السنة 18 العدد 174
2023/12/01

بالاهتمام وكثير من العمل …

جعلت من موهبتها مساحة لتخصصِها الأكاديمي


 

 

 

استمعت إليها: أُميمة الحاتميّة

 

تحتضن جامعة نزوى مواهب طلبة العلم واهتماماتهم، التي من شأنها أن تحظى بنصيبٍ وافرٍ في المستقبل القريب من نجاحاتٍ مُتقدّمةٍ على الصعيدين العلميّ والعمليّ، فقد أسهمت بشكل فعّال في إيجاد طرق مُختلفة لِإبرازها وتوفير المناخ الملائم لنموّها، لا سيما أن للمجتمع الجامعيّ نشاطات ثقافيّة تهدف بالدرجة الأولى إلى إشراك الطالب في بيئة حيوية لإظهار ما يتمتع به من مهارات فنيّة وإبداعيّة.

 

مآثر بنت سعود الهنائيّة طالبة تدرسُ تخصص الفنون الجميلة في كليّة العلوم والآداب، وضعت لموهبتها موطئ قدمٍ في مساحتي الإبداع والتطوّر؛ فاستطاعت التوفيق بين هوايتها وتخصصِها الأكاديمي … في السطور القادمة من موهبة عدد صحيفة "إشراقة" دردشنا معها لنقِيس أثر هذه الموازنة في مسيرتها التعليميّة.

 

 

 

 

معنى البداية:

 

مطالع العناية بالموهبة تشبه كثيرا الاهتمام بالأزهار، فكلاهما تبدو للوهلة الأولى صغيرة وبسيطة في حقل شاسع مليء؛ إلا أنّ التعاهد عليهما بِالغرس والسقي والتهذيب يجعلْهما -مع الوقت- أكثر كرما وأشدّ ينعًا وأطيب رائحة وأكبر فائدة. في حقيقة الأمر، هكذا كانت بداية مآثر مع موهبتها التي اكتشفتها مُنذ مراحلها الأولى في الدراسة، عندما كان والدها يُحضر لها الألوان وأدوات الرسم؛ فمن هنا بدأت تخطُّ مشوارها تدريجيًّا في هذا المجال. 

 

ورغم أنّ بدايتها كانت بسيطة تتمحور في رسم مساحات خضراء وورود وطبيعة بشكل عام، بيد أنّ ذلك الذي جذبها إلى موهبتها المتّقدة بالشغف والحماس اللذين يقودان مشوار أهدافها القادمة التي من الممكن أن تنقل موهبتها إلى مكان أعلى. تقول الهنائية متحدّثة في هذا السياق: "أهدافي القادمة هي أن أتعلّم أساسيات الرسم من كبار الفنانين التشكيلين في سلطنة عُمان؛ ما لهذا الهدف من أثر كبير في تطوير موهبتي لمستويات أعلى بإذن الله".

 

 

 

 

 

فضاء رحب!

 

في أحيانٍ كثيرة يشدُّ إعجاب الوطن تلك المواهب التي تبحث عن النماء والتطوّر، تفتّش في أروقة المجتمع عمّا يمكن أن يسهم في ازدهارها؛ للارتقاء بالمقدرات الفردية والجمعية إلى مستويات أعلى من التقدّم والعطاء. لذا ترى مآثر أن إمكانية صقل وتعزيز ورعاية المواهب الشابة من ذوي تخصصها يكمن في: "الاحتكاك بعض الفنانين في السلطنة، الذين قاموا برعاية هذا الجانب بتأسيس ورش فنية وتنظيم دورات؛ مما أدّى إلى تجميعهم لنخبة كبيرة من الفنانين؛ فأسهم هذا الأمر في تنمية حسّهم الفني، فعملوا وعلّموا الرسم بمختلف مجالاته داخل هذه الورش الفنية".

 

ليس سرًّا أن الفضاء الرقمي يعد منصة رائدة في احتضان المواهب الإبداعية والملكات وتطويرها والتسيوق لها؛ لذا امتاز هذا الجيل عن غيره بتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي فيما يطمح إليه من مواهب أصبحت ذات شأن كبير، مثل: التجارة الرقمية والتصوير الفوتوغرافي والتقانة الرقمية والتصميم الجرافيكي والرسم وغيرها … وتؤكد الهنائية على جديّة هذه التجربة في سياق موهبتها بقوله: "هذه المواقع تُمكّن الفنانين من عرض أعمالهم الفنية والتواصل مع مجتمع فني واسع، بالإضافة إلى مشاركة أعمالهم والحصول على تعليقات وملاحظات من الآخرين، وتبادل هذه المشاركات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أسهم بشكل كبير في مشاركة تقنيات وأفكار جديدة مع الآخرين، كما يمكنهم أيضًا متابعة حسابات فنانين آخرين والاستفادة من تجاربهم وتلّقي الإلهام والتشجيع".

 

 

 

 

 

رحلة الكشف

 

إنّ الموهبة الحقيقية ثروة وجوهرة مكنونة، قد تجد طريقا طموحا يصقلها ويبرزها لتكون نبراسا في بيئتها، وقد تجد طريقا آخر يعدّها سخافة أو أمرا اعتياديا حتى تضمحلّ وتموت. لقد أسهمت جامعة نزوى -بشكل فعّال- في الاهتمام والمحافظة على المواهب الطلابيّة؛ فوفّرت دورات وبرامج فنية متنوعة، ليس فقط في مجال الفن التشكيلي، وإنما في مختلف المجالات والاهتمامات الطلابيّة.

 

تقول مآثر الهنائية فيما وجدته من اهتمام بموهبتها في أثناء دراستها: "بلا شكّ كوننا طلبة الجامعة، لدينا فُرص واسعة للتعلم من الأساتذة والمهتمين بهذه المهارات، وإمكانية مُشاركةِ أعمالنا في المعارض، سواءً أكانت داخل الجامعة أم خارجها".

 

وتضيف: "نصيحتي لتنمية إبداعات الموهوبين في هذا المجال: استفد من الدروس والورش الفنية المتاحة في الجامعة، وتدرّب ومارس بانتظام، وحاول رسم شيء جديد كل يوم، وانضم إلى جماعة الفنون المختصة في الجامعة؛ للتواصل مع طلبة آخرين يشتركون في نفس الاهتمامات، واستكشف مصادر التعلم عبر الإنترنت والمواقع المتخصصة في الرسم، وشارك أعمالك مع زملائك للاستفادة من آرائهم، وتقبلها بصدر رحب، ويجب على الطالب ألا يخاف من التجربة والابتكار، وتجربة استخدام مواد وتقنيات جديدة في أعماله، بل يحافظ الطالب على الإلهام والتشجيع بمشاهدة أعمال فنانين محترفين وحضور معارض فنية".

إرسال تعليق عن هذه المقالة