عيسى الصبيحي مدير إدارة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمحافظة الداخلية لـ " إشراقة":
جامعة نزوى تعد أحد الشركاء الاستراتيجيين الداعمين لمنظومة ريادة الأعمال في سلطنة عمان.
الجامعة لها العديد من المبادرات والإسهامات التي عززت ريادة الأعمال، في مقدمتها التقرير الوطني السنوي للمرصد العالمي لريادة الأعمال.
المؤسسات التعليمية تلعب دوراً جوهرياً في ترسيخ ثقافة ريادة الأعمال بين طلبتها والمجتمع المحلي.
2227 مؤسسة صغيرة ومتوسطة بالداخلية، منها 1260 مؤسسة حاصلة على بطاقة ريادة الأعمال.
الاهتمام المتزايد بقطاع ريادة الأعمال أسهم في تعزيز ثقافة ريادة الأعمال، وتسهيل وتطوير الإجراءات المتعلقة بتأسيس المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
أكد عيسى بن صالح الصبحي، مدير إدارة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمحافظة الداخلية، على أن جامعة نزوى تعد أحد الشركاء الاستراتيجيين والداعمين لمنظومة ريادة الأعمال في سلطنة عمان، إذ يمثل هذا التعاون ركيزة أساسية لتوطيد العلاقات بين الجانبين، وتبادل الخبرات ضمن منظومة ريادة الأعمال؛ لتعزيز نمو قطاع المؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة.
وقال في حوار أجرته "إشراقة" بمناسبة التوقيع على برنامج تعاون لإدارة وتشغيل حاضنات ومراكز الأعمال بالجامعة؛ وذلك يوم الأحد الموافق الثامن من أكتوبر 2023م، إن الجامعة لها العديد من المبادرات والإسهامات التي عززت ريادة الأعمال، وفي مقدمتها التقرير الوطني السنوي للمرصد العالمي لريادة الأعمال، الذي يعد أحد المشاريع المهمة للجامعة بالتعاون مع إدارة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وأكد الصبيحي على الدور الذي تضطلع به المؤسسات التعليمية في دعم جهود الحكومة في مجال تحفيز وتشجيع الشباب للولوج في الأعمال الحرة، وأهمية ما يمكن أن تسهم به في غرس مفاهيم ريادة الأعمال، وتشجيع الشباب على تنفيذ مشاريعهم المختلفة بوجود حاضنات الأعمال، مؤكدا على أن المؤسسات التعليمية تلعب دوراً جوهرياً في ترسيخ ثقافة ريادة الأعمال بين طلبتها والمجتمع المحلي.
وهذا نص الحوار...
شكلت علاقات التعاون بين جامعة نزوى وإدارة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نجاحات متميزة على مدى الأعوام الماضية، تكللت بتنفيذ العديد من البرامج والمشاريع المشتركة التي تعنى بريادة الأعمال، كيف ترون أهمية ذلك التعاون، وما حققته تلك الشراكة من نتائج على قطاع بيئة الأعمال؟
بداية يطيب لنا أن نتقدم بالشكر الجزيل لجامعة نزوى على هذا الحوار الذي سيسلط الضوء على مجالات التعاون المشتركة بين الطرفين. ولعل أبرز ما نود أن نشير إليه إلى أن قطاع ريادة الأعمال قطاع واعد يعول عليه الكثير لتحقيق الأولويات الوطنية لرؤية عمان 2040م؛ لبناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على استشراف المستقبل والابتكار وريادة الأعمال، وهو ما يعني بضرورة تضافر الجهود الوطنية لدعم وتمكين هذا القطاع.
ومن هنا جاءت أهمية التعاون مع جامعة نزوى؛ كونها أحد الشركاء الاستراتيجيين الداعمين لمنظومة ريادة الأعمال في سلطنة عمان، إذ يمثل هذا التعاون ركيزة أساسية لتوطيد العلاقات بين الجانبين، وتبادل الخبرات ضمن منظومة ريادة الأعمال؛ لتعزيز نمو قطاع المؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة، ومساعدتها على النهوض بإدارة أعمالها واستدامتها، وذلك بما يتواءم مع رؤية وأهداف الهيئة الاستراتيجية لدعم القطاع بشكل عام في سلطنة عمان، وبشكل خاص في محافظة الداخلية.
فرص ومجالات التعاون بين الجامعة وإدارة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تبقى مفتوحة ومتاحة في مجالات مختلفة، نتساءل إذا ما كانت هناك مشاريع مرتقبة جاري العمل بين الطرفين؟
مجالات التعاون في قطاع ريادة الأعمال مستمرة مع جامعة نزوى، وكما أسلفنا فهي من القطاعات الأساسية والحيوية لتحقيق التنمية المستدامة من طريق الشراكة القائمة بين الطرفين، ومن ضمن الأعمال القائمة والمستمرة تفعيل مجالات التعاون ضمن الاتفاقية الموقعة مع الجامعة في مجالات عدة؛ ولعل أبرزها مؤخراً برنامج تعاون لتشغيل حاضنات ومراكز الأعمال بالجامعة، ومشروع المرصد العالمي لريادة الأعمال، بالإضافة إلى المشاركات المتبادلة بين الطرفين في الفعاليات والأنشطة المختلفة والداعمة لمنظومة ريادة الأعمال.
واحد من أهم المشاريع التي تم العمل عليها مع إدارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال، إذ صدر مؤخرا التقرير الثالث من هذا الكتاب، كيف تقيمون مستوى هذه التجربة والنتائج التي خرجت عنها؟
يعد المرصد العالمي لريادة الأعمال من المؤشرات العالمية ذات الاهتمام، ويقيس مرتبة الدول من حيث تنافسية البيئة الداعمة لريادة الأعمال، ويتضمن محاور عدة لذلك، إذ تقدم الإحصائيات والتحليلات قراءة دقيقة للتغيرات في منظومة ريادة الأعمال، وترصد المؤثرات وتتوقع النتائج المحتملة لمستقبل الأعمال.
ومن النتائج الإيجابية التي أشار لها التقرير ، أن النشاط الريادي في سلطنة عمان للعام 2021 سجل نتائج مرتفعة مما كان عليه في عام 2019، كما أن نسبة الوعي الريادي والمواقف الإيجابية تجاه ريادة الأعمال تحتل مكانة عالية في جدول أعمال الحكومة العمانية، إذ يظهر التقرير أن أكثر من (70%) من البالغين لهم مواقف إيجابية تجاه ريادة الأعمال، فيما صرح ما يقارب النصف منهم عن عزمهم ببدء عملهم التجاري في الأعوام الثلاثة المقبلة، كما تشير نتائج التقرير تقليص الفجوة بين الجنسين من رواد الأعمال (الذكور – الإناث)؛ نتيجة للجهود المستمرة لدعم رائدات الأعمال في سلطنة عمان.
ويوصي التقرير إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود في سبيل تحسين وإصلاح السياسات واللوائح التي تؤثر على ممارسة الأعمال التجارية، وهو توجه طبيعي نظراً لديناميكية وحيوية هذا القطاع وتغيرات السوق المتسارعة.
تمثل المؤسسات الأكاديمية الحكومية والخاصة عنصرا مهما في تعزيز مفهوم إدارة ريادة الأعمال، خاصة في ضوء قدرة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية ترسيخ ثقافة العمل الحر بين طلبة الجامعات، كيف تنظرون إلى أهمية الدور الذي يمكن أن تطلع عليه الجامعات الحكومية والخاصة في هذا الجانب؟
لا شك أن المؤسسات التعليمية تلعب دوراً جوهرياً في ترسيخ ثقافة ريادة الأعمال بين طلبتها والمجتمع المحلي، إذ تعمل الجامعات على توفير بيئة مشجعة وداعمة للقطاع؛ بما تقدمه من منصات وبرامج تعليمية وتدريبية تساعد على تطوير مهارات الابتكار وريادة الأعمال، وتوفير الموارد والدعم اللازم لتحويل الأفكار الريادية إلى مشاريع ناجحة على أرض الواقع.
تحظى ريادة الأعمال ودعم المشاريع الطلابية بعناية وأولوية في خطط وبرامج جامعة نزوى، وهو ما دعا بالجامعة إلى تأسيس مركز ريادة الأعمال، تبعها مشروع حاضنات الأعمال، إذ تعد الجامعة من المؤسسات التعليمية الرائدة التي تبنت تنفيذ هذا النوع من المشاريع، من وجهة نظركم كيف ترون أهمية ما تمثله هذه المبادرات من دعم لجهود الحكومة ممثلة في هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؟
تعد جامعة نزوى من المؤسسات التعليمية المتميزة في سلطنة عمان لدعم منظومة ريادة الأعمال، وما تقدمه الجامعة من مبادرات وبرامج تعاون مع الهيئة ما هو إلا دعم للجهود الحكومية لجعل قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لبنة أساسية في منظومة الاقتصاد الوطني؛ لتعزيز أهداف التنمية المستدامة. وهو أحد التوجهات والأولويات الوطنية للتنويع الاقتصادي ومحركاً للنمو، ومسهماً في تحقيق أهداف الخطة الخمسية العاشرة،
محافظة الداخلية بوجه عام، وولاية نزوى بوجه خاص تمثل نموذجا متميزا في نجاح ريادة الأعمال، إذ يلاحظ ارتفاع متواصل في عدد رواد الأعمال من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، هل لكم أن تطلعونا على عدد المشاريع المسجلة في ولاية نزوى، وعدد المستفيدين من برامج الدعم المقدمة؟
تعد محافظة الداخلية مثالاً يحتذى به في عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وبالرجوع إلى سؤالكم عن عدد المشاريع المسجلة في ولاية نزوى على وجه التحديد، أوضحت البيانات الإحصائية أن عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المقيدة في سجل هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بولاية نزوى بلغ (2227) مؤسسة، فيما بلغ عدد الحاصلين على بطاقة ريادة الأعمال (1260) مؤسسة بإجمالي وقدره (3487)، في حين بلغ عدد المستفيدين من البرامج التمويلية للهيئة في الولاية حوالي (142) مشروعا، ويمثل ما نسبته (36%) من إجمالي التمويل المقدم في المحافظة، وهي أرقام قابلة للزيادة في ضوء الدعم والتسهيلات المقدمة من قبل الهيئة.
دعم مشاريع ريادة الأعمال يمثل جانبا مهما في حث الشباب العماني وتشجيعهم وتقديم الحوافز والدعم لهم لتنفيذ مشاريعهم المختلفة، كيف أسهمت كل هذه المعطيات في النهوض بريادة الأعمال في سلطنة عمان بشكل عام ومحافظة الداخلية بشكل خاص؟
الاهتمام المتزايد الذي يحظى به قطاع ريادة الأعمال على المستويين الحكومي والخاص، أسهم في تعزيز ثقافة ريادة الأعمال، وتسهيل وتطوير الإجراءات المتعلقة بتأسيس المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ مما أدى إلى النهوض بالقطاع بشكل عام لأداء دوره التنموي، وما تقوم به الهيئة من جهود كبيرة على مستوى جميع المحافظات ما هو إلا دعم للشباب العماني لتنفيذ وتطوير مشاريعهم ورفع قدراتهم التنافسية، وتتواصل هذه الجهود في محافظة الداخلية ممثلة في إدارة الهيئة من طريق ما يتم تقديمه من دعم وتمكين وبرامج مبتكرة ومستدامة؛ بهدف تنمية الفرد والمجتمع وتنويع مصادر الدخل لرفع إسهام هذه المؤسسات في الناتج المحلي الإجمالي.
ختاماً نرى أن منظومة ريادة الأعمال في سلطنة عمان مستمرة في الازدهار مدعومة بالتشريعات؛ لتعزيز بيئة الأعمال في سلطنة عمان، ولنمو سوق الطلب المحلي وما يتيحه التقدم التقني السريع من فرص جديدة لرواد الأعمال.