طريق موهبتها تميّز بين ملهمٍ ومحفّز وطموح
إشراقة: موهبة العدد
صقل مهارات الطلبة الشخصية مشروع رائد في كثير من مؤسسات التعليم، إذ تستثمره دور العلم لتهيأة أفراد نشطين يمتازون برؤى قيادية ومؤثرة، ويمتلكون أدوات التأثير الإيجابي لعرض أفكارهم ومهاراتهم، والتعريف بمشاريعهم وإبداعاتهم؛ كي يستفيد منهم المجتمع في مختلف الأحداث والأنشطة.
معنا في باب "موهبة العدد" من إشراقة لهذا الشهر خريجة في جامعة نزوى من كلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات – تخصص تقنية معلومات. وُلدت في العام الأخير من القرن العشرين، وتمتلك من الطموح ما أتاح لها الانطلاق في مجالات رحبة لتكون فاعلة في استثمار موهبتها التي يُشار إليها بالبنان. ضيفتنا ريهام بنت علي الجابرية، حازت على شهادات ودورات عدة في تخصصها في مجال التربية والتعليم وموهبتها في الإلقاء والمناظرات، تقول واصفة نفسها: "موهبة الإلقاء والطلاقة في الكلام كان لدي حرفياً منذ الصغر في بدايات أعوام الدراسة ... لقد كان والدي -حفظه الله ورعاه- بعد الله سبحانه وتعالى وراء هذه الموهبة، إذ كان داعمي الأول ومحفزا وملهما".
طريق التميّز
صنعت أعوام الحلقة الدراسية الأولى في مسيرة التعليم لريهام فارقًا كبيرا لها، فقد تتلمذت بين يدي معلمات استطعن تشكيل عجينة أصيلة ليصنعن منها كعكة فاخرة، تقول عنهن: "من الصف الأول إلى الرابع الابتدائي كان لمعلماتي فضل كبير في حفز موهبة الإلقاء والخطابة؛ إذ كان لهن دور بارز في تكليفي بمهمة الإلقاء في الإذاعة المدرسية يومياً ... وبذلك وأكثر، ارتقيت إلى مستوى مديرة نشاط الإدارة الطلابية في المدرسة، إلى أن وصل بي الأمر في قادم الأعوام إلى المشاركة في افتتاح ندوات ومؤتمرات على مستوى المحافظة؛ ليكون لي دور بارز في مجال المبدعين من مواهب الإلقاء".
لقد ارتفع منسوب رصيد موهبة الجابرية؛ ليجعلها أكثر التصاقا وتشبثاً وانجذابًا بما أحبّته منذ نعومة أظفارها بل أثر تأثيرا إيجابيا على مستواها الدراسي؛ لتحظى باهتمام المجتمع، وأشار المعنيون بالمنظرات العلمية والثقافية بأعين العناية إلى موهبتها؛ لذا استطاعت تحقيق الكثير فيه، ولا زال لسان حالها يردد هل من مزيد!
فيما وفّرت وسائل التواصل الاجتماعي أرضا خصبة لهذه الأجيال لصنعِ هويّاتهم وبَصْمِ إبداعاتهم في شبكة مليئة بمرتاديها، الذين تعددت مكتسباتهم ومهاراتهم؛ لذا قدّمت دعما أساسا لفئة أحسنت في استثمار موهبتها؛ بل كانت لهذا المحتوى قيمة حيوية على مختلف المناحي، اجتماعيا واقتصاديا ومعرفيا وسلوكيّا. وقد أكّدت ريهام على هذه القيمة بترجيح كفّة هذه المواقع الاجتماعية، التي كان لها دور في إبراز شخصيتها وتعريف الناس إلى ما وصلت إليه موهبتها. كذلك استطاعت من مواقع التواصل الاجتماعي الإفادة والاستفادة في آن واحد؛ وذلك بما تقدم من طرح ونشر تجارب وخبرات منها وإليها.
حلم أم طموح!
تتجدد مشاعر الأمل برسم الفرد لرؤية واضحة له في مستقبله القريب والبعيد؛ إذ تشتغل مدركاته العقلية والنفسية بإعداد موارد لا سقف لطموحاتها. تقول ريهام الجابرية متحدّثة عمّا تتجه إليه لتنمية موهبتها: "أهدافي القادمة تجعلني أكثر سعيا لتعزيز روح المناظرة في داخلي؛ كي أُنافس على مستوى مسابقات دول الخليج وليس على مستوى عُمان فقط؛ لذا أجتهد لصقل هذه الموهبة وتعزيزها بتنميتها في بيئة مناسبة تجعل من القراءة المستمرة والاطلاع الثقافي معينا لرفد روح المناظرات وحس الجرأة لدي".
وقد سكبت موهبة عدد إشراقة مشاعرها الإيجابية فيضا مدرارا على جامعة نزوى، وتحديدا نادي المناظرات، الذي رحّب بها وشجّعها ليكون لها شأن بارز في هذه الجماعة المرموقة؛ لذا ترجو من الله العلي القدير أن يسهّل عليها طريقا تخوض فيه دروبا في مجال المناظرات؛ بما ييسر لها العناية بموهبتها وتنميتها، وننشر ثقافة المناظرات بين أوساط المجتمع ... تقول: "أطمح دوما أن أصبح أحد البارعين في مجالا المناظرات والإلقاء والعاملين على الاهتمام بثراء هذه المجال؛ لما له من أثر إيجابي ثقاف واجتماع ونفس على الفرد والمجتمع على حدٍّ سواء".