السنة 18 العدد 174
2023/12/01

 

مفعم بذاكرة أدبيّة جالت في مدن عُمان ...

باحثٌ وتربويّ في أوساط الثقافة المحليّة

 


 

 

 

أعدّته: أُميمة الحاتميّة

 

العلوي في سطور:

  • مُعلم في مدارس ولاية صور، إلى أستاذ متعاون في إحدى جامعات السلطنة.

  •  نشر أكثر من 10 بحوث في مجلات مُحكمّة.

  • كاتب مقالات في الصُحف المحليّة.

  • مُعدّ ومُنفّذ برنامج تأهيل معلمي سلطنة بروناي في مجال استراتيجيات تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها.

 

استقبل المشهد الأدبيّ والثقافي العُماني مؤخرًا نُخبة من الأدباء والكُتّاب والمثقفين على جميع الأصعدّة؛ مُسهمين في رقيّ هذا الوسط الثقافي المُتجدد، فتبوأ رواده القدماء والمعاصرون منهم مكانة خاصة، شهدوا فيها أجيالا متتابعة من مسيرة النتاجين الثقافيّ والصحفيّ العُمانيّ، ولا شك في أنهم خير من يُمثلون هذا المشهد بحقبه المُختلفة.

 

ولأنّ مخاضَ البداياتِ وبواكيرِ العلمِ والبحثِ يكتنفهما -عادةً- قدر عالٍ من التحديّات؛ كذلك كان الأمر مع الدكتور ماجد العلوي، باحث وتربوي عُمانيّ مُثابر كرّس جُلّ جهوده واهتماماته في الكتابة والبحث الأدبيّ والتربويّ، ففي صدد هذا الحوار الشائق يتحدّث العلوي عن اهتماماته الإبداعيّة والأدبيّة ومواقفه الثقافيّة البارزة؛ فإذا بنا نجد سيلًا من الإنجازات في سيرته الذاتيّة، وبين مسيرتي الإنجاز والإبداع اللامحدود في مجالات الأدب والتربيّة والصحافة المؤثرّة في الشخصيّة والإنجازات، استضافته صحيفة إشراقة ليكون شخصية عددها.

 

بين أروقة العلم ...

 

الدكتور ماجد كاتب وباحث وتربوي مفعم بذاكرة أدبيّة جالت في مدن عُمان، عاش فيها متنقلًا، ونشأ بحكم عمل والده مُتجولًا، فدرس مرحلة التكوين قبل الابتدائي في محافظة الداخليّة، ومرحلتي الابتدائيّة والإعداديّة في ولاية الرستاق، وعاد إلى ولايته صور لاستكمال دراسته الثانويّة. يقطن حاليًّا في مجتمعه الصغير مساحة والكبير عبقًا وتراثًا، منطقة العيجة في صور، التي تُعدّ شبه جزيرة تنعم بالهدوء في إطار المناطق السياحيّة الساحليّة الرائعة.

 

قال جودانف في إحدى كتاباتهِ: "لم تعدّ الجامعة مجرّد وسيلة لإعداد الحيّاة؛ وإنما أصبحت الحيّاة ذاتها"، سرد العلوي في حديثه مساره التعليمي وصولًا إلى الدراسات العُليا، قائلًا: "المسيرة في أكثر من عشرين عاما في مجال التدريس، واصلت دراستي العليا في جامعات مختلفة، تخصصي الدقيق في اللسانيات التداولية وتحليل الخطاب، وسعيت في أثناء عملي ودراستي إلى أن أطور مهاراتي التدريبية، فحلصت على دبلوم كامبردج للمدربين، وسخّرت هذه المهارات في إنجاز مجموعة من البرامج التدريبية، من أهمها طرائق تدريس مادة اللغة العربية ومهاراتها للناطقين بها، وللناطقين بغيرها".

 

يكمل: "ثم بدأت مرحلة البكالوريوس في كلية التربية بصور، أما مرحلة الماجستير فكانت في دولة الإمارات العربية المتحدة في جامعة الشارقة، ومرحلة الدكتوراة أنجزتها في جامعة السلطان قابوس". علما أن في أثناء مراحل الدراسة كان العلوي معلما في مدارس ولاية صور، هي: مدرسة السلطان سعيد بن تيمور، ومدرسة أحمد بن ماجد الثانوية، ومدرسة سلطان بن مرشد الثانوية، أما الآن فيعمل أستاذا متعاونا في جامعة نزوى.

غير تقليديّ...

 

أولئك الذين يطالعون تكوينه الشخصيّ، يجدون أنّه حُببت إليّهِ هوايتان منذُ صغرهِ، هما: ممارسة رياضة كرة القدم والقراءة، إذ مارسَ الهواية الأولى رسميًا تحت مضلة نادي الطليعة الرياضي، وشارك مع النادي في الدوري العُماني مواسم عدَّة وفي مراحل مُختلفة، شارك أيضًا في البطولة الخليجيّة مع النادي عام 1998م، بعدها واصل ممارسة هوايته في الكُليّة، وتشرَّف أن يُمثلّ مُنتخب الكليّات في الرياض عام 2001م. وأمّا القراءة فقد تحوّلت من هوايّة إلى قراءة موّجهة؛ أعانته على مواصلة دراساته العُليا وكتابة البحوث.

 

لذا من الطبيعي أن تحفل تجارب العلوي البحثيّة بتقدّم وانتشار محليّ واسع، إلى جانب إسهاماته الإبداعيّة الأُخرى؛ نظرا لشغفه الكبير المليء بحبّ المغامرة والتجربة، انعكس ذلك في كونه باحثًا غير تقليدي لا يوضع في خانة إبداعيّة واحدة، فالبحث الأدبي أولًا ولجه من الباب العريض مثلما ولج لاحقًا نتاجه الثقافيّ والصحفيّ أيضًا من الباب نفسه. وعند سؤالنا عن تكوينه البحثي والأكاديمي، أجاب: "بداياتي البحثية كانت في جامعة الشارقة، وقد أنجزت بحثا مشتركا مع أستاذي الدكتور محمد يونس علي بعنوان: (القراءة الحداثية للنص)، وهو بحث منشور في جامعة القاهرة - كلية دار العلوم، ثم نشرت كتابا بعنوان: (استراتيجيات الحمل على غير الظاهر عند المحدثين)، وكان لهذين العملين انطلاقة لنشر أكثر من 10 بحوث في مجلات محكمة، وشاركت في مجموعة من المؤتمرات والندوات كان آخرها مؤتمر جامعة نزوى المعني بالنثر العماني الحديث".

 

 

 

 

حصيلة ثريّة...

 

إنّ اعتكاف العلوي على كتاباته الأدبيّة والثقافيّة؛ سبب في أنّ توفرّ له فًرصًا كثيرةً للانتشار في الوسط الثقافي العُمانيّ بلا شكّ، فخرج بحصيلة ثريّة من الكتابات الأدبيّة والصحفيّة، فكان من بين هؤلاء الذين دخلوا في وسط ضجيج الصحافة المحليّة، ولم يغب عن النشر فيها؛ فكان نتاجه وفيرًا، وعند سؤالنا إيّاه عن أبرز إنجازاته الأدبيّة والثقافيّة التي حققها، عددها لنا قائلًا: "كتابي منشور في مكتبة الغبيراء بسلطنة عمان، أما أبحاثي فهي منشورة في مجموعة من المجلات المحكّمة، منها:

  • (الأبعاد التداولية عند ابن حزم الأندلسي)، بحث منشور في المجلة العربية للعلوم ونشر البحوث، 2018م۔

  • (نظرية الوضع والاستعمال العربية للتخاطب الظاهري)، بحث مقدم لمؤتمر الأدب واللغة منصة للتفاعل الحضاري، جامعة مؤتة، والأردن 2018.

  • (تحليل خصائص الجدل اللغوي على منصات التواصل الاجتماعي، اتجاهات المغردين والمعلقين من خطأ لجنة التحكيم - أمير الشعراء نموذجا)، بحث مشترك، منشور في مجلة الدراسات التاريخية والاجتماعية، جامعة نواكشوط، العدد 58".

 

ويتمتع الدكتور ماجد برصيد وافر لمقالاته المنشورة في الصحف المحلية، كما أنه كاتب مقالات في ملحق مراجعات التابع لجريدة الرؤية، وأبرز عنوانات مقالاته: قراءة نقدية لكتاب "خطاب العدالة في كتب الآداب السلطانية"، وقراءة نقدية لكتاب "مفهوم الدولة الإسلامية"، وقراءة نقدية لكتاب "الحداثة السائلة"، وقراءة نقدية لكتاب "اللغة والكذب"، وقراءة نقدية لكتاب "حقول الدم"، وقراءة نقدية لكتاب "الزمن والآخر".

 

 

 

إنجازات 

 

ولأن البدايات البسيطة ليس بالضرورة أن تتشابه مع الإنجازات الُمحققة، لاسيما أن لها بصمة واضحة لما عليه هو الآن؛ علّها تفتح لهُ آفاقًا بعيدةً مُتجاوزةً بذلك الوسط المحليّ ... يسترجع العلوي ما حققه طِوالَ مسيرتهِ، مستذكرا منها في حديثه: "هي إنجازات متواضعة جدا، ولكنني أفخر بها وأضعها دائما دافعا لي إلى مزيد من التقدم، وربما من أهمها إنجاز مشروع كتاب عنوانه: (إحكام الدلالة وأحكام التخاطب، دراسة للنسق اللغوي في الفكر الظاهري)، أما في المجال التعليمي، فقد تشرفت بإعداد وتنفيذ برنامج تأهيل معلمي سلطنة بروناي في مجال استراتيجيات تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، وأعمل حاليا على مشروعين تعليميين، وقد أنجزت الهيكل العام، فالمشروعان معنيان بتدريس مهارات اللغة العربية بأسلوب عصري، وكذلك إنجاز منهج يعد مدخلا لتحليل الخطاب وتفكيك المرجعيات في النص". 

 

رسالة...

 

إنّ استثمار مقومات الإنجاز والعطاء بما فيها التحديّات أيضًا، أمر مكّن العلوي من تشكيل شخصيّته الأدبيّة والثقافية، دون أن يغفل نقاط الضعف التي قال عنها إنها كثيرة، مُحاولًا ترتيبها حسب الأهميّة، وواضعًا في الحسبان تحجيم هذه النُقاط؛ كي لا تمنعه من التقدّم، مُستندًا ومُستعينًا بذلك في سبيل العلم والعمل قوله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).



إرسال تعليق عن هذه المقالة