة الثلاثية آية السعدية، تخصص إحصاء، وفاطمة الزدجالية، تخصص إحصاء، ومزون الحوسنية، تخصص هندسة بيئة، أن السكن نظيف وحديث بأثاث جيد جدا، ومهيأ للدراسة والراحة، إلا أنهن يطالبن بتجهيز قائمة متنوعة أكثر في المطعم الداخلي، كما أن الطالبات يواجهن العديد من الصعوبات في حمل الحقائب إلى الطوابق العليا؛ لذا وجود المصعد مهم جدا لهن؛ لتفادي أضرار سقوط الأغراض أو تضرر الطالبات.
وتُضيف زميلاتهن الطالبات في الغرفة الثلاثية المجاورة لهن، نقية الرحبية واليقين المقبالية وبسنت رمضان، تخصص الصيدلة، أن السكنات تتميز بالنظافة والتنظيم، سواء المرافق العامة أم الخاصة؛ إلا أنه لابد من النظر في موضوع تجهيز المطابخ وما يلزمها من أفران وغاز الطبخ، لتتمكن الطالبات من الطهي تجاوزا للعبء المادي الذي يقع على عاتق بعض أولياء الأمور، وسيقع على عاتق الجامعة أيضًا استيعاب الأعداد الكبيرة من الطالبات، وما يلزم ذلك بإضافة مرافق وخدمات.