بين الريشة و الإبداع: لمحة عن رسام يؤطر الجمال في لوحاته
موهبة العدد: إشراقة
حرره: ريهام الحرمية
يكتنز العالم العديد من المبدعين، ورغم ذلك؛ لكل واحد منهم ميزة يتفرد ويتألق بها، يجسدون خيالهم ويبثون حياتهم في كل خط ولون، تختلف البدايات والتجارب دائما، فخلف كل ريشة كثير من القصص والحكايا. سنتعرف في حوارنا هذا على الرسام الخطاب بن محمد الشرياني، طالب بجامعة نزوى تخصص تربية رياضيات، وتجربته التي قادته إلى الإبداع، لاستكشاف ما وراء الريشة.
-
متى اكتشفت موهبتك؟ ومن كان وراء ذلك من أشخاص وأحداث؟
الرسم كغيره من المواهب، قد يكتسبه الفرد بالممارسة والتدريب وقد يصل إليه بالوراثة، ولكن الأصح أن نقول إنه مزيج من الموهبة والتدريب. فعلى الرغم من أنه قد يكون بعض الأفراد موهوبين بالفطرة، إلا أن التطور والتحسين في مهارات الرسم يعتمدان بشكل كبير على التدريب والتمارين المستمرة، وقد تندثر هذه الموهبة إذا ما أهملت مهما كانت القوة التي وصل إليها الموهوب، أما بالنسبة لي، فأنا لم أرث الموهبة ولم أقصدها في بداية الأمر، بل كان وقت الفراغ المحرك الذي قادني نحو تجربة الرسم، فكنت أمارس الرسم بتطبيق ما أتعلمه من قنوات ومقاطع اليوتيوب، ولم يكن لدي معلم أو مرشد يوجهني، بل قمت بتعزيز مهاراتي بنفسي.
-
حدثنا عن بدايتك مع هذه الموهبة؟ وما الذي جذبك اتجاهها؟
في البداية، كنت أستخدم الرسم وسيلة لقضاء وقت فراغي ليس أكثر، ولكن مع مضي الوقت، ازداد إعجابي واستمتاعي بالرسم حتى وصلت إلى مرحلة يمتد فيها وقتي الذي أقضيه في الرسم دون أدنى شعور بالملل. الآن، أجد أنني أصبحت أكثر قدرة على استثمار وقتي بسعادة وإبداع في إنشاء لوحات فنية تعكس تطوري المستمر.
-
ما أهدافك القادمة التي من الممكن أن تنقل موهبتك إلى مكان أعلى؟
في الحقيقة، كانت موهبتي في الرسم -ولا تزال- متمركزة في الهدف الذي ابتدأت منه، وهو قضاء وقت الفراغ بشكل إيجابي، فلم يطرأ على بالي يوما أن أتوسع في أهدافي، ولكن على مستوى مهاراتي في الفن بذاته، فأنا دائما أهدف إلى تطوير أدائي، إذ إن متعة الإبداع دائما ما تدفعني إلى تحدي ذاتي وإخراج لوحات فنية تفوق سابقتها إبداعا وجمالا.
-
برأيك، كيف يمكن صقل وتعزيز ورعاية المواهب الشابة؟
أرى إن كان هناك من يعتقد أنه موهوب حقا في مجال معين، فإن تطوير هذه الموهبة في الوقت الحالي سهل للغاية، خاصة في ظل التقدم التكنولوجي وتوفر وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف منصاتها وبرامجها، إذ يمكن للفرد أن يستفيد من مقاطع الفيديو التعليمية عبر المنصات مثل اليوتيوب، ومشاركة إبداعاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يفتح أمامه فرصًا جديدة للاستفادة من تعليقات وآراء الآخرين، وتحسين مهاراته بشكل مستمر.
-
كيف يمكن أن يكون لمواقع التواصل الاجتماعي دور في تنمية موهبتك الشابة؟ وكيف ذلك؟
حاليا، مواقع التواصل الاجتماعي من أقوى القنوات تأثيرا في مختلف مجالات الحياة، إذ يمكن عبر محرك البحث في وسائل التواصل الاجتماعي توجيه الموهبة نحو جمهور أكبر، كما يمكن للتفاعل الإيجابي في حسابات التواصل الاجتماعي -خاصةً إذا كان كبيرًا - أن يجذب آلاف المتابعين؛ لذا تصبح فرصة رائعة لنشر الأعمال الفنية، وتبادل الأفكار والخبرات مع المهتمين والمتابعين؛ مما يسهم في تطوير الموهبة بشكل يضمن استدامتها.
-
كيف وجدت اهتمام جامعة نزوى بالمواهب في أثناء دراستك بها؟ وما نصيحتك لتنمية هذا المجال؟
انضممت إلى جماعة الفنون بالجامعة، ولكن للأسف لم تكون الفعاليات بشكل منتظم ودائم، فقد لاحظت أن بعض الفصول الدراسية تشهد نشاطًا، بينما الفصول الأخرى تكون خالية من الأحداث. ونصيحتي لمن يمتلك الموهبة ويرغب في عرضها على الجمهور، توجه إلى المشاركة الفعّالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ من الممكن لهذه الخطوة أن تسهم بشكل كبير في تسليط الضوء على الموهبة وتوسيع دائرة تأثيرها.
في ختام هذا الرحلة الفنية الملهمة، يظهر لنا أن الرسم لم يكن مجرد تجسيد للألوان على الورق، بل لغة فنية تنطق بعمق الإحساس والتعبير، وهي دعوة لك أيها القارىء لتجديد العهد مع ذاتك، وإحياء بذرة الإبداع التي تتنازع داخل كل واحد منا؛ لنعيش بروح الإبداع، ولنكن مصدر إلهام لأنفسنا وللعالم من حولنا.