السنة 18 العدد 173
2023/11/01

"إنها تُعزز على الاندماج الاجتماعي والتعلم الذاتي" …

اقرأ أكثر مع ذكرياته خريجا في جامعة نزوى

 


 



تحرير: أُميمة الحاتميّة

 

إنّ الحيّاة الجامعيّة بأشكالها المُختلفةِ لابد لها أن ترسم ذكريّات مع طلبتها بلحظاتها الماتعة والمُرّة في آن واحد، وهذا الصرح العظيم الذي نحن فيه بداية انطلاقة إلى رحاب المجتمع عموما والمجتمع العملِي خصوصا.

نرى ما استمدّه الخريج سيف العويسي من جامعة نزوى خطوات أولى للمشاركة في بناء المجتمع التعليمي في المؤسسات التعليميّة من طريق وظيفته معلّما فيها. كما أنّ لًبِنَاتِ تكوين شخصيته ترسّخت مُنذ نشأته في قريته المتواضعة إلى أن وصل إلى الجامعة، التي كان ظهورها بارزًا في شخصيته، واصفًا قوله فيها إنّها تُعزز الاندماج الاجتماعي والتعلم الذاتي، مُلّخصًا تجربته على أن الجامعة باتت -بلا شكّ- الموطن الآخر له التي عاش فيها أعواما؛ إذ يغلبه الآن فيها الكثير من الحنين والذكريّات. في سياق هذا الحوار، يسرد لنا تجربته الشائقة وبعض مواقفه التي عاشها في أروقةِ الجامعة وفضاءاتِها.



1-بداية هل لك أن تعرفنا بنفسك ونشأتك؟

سيف بن مبارك بن محمد العويسي، نشأت في جبل مقطع الذي يُعدُّ من سلسلة الجبل الأبيض بولاية دماء والطائيين، بالتحديد في قرية العيسي. 

نشأت وترعرعت في هذا الجبل، إذ كان الشارع المعبّد لا يصل إلى بعض القرى، فكنّا ننزل إلى الحارة القديمة سيرًا على الأقدام، فكان بمثابة مجمع لطلبة هذه القرى المتناثرة وأصحاب المزارع. وعند ذهابِنا إلى المدرسة نمكث أسبوعًا كاملًا فيها؛ أي نذهب يوم السبت ونعود الأربعاء، إذ كان وصول السيارات الناقلة لطلبة المدرسة من مقطع (الحارة القديمة) إلى إسماعيه صعب جدًا. وهكذا الحال إلى أن وصل الشارع والكهرباء في عام ٢٠١٢م لجميع القرى في جبل مقطع تقريبًا. وقد درست في مدرسة الشيخ حمد بن عبيد السليمي، وتخرجتُ فيها عام ٢٠١٩م، والتحقت بجامعة نزوى في تاريخ 26 / 9/ 2019م.

 

 

2-كيف كانت رحلتُك في جامعة نزوى حتى تخرجُك فيها؟ 

 رحلتي في جامعة نزوى استمرّت أربع سنوات، سنة في البرنامج التأسيسي، وثلاث سنوات في دراسة التخصص. بدأت في دراسة البرنامج التأسيسي من المستوى الأول في اللُّغة، وبحمدٍ من الله تخطيّت عقبات هذه السنة بنجاح. ولكن مع الأسف الشديد تزامن مع هذه العام اعتراض العالم جائحة كورونا. وبدأت في دراسة التخصص صيف 2020_2019 بمساقين، وبعد ذلك درست في كل فصل أكاديمي ستة مساقات أي بمعدل (١٨ ساعة)، بينما في الفصل الدراسي الصيفي بعد ذلك 3 مساقات، وتنوعت اختياراتي للمساقات الدراسيّة، فكانت بين السهل والمتوسط والصعب؛ حتى لا يتراكم العبء في فصل واحد، فإن مللت من مادة تطربني مادة أخرى؛ فحَذوت على هذا الدرب إلى نهاية المشوار بعد إكمالي (١٣٠ ساعة معتمدة)، أنهيتها بتوفيق من الله في ربيع 2023م.

 

3-ماذا أضافت لك جامعة نزوى إلى جانب البعد الأكاديمي التعليمي؟ 

يُعد البُعد الأكاديمي جزءًا مهمًا من الجامعة؛ إذ إنّ الهدف الأسمى من كل جامعة العلم واكتساب المعارف، فاكتسبت الكثير منها؛ وذلك لما للجامعة من مكانة علميّة مرموقة في الأوساط التعليميّة في السلطنة، ولا شكَّ أنها منارة علمٍ ورشاد.

كذلك توفر جامعة نزوى بيئة غنيّة بالأنشطة الطلابيّة، التي بدورها تُعزز على الاندماج الاجتماعي في البيئة الجامعيّة والتعلم الذاتي. وأيضًا لا ننسَ الفعاليّات الثقافيّة والاجتماعيّة المتنوعة، مثل: المعارض والاحتفالات التي تساعد على تبادل الأفكار وتوسيع المدارك.

 

4-استرجع معنا ذكريات راسخة في ذهنك على مدار الأعوام التي عايشتها في الجامعة؟

بكل تأكيد هناك الكثير من الذكريات، ولكن ما أذكر منها فقط الآن عندما أُتيحت لي الفرصة للمشاركة في الاحتفال بيوم اللغة العربية على مدار عامين متتابعين، فكانت مشاركتي بقصيدة شعريّة قدمتها في قاعة الشهباء، بالإضافة إلى مُشاركتي في الاحتفال بالعيد الوطني 52 المجيد.

 

5-بالطبع يراودك الحنين إلى الجامعة، صف لنا هذه المشاعر الجيَاشة؟!

إن الحنين إلى جامعة نزوى حنينٌ ليس بعده حنين، إذ إنها باتت موطني الآخر الذي عشت فيه ما يربو أربعة أعوام، وهذه مدّة كافية لأن تترك في قلبي أثر الحنين والاشتياق لتلك المكتبة العظيمة، التي يلتقي فيها الطلبة للبحث والقراءة، ولتلك الممرات المزدحمة بالطلبة الزملاء، ومما لا شكَّ فيه أيضًا تلك القاعات الدراسية التي تتوقد نورًا من السيل الغزير الذي يمطره الدكتور ويرتوي منه طلبة العلم.

ولا يسعني إلا أن أقول واصفًا مشهد الجامعة اليومي المكتظّ بالكثير من الذكريّات والحنين، كما قال الشاعر البهلاني: 

"تلك المعاهد ما عهدي بها انتقلت ... وهن وسط ضميري الآن سكان"

 

6-شخصيات ما زالت عالقة في ذهنك حتى اليوم ومواقف لا تنسى يمكنك سردها لنا؟ 

هنا سأقف قليلًا، فحقيقة تأسرني أخلاق الكادر الأكاديمي في قسم اللغة العربية جميعًا، على رأسهم الدكتور القدير يعقوب آل ثاني؛ التي كانت مُعاملته للطلّبة بمقام الأب قبل أن يعامله معاملة المعلم لطالبه، فكلما بعثتُ له رسالة يتصل بي مباشرة سائلَا ماذا ترُيد؟ وما موضوعك؟ 

كذلك الدكتور محمود الصقري الذي ألجأ إليه لاستمد طاقتي بعد قطع شوط المحاضرات الأولى، الذي يسكُب لنا القهوة مُهيّلة بمزاحه وطربه الشعري، فينزاح التعب والمرّ يذهب. وهذا ليس حصرا، فجميعهم أساتذة أفاضل، لدينا الدكتور بدر اليحمدي والدكتور محمود الكندي ... إلخ.

وإن ذكرت من الطلبة الزملاء فأذكر رفيق الدرب، صاحب الشعر والأدب، الزميل نصر بني عُرابة، فكدنا لا نفترق في الجامعة، حيث كنا فيها نذاكر معًا ونتبادل أمرنا شورى بيننا في أغلب الموضوعات.

 

7-كيف علاقتُك بالجامعة حاليًا؟

رغم التحاقِي بوظيفة معلم واشتغالي بها؛ إلّا أن العلاقة التي بيني وبين الطلّبة والجامعة بأكملها ما زالت وديّة، فلم ينقطع تواصلي معهم؛ لذلك تصلني أحداث الجامعة من فعاليّات وغيرها من طريق سؤالي الدائم عن الأحوال، ولعلّ في قادم الأيام أكمل دراستي في درجة الماجستير في الجامعة.

 

8-ما نصيحتك لطلبة العلم في الجامعة؟

إليك بعض النصائح يا طالب العلم في الجامعة:

1. حدد أهدافك: قبل أن تبدأ رحلتك الجامعية، حدد أهدافك بوضوح. ما الذي تريد تحقيقه من دراستك؟ هل ترغب في التخصص في مجال معيّن؟ هل تسعى للحصول على درجة عاليّة؟ بتحديد الأهداف، ستكون لديك رؤيّة واضحة للتركيز على الأمور الأكثر أهمية.

2. اكتشف شغفك: حاول اكتشاف مجالات الدراسة التي تثير اهتمامك وشغفك. عندما تكون متحمسًا للمواضيع التي تدرسها، ستكون أكثر استعدادًا للتعلم وستستمتع بالعمل الذي تقوم به.

3. أخذ المبادرة: لا تعتمد فقط على المحاضرات والمواد التعليميّة المقدمة في الجامعة. كن نشيطًا وخذ المبادرة في البحث عن المصادر الإضافيّة للمعرفة والتعلم. اقرأ كتبًا ومقالات وابحث عن موارد على شبكة المعلومات العالمية، التي تساعدك في توسيع معرفتك وفهم المواضيع بشكل أعمق.

4. إدارة الوقت: حاول تنظيم وقتك بشكل جيد. قم بإنشاء جدول أعمال يساعدك في تحقيق المهام المختلفة بفعالية. قم بتحديد أولوياتك وتخصيص وقت مناسب للدراسة والبحث والمراجعة. تجنب التسويف واستخدم وقتك بطريقة تساعدك على تحقيق أهدافك الأكاديمية.

5. التواصل مع الأساتذة والزملاء: لا تتردد في التواصل مع أساتذتك والاستفسار منهم عن أي أسئلة أو استفسارات تخص المواد التعليميّة. كما يمكنك التعاون مع زملائك في الدراسة من طريق مناقشة المواضيع ومساعدة بعضكم بعضا في فهم الدروس. يمكن أن يكون للتواصل والتعاون الجيد تأثير إيجابي على تجربتك الجامعيّة.

6. الاهتمام بالصحة العقليّة والجسديّة: لا تنسَ أن الرعاية الجيدة للصحة العقليّة والجسديّة تلعب دورًا مهمًا في الأداء الأكاديمي. حافظ على نمط حياة صحي، مارس الرياضة بانتظام، احصل على قسطٍ كافٍ من النوم، وتناول وجبات غذائية متوازنة.

إرسال تعليق عن هذه المقالة