السنة 18 العدد 173
2023/11/01

 

برنامج الشراكة بين جامعة نزوى وقطاع الأعمال استثمار صاعد

 


 


أعدّ المادة: ثريا الغافرية

حررها: ريهام الحضرمية

 

 

تأتي الشراكة بين الجامعات والمؤسسات العاملة في القطاعين العام والخاص في مقدمة الاهتمامات التي تسعى الجامعات إلى تحقيقها، إذ يشهد العالم تطورا متواترا في مختلف المجالات والقطاعات، لتساعد هذه الشراكات في مواكبة التغير بتعزيز التفاعل بين العلم والصناعة وتطوير المهارات التي يحتاجها الخريجون للالتحاق بسوق العمل بما يتواكب مع حاجة السوق والوظائف المطروحة به، ويتحقق ذلك بتقديم البرامج والفرص التدريبية وتبادل العلوم والمعرفة. وتعد علاقات التبادل المشترك أداة حيوية تضمن توفر قوة بشرية معدة بشكل صحيح لبناء مستقبل مستدام ومزدهر ينعكس تأثيره على المجتمع بشكل عام.

 

 

 

 

 

 

ومنذ البداية سعت جامعة نزوى جاهدة لتوطيد الروابط بين التعليم الجامعي وسوق العمل؛ مما يعكس التزامها في تزويد الخريجين بالمهارات والقدرات التي تؤهلهم إلى التنافس على الفرص الوظيفية في سوق العمل مستقبلا، ومن هذا المنطلق قامت جامعة نزوى في العاشر من شهر أكتوبر لعام 2023م، ممثلة في مركز التوجيه الوظيفي والتواصل مع الخريجين بتوقيع 13 مذكرة تفاهم مع مجموعة من مؤسسات القطاعين العام والخاص، وجاءت المبادرة بنسختها الثانية عشرة بعنوان: "برنامج الشراكة بين جامعة نزوى وقطاع الأعمال"، ورعى افتتاحها المهندس محسن بن زهران الهنائي، مدير عام مدينة الرسيل الصناعية.

 

 

 

 

 

 

الجدير بالذكر أن هذا البرنامج حضرت فيه 32 مؤسسة حكومية وخاصة، تمثل مجموعة متنوعة من القطاعات الخدمية، الاقتصادية والاجتماعية، والتجارية، والصحية، وقد أسهمت مشاركتها في المعرض المصاحب للفعالية في توفير بيئة مثالية للتفاعل المباشر مع الطلبة، وتقديم الخبرات وفرص التدريب والتوظيف، كما سلطة الضوء على أهمية الابتكار وريادة الأعمال، فقد سعت جميعها -بمختلف مجالاتها- إلى تطوير المهارات وتوسيع آفاق المعرفة في المجلات العلمية والمهنية.  

 

وقد أفصح حميد الحراصي، مساعد المدير العام للتدريب الفني والإداري في شركة ركن اليقين العالمية لتنمية المهارات، إبان توقيع مذكرة التفاهم والمشاركة في المعرض قائلا: "مشاركتنا اليوم ليست المشاركة الأولى، بل استدامة للتعاون الذي جمعنا مع جامعة نزوى، ونحن سعداء بتوقيع مذكرة التفاهم، التي تعد امتدادا للعلاقة والشراكة بين الجامعة والمراكز التدريبية بالقطاع الخاص، إذ تقدم هذه المؤسسات خدمات تدريبية للخريجين؛ بهدف إكسابهم المهارات المطلوبة في سوق العمل، وتهيئتهم للمنافسة على الفرص المعروضة من طريق هذه المهارات التي من شأنها أن ترفع فرصتهم في الحصول على الوظيفة".

 

 

 

 

 

 

كما تحدث ممثل شركة OQ قائلا: "سنفتح باب التدريب في يناير القادم؛ مما سيتيح الفرصة للطلبة والخريجين من مختلف التخصصات المشاركة والتعرف على طبيعة العمل في شركة OQ، والتدريب حسب البرامج المطروحة". في حين، قال ممثل طيران السلام: "هذه المشاركة الثالثة لنا في جامعة نزوى، ومنذ البداية كنا حرصين جدا على المشاركة، إذ لم ننقطع إلا في جائحة كورونا، وطيران السلام دائما داعم للطلبة بتخفيضه لتذاكر السفر الخاصة بهم، وكذلك توظيفهم في مختلف التخصصات، كالمحاسبة والموارد البشرية والتخصصات المتعلقة بتقنية المعلومات، كما نقدم فرص تدريب مقرونة بالتشغيل المباشر مع طيران السلام أو حتى نعمل وسيطا مع الشركات الأخرى".

 

كذلك عبر ممثل بنك الإسكان العماني عن أهمية مشاركتهم قائلا: "جاءت مشاركتنا بهدف عرض الفرص التدريبية ولتوضيح طريقة التقدم للتدريب والمنافسة على الوظائف المعلن عنها". كما شاركت في المعرض العديد من المنصات المتخصصة في تدريب الطلبة وعرض الفرص الوظيفية؛ كونها منصة (تك ون) للتدريب والتأهيل، التي تحدث ممثلها قائلا: "المنصة تختص بتوفير فرص التدريب للطلبة من جميع التخصصات، ويشترك في المنصة العديد من الجامعات والمؤسسات الخاصة، ودائما ما نضع الأولوية للخريجين في الحصول على فرص التوظيف المقرونة بالتشغيل، مثل الفرص التي نحصل عليها من البنوك والشركات". أما ممثل منصة المسار فقد عبر عن مشاركة المنصة قائلا: "مسار هي منصة أونلاين غير ربحية، تقدم خدمات للباحثين عن العمل والطلبة الخريجين؛ بعرض الفرص الوظيفية والتدريبية، وكذلك عرض امتحانات التوظيف وتدربيهم عليها مع تقديم النصائح والإرشادات".

 

 

 

 

 

 

وفي سياق التقرير، وصفت الأستاذة ليلى الرحبية، مديرة مركز التدريب والتواصل مع الخريجين بجامعة نزوى، مدى النضج الذي حققه برنامج الشراكة مع قطاع الأعمال في جميع النسخ الاثني عشر السابقة على امتداد الأعوام، قائلة: "دأب المركز في السعي إلى خلق الشراكات الاستراتيجية والمهنية مع مختلف مؤسسات العمل؛ حتى يسوق بشكل مباشر أو غير مباشر لطلبة الجامعة وخريجيها، وتعريف المجتمع بتخصصات الجامعة وخدماتها وبرامجها وفعالياتها؛ وذلك منذ النسخة الأولى التي بدأت بمؤسسات قطاع النفط والغاز متمثلة في ٧ شركات، وحتى النسخة الثانية عشرة التي ضمت مشاركة أكثر من ثلاثين مؤسسة، وبحضور ما يقرب ألف طالب وخريج؛ للتعرف على قطاع الأعمال والاستفادة من وجود هذه المؤسسات بالقرب منهم. كما أن البرنامج في هذه النسخة وقع على ١٣ مذكرة تفاهم وهو حدث حديث العهد".

 

 

 

 

 

 

كذلك وضحت الرحبية الطريقة التي يتبعها المركز في استقطاب الاستثمار العلمي والمعرفي والاقتصادي وتشجيعه، قائلة: "تعزيزاً لمفهوم الشراكة المؤسسية والمجتمعية، يعمل مركز التوجيه الوظيفي والتواصل مع الخريجين على تعزيز العلاقات المهنية مع قطاع الأعمال بمختلف مجالاته، الأمر الذي بدوره يعمل على استقطاب المؤسسات وتشجيعها للإسهام في رفد الاستثمار وتطلعاته التنموية والفكرية والعلمية، وذلك من طريق التواصل المباشر مع المؤسسات، والالتقاء بهم وتعريفهم بجامعة نزوى وأهدافها وبرامجها الأكاديمية وبحوثها العلمية، ودورها المستدام في مساندة المتعلمين، وبرامج التعلّم مدى الحياة وبرامج الإنماء وغيرها، الأمر الذي يثني عليه أرباب العمل، ويدفع رغبتهم في أن يكونوا جزءًا من هذا النجاح".

 

 

 

 

 

 

وبالإضافة إلى ذلك، وضحت الأستاذة ليلى مستقبل هذه الشراكات، والتطلع الذي يطمح المركز إلى تحقيقه، قائلة: "نأمل أن نرى الشراكة مع قطاع الأعمال على أرض الواقع، متمثلة في تبادل الخبرات العلمية والمعرفية بين مؤسسات العمل وطلبتِنا، فلا يخفى على الجميع مكانة جامعة نزوى الأكاديمية والبحثية والدور المجتمعي الذي تسعى باستمرار في تحسينه، عليه فإن أوجه الشراكة التي تتبناها لن تكون إلا متبادلة بين الطرفين، إذ يتطلع المركز إلى تحسين علاقاته مع المؤسسات التي يمكنها الاستثمار في الطالب الجامعي، ومدّ يد العون له بشتى الطرق، وتقديم الدعم المادي واللوجستي للبحوث العلمية التي تعمل عليها الجامعة، بالإضافة إلى الإسهام في تقديم الدعم لصندوق مساندة المتعلمين؛ كي يقوم بدوره لتقديم العطاء للمجتمع والتفاعل معه، آملين أن تكون العلاقة المشتركة ممتدة ومستدامة، مع التأكيد على أن المركز على أتم الاستعداد لتحسين شراكاته وتطويرها، فالمركز يسعى إلى تقوية شراكاته مع خريجي الجامعة بصورة أكثر تفاعلية".

 

 

ولا ريب أنّ أهمية الشراكة بين الجامعات ومؤسسات العمل تتضح بوصفها عنصراً حيوياً لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع، التي لا تتحقق إلا ببناء جسور التواصل والتعاون المستمر بين الطرفين، فمنها يمكن تعزيز التعليم العالي ليصبح أكثر توافقاً مع احتياجات سوق العمل المتغيرة، وبها تنمو الفرص المهنية للخريجين عندما يكونوا مجهزين بالمهارات العملية والمعرفة الأكاديمية؛ لذلك تعد الشراكة بين الجامعات والمؤسسات العمل ركيزة أساسية لبناء مجتمع معرفي متقدم واقتصاد مزدهر.

 

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة