في المؤتمر الدولي الثاني لقسم اللغة العربية ...
39 ورقة علمية تناقش الأدب النثري العربي وتطوره في عهد النهضة العمانية الحديثة
دائرة الإعلام والتسويق
انطلقت صباح يوم 3 أكتوبر 2023م بالحرم المبدئي في جامعة نزوى، أعمال المؤتمر الدولي الثاني لقسم اللغة العربية بكلية العلوم والآداب بعنوان: "الخطاب النَّثريّ العمانيّ الحديث في ضوء نظريّات القراءة"؛ وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ عيسى بن حمد العزري، الأمين العام للمجلس الأعلى للقضاء، وبحضور الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي، رئيس الجامعة، وعدد من الباحثين والأكاديميين والنقاد من داخل سلطنة عمان وخارجها.
ويشهد المؤتمر مشاركة 36 باحثا يقدمون 39 ورقة علمية في يومين، إذ بلغ عدد المشاركين من خارج سلطنة عمان 14 مشاركا يمثلون ثلاث عشرة جامعة في ست دول، هي: العراق، الأردن، السعودية، تونس، المغرب، إيران. فيما بلغ عدد المشاركين المحليين 22 مشاركا يمثّلون المؤسسات التعليمية في سلطنة عمان، هي: جامعة نزوى، وجامعة السلطان قابوس، وجامعة صحار، وجامعة الشرقية، ووزارة التربية.
وألقى الدكتور مسعود بن سعيد الحديدي، رئيس قسم اللغة العربية ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، كلمة الافتتاح، قال فيها: "شهد الأدب العُماني في السنوات الأخيرة نقلة نوعية أكَّد عليها حصاده جوائز عالمية وإقليميّة مرموقة، من بينها: جائزة المان بوكر العالمية، وجائزة البوكر العربيّة، وجائزة الأدب العربي في فرنسا، الأمر الذي كثّف توجيه اهتمام العالم إليه ترجمةً وقراءةً ودراسةً. ومع أن هذا الاهتمام حديث، وهو شاهد على القفزة النوعيّة والتطور الذي يعيشه الأدب العماني اليوم، لكن الأدب العُماني عموما ما زال كثيره رهين مدّونات التراث المخطوطة والمطبوعة، ولم يحظ بدراسات منهجيّة وعلميّة تواكب ثراءه الكمي، وتبحث آفاق امتداده في تراث الحضارة الإنسانيّة".
وأضاف: "إن جامعة نزوى، ممثلة في قسم اللغة العربية، ومركز الخليل بن أحمد الفراهيدي، ومجلّة الخليل للدراسات اللّغوية والأدبيّة، لتسعى دوما إلى الإسهام في دراسة الأدب العُماني بما يحقّق رؤية عُمان 2040 في مجالات الهوية والثقافة واللغة والأدب؛ وذلك بعقد ندوات ومحاضرات علميّة عنه، وتوجيه البحث الأكاديمي إلى الأدب العماني، خاصة فيما يعده طلبة الدراسات العليا من رسائل علميّة في اللغة والأدب. وقد خصصنا هذا المؤتمر للنّظر في «الخطاب النثري العُماني الحديث»، موجهين بدافعين: أولهما ارتباط النثر بسؤال الهويّة ووجود الإنسان، وثانيهما دافع الكم مقرونا بالنّوع؛ وهما ما يبرهن عليه العدد الوفير من المطبوعات في الرواية خصوصا في السنوات الأخيرة، وتو ّجه الأنظار العالميّة إليه".
في ذات السياق، قدّم الأستاذ الدكتور بسام قطوس، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة اليرموك، كلمة المشاركين، مرحبا فيها براعي الحفل والحضور، إذ عرض أهمية المؤتمر الذي أشار فيه إلى أن عنوان المؤتمر الثاني يقودنا إلى ما أراده المنظمون من توسيع حلقات الدرس النقدي للإبداع النثري العماني في ضوء نظريات القراءة والتلقي ومناهج النقد الحديث، إذ حقق الناثرون في عمان قفزات نوعية على مستوى الأشكال والمضامين، فقد اهتم النثر العماني في كل أشكاله، الرواية والمسرح والقصة القصيرة، بالعديد من القضايا على مستوى المضامين الفكرية والأشكال الفنية، فقد شهد النثر العماني في عصر النهضة العمانية الحديثة تحولات كثيرة في خياراته الفكرية والجمالية؛ بدءا من الرواية مرورا بالمسرح وانتهاء أو ليس انتهاء بالقصة القصيرة".
وأضاف: "اكتسب النقد والناقد معاني جديدة في ضوء تطور نظريات التلقي وجمالياته، واكتسبت الذات العارفة دورا مهما في عملية التلقي، خاصة في ضوء عديد الفلسفات، منها الفلسفة الظاهرية التي منحت الذات دورا رئيسا في التلقي؛ لتضع العمل المنقود في موضعه من سلم القيم الفنية والأسلوبية والجمالية".
الأستاذ الدكتور سعيد يقطين، ناقد وباحث أكاديمي مغربي، أكد على أهمية المؤتمر الثاني لمؤتمر الدولي الثاني لقسم اللغة العربية في جامعة نزوى، وما يتضمنه من محاور نقاش مهمة ستثري الساحتين الثقافية والأدبية بالكثير من المواضيع المهمة، التي من شأنها الوقوف على العديد من المواضيع النثرية ومناقشتها والوقوف عليها بكل تفاصيلها. وأكد على أن المؤتمر يعد محطة ثقافية مهمة في عمان والوطن العربي، موضحا في كلمته التي عرج فيها على العديد من المواضيع إلى أن المؤتمر يُعبِّرُ عن المجتمع وقضاياه لتصبح دراساتنا الأدبية دراسات علمية. وفي حديثه، تناول الأستاذ الدكتور محمد صابر عبيد، أكاديمي وناقد وأديب عراقي، في كلمته العديد من المواضيع التي تعنى بالنثر الأدبي، والتحولات التي شهدتها صناعة النثر في الوطن العربي.
اليوم الأول للمؤتمر شهد 4 جلسات عمل، فقد ترأس الدكتور سعيد يقطين فعاليات الجلسة الأولى، التي قدم فيها الدكتور بسام قطوس من جامعة اليرموك بالمملكة الأردنية الهاشمية ورقة بعنوان: "أنساق التشيؤ في نماذج متخيرة من القصة العمانية القصيرة ـ مقاربة ثقافية فلسفية"، فيما قدمت الدكتورة وحيدة صاحب حسن من جامعة القادسية بجمهورية العراق، ورقة بعنوان: "الذات والهوية في روايات جوخة الحارثي في ضوء الدراسات الثقافية المعاضرة"، أما الورقة الثالثة فكانت بعنوان: "الخطاب القصصي النسوي العماني ـ قصص سورة يوسف أنموذجا، دراسة ثقافية" قدمتها كل من الدكتورة طه عارف عفانة من وزارة التربية والتعليم بالتعليم بالمملكة الأردنية الهاشمية، والدكتور فليح مضحي السامرائي من جامعة نزوى.
الورقة الرابعة من فعاليات الجلسة الأولى كانت بعنوان: "الهوية وبنية الخطاب في رواية الدماء تعود لمجاريها لمحمد قرط الجزمي"، قدمها الدكتور علي بن قاسم الكلباني من جامعة السلطان قابوس. فيما اختتم الدكتور محمود بن ناصر الصقري من جامعة نزوى أوراق عمل الجلسة الأولى بورقة عنوانها: "المورث الشعبي في رواية سيدات القمر".
الجلسة الثانية من فعاليات اليوم الأول حفلت هي الأخرى بمجموعة واسعة من أوراق العمل التي قدمها المشاركون، إذ ترأس الجلسة الدكتور محمد صابر عبيد، وقد استهلها الأستاد الدكتور عيسى السليماني بورقة تناولت: "الخطاب والسلطة قراءة في خطب العلامة أحمد بن محمد الخليلي الاجتماعية"، فيما حملت الورقة الثانية عنوان: "الأنساق الثقافية في قصص ليلي البلوشي، قدمتها الأستاذة الدكتورة إيمان مطر السلطاني من جامعة الكوفة بجمهورية العراق، أما "الفضاء النصي في سرديات علي المعمري - ابن سولع أنموذجا" فكان عنوان الورقة التي قدمها الدكتور حافظ أمبوسعيدي من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بنزوى.
وتواصلت أعمال الجلسة الثانية بورقة رابعة حملت عنوان: "الأنساق الثقافية والخطاب الروائي في رواية أصابع مريم لعزيز الطائي"، قدمتها الدكتورة فاطمة العلياني من جامعة البريمي، فيما حملت الورقة الخامسة عنوان: "الرواية التاريخية بين الحقيقي والمتخيل من منظور الكاتبة الأنثى، رواية فتتة العروش لزوينة الكلياني أنموذجا"، قدمتها الدكتورة عزيزة بنت عبدالله الطائية، وعنوان الورقة الأخيرة في هذه الجلسة: "بناء الشخصية في القصص العمانية" للأستاذ فهد بن توفيق الهندال من جامعة السلطان قابوس.
الجلسة الثالثة من فعاليات اليوم الأول للمؤتمر الدولي الثاني لقسم اللغة العربية "الخطاب النثري العماني الحديث في ضوء نظريات القراء"، شهد عرض خمس ورقات عمل، الأولى بعنوان: "لعبة الضمائر ووظيفة الصيغ المصرفية في الخطاب الروائي العماني، رواية حرير الغزالة أنموذجا"، قدمها كل من الأستاذ الدكتور محمد السيدي، والأستاذ الدكتور محمد التاقي من جامعة محمد الخامس بالممكلة المغربية، فيما تناول الدكتور نضال الشمالي من جامعة صحار ورقة بعنوان: "البنية السردية للقصة العمانية الومضة ـ شبابيك زيانه لبشاير حبراس أنموذجا". فيما كانت الورقة الثالثة بعنوان: "السر والتخييل في المقامة المكية للبرواني"، قدّمها الدكتور محمد بن صالح الشيزاوي، وماجد بن حمد العلوي من جامعة السلطان قابوس وجامعة نزوى.
الورقة الرابعة، التي قدمها الدكتور محمد بن يحيى الكندي، كانت بعنوان: "دلالة إسناد الوظيفة إلى الفاعل في رواية سيدات القمر ـ قراءة تأويلية". فيما تناولت الدكتورة عزة بنت حمود القصابية: "خصائص الخطاب في المسرح العماني ـ دراسة تحليلية في مسرحية مواء قطة". وقد أدار الجلسة الأستاذ الدكتور سعيد الزبيدي.
الجلسة الرابعة كانت ختام فعاليات اليوم الأول، ترأسها الأستاذ الدكتور عيسى بن حمد السليماني من جامعة نزوى، وضمت 5 أوراق عمل، الأولى بعنوان: "شعرية المفارقة في القصة القصيرة جدا للكاتب سعيد السيابي"، قدمها الأستاذ الدكتور سعد محمد التميمي من جامعة المستنصرية في جمهورية العراق. فيما تناولت الأستاذة الدكتورة نجود عطا الله الحوامدة من جامعة جرش الأردنية، والأستاذة الدكتورة بان حميد فرحان من جامعة بغداد، ورقة في: "شعرية اللغة الروائية في رواية نارنجة لجوخة الحارثي".
"الهزيمة الحضارية، قراءة في رواية دلشاد لبشرى خلفان"، عنوان الورقة الثالثة التي قدمها الأستاذ الدكتور هاني إسماعيل والدكتورة مريم البادية من جامعة نزوى، أما الورقة الرابعة فجاءت بعنوان: "جدلية التاريخي والمتخيل في روايتي الباغ ودلشاد لبشري خلفان"، قدّمتها الدكتورة هاجر بنت عبدالرحمن الحارثية من جامعة صحار، فيما كان ختام جلسات اليوم الأول بورقة للدكتور وليد عبد اللاوي من وزارة التربية والتعليم، بعنوان: "من مظاهر الذاتية في الخطاب الروائي العماني ـ رواية نارنجة لجوخة الحارثي".
وتواصلت جلسات المؤتمر لليوم الثاني الأربعاء الموافق 4 أكتوبر 2023م، بعرض 18 ورقة عمل في ثلاث جلسات، حملت العديد من العناوين والقضايا المهمة في سياقه، إذ تأتي فكرة المؤتمر من تلك الأجناس النثرية الأدبية التي شغلت مكانًا رحبًا لها في النِّتاج الفنّيّ في عصر النَّهضة العمانيّة الحديثة، وفي هذا السياق أشار الدكتور مسعود بن سعيد الحديدي، رئيس قسم اللغة العربية ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر بقوله: "لم يكن ذلك بدعًا بين الآداب العالميّة؛ ذلك أنَّ النَّثر الحديث مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمدنيّة والحداثة، فالرّواية بمختلف أنماطها هي بنت المدينة، والقياس صحيح على المسرح والقصّة القصيرة، والأمم التي تمرُّ مدنيّتها أو حداثتها من غير اهتمام بالفنون عامّة، والأدب خاصّة، يعتري صورتها الحضاريّة نقص كبير؛ ويجعل إرثها التّاريخيّ عرضة للاندثار والزَّوال، فكلُّ أمارات المدنيّة الماديّة تزول، ولا يتبقّى سوى الأمارات المعنويّة، والأدب منها". وقد قدّم فيها المشاركون مقاربات نقدية رسمت وجهين لعملة واحدة: أحدهما أظهر النثر العماني بالكشف عن مضامينه ومحتوياته، والآخر فحص قدرة هذا النثر على الوقوف أمام الرؤى النقدية الحديثة ووسائلها المختلفة؛ وبهكذا تكاملت الرؤية النقدية إلى هذا النثر إلى حدّ كبير.
استهلّ البرنامج في جلسته الأولى بورقة بحثية عنوانها: "مجتمع الكوابيس وسؤال الوجود – قراءة في (نميمة مالحة) لهدى الجهوري"، قدّمها الأستاذ الدكتور عبدالمجيد بن جلالي من جامعة محمد الخامس بالمغرب. ثم ورقة الدكتور أحمد يوسف من جامعة السلطان قابوس بورقة عنوانها: "هُويّة السارد أبو السيوف وموقفه الإيديولوجيّ - مقاربة في همس الجسور لعلي المعمريّ". تبعها ورقة للدكتورة سمية حسنعليان من جامعة أصفهان الإيرانية، موضوعها: "البنية السردية في الرواية العمانية/ نماذج مختارة". ثم ورقة عنوانها: "القص الأمثولي في (ساعة زوال) لمحمود الرحبي" للدكتور محمد مصطفى حسانين من جامعة السلطان قابوس، وورقة بعنوان: "الأجناس الأدبية النثرية الحديثة وحضورها في الصحافة العمانية، شرفات نموذجا" قدّمها الدكتور سالم بن سعيد البوسعيدي من جامعة نزوى، وختام الجلسة الأولى بورقة عنوانها: "الأجناس النثرية في المشهد الثقافي العماني، التجلي والأثر" للدكتور مريم بنت حميد الغافرية من وزارة التربية والتعليم، وقد أدار الجلسة الأستاذ الدكتور محمد السيدي من جامعة محمد الخامس بالمغرب.
ومن المعلوم أن المؤتمر اختار شخصيتين نقديتين كان لهما إسهام كبير في دراسة الأدب العربي، فقربا الرؤى النقدية الغربية إلى القارئ العربي نظرًا وتطبيقًا، وقدما نتاجًا علميًا وافرًا كان له صدى كبيرا في الأروقة النقديّة العربيّة من ماء الخليج إلى ماء الأطلسي. وبسبب هذه المكانة السنية لهذين الناقدين كان الاحتفاء بهما في المؤتمر الدولي الثاني لقسم اللغة العربية في جامعة نزوى تقديرًا وتكريمًا، هما: الأستاذ الدكتور سعيد يقطين، والأستاذ الدكتور محمد صابر عبيد.
وفي ذات الوقت أقيمت الجلسة الثانية في قاعة المشارق، إذ أدارها الدكتور زاهر بن مرهون الداودي، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس. افتتح الجلسة الدكتور عبد الرحمن محمد الجبوري من جامعة كركوك العراقيّة، مقدّما فيها ورقة عنوانها: "قراءة أسلوبية أولى في رواية سيدات القمر لجوخة الحارثي"، ثم بعدها قدّم الدكتور بلقاسم بن علي مارس من جامعة قابس التونسية، ورقة عنوانها: "سيميائية الأهواء في الرواية العمانية، إرم ذات حب لزوينة سالم أنموذجا". ثم ورقة: "جمالية توظيف التناص القرآني في رواية (السيد مر هن هنا) لمحمد الرحبي" قدّمها الدكتور عيسى بن سعيد الحوقاني من جامعة نزوى. بعد ذلك ناقش الدكتور علي بن شافي الشرجي من جامعة الشرقية والدكتور سالم بن علي البوسعيدي من جامعة نزوى ورقة مشتركة عنوانها: "تعدد الأصوات في روايات علي المعمري"، وختامها ورقة الأستاذ خالد علي إبراهيم من جامعة نزوى في ورقته: "الخطاب الساخر في أدب عبدالعزيز الفارسي".
وبطبيعة الحال، اختصّ المؤتمر في أوراقه بموضوع واحد أعطاه مزيّة على غيره؛ ليمكّن القرّاء المهتمين من الرجوع إلى فهرسه بحثا وتنقيبا في درس النثر العماني الحديث، وما شمله من قراءات منهجية لمختلف فنونه؛ ليجد الباحثون والنقّاد وطلبة الدراسات العليا في الجامعات الباب مفتوحا على مصراعيه لمطالعة مرجعيات علمية رصينة ضمّت فنونا نثرية متعددة كالمسرح والرواية والقصة بأنواعها.
واختتم برنامج المؤتمر بجلسة ثالثة أدارها الدكتور أحمد الرمحي. قدّمت فيها 6 أوراق علمية، ابتدأها الأستاذ الدكتور إبراهيم مصطفى الحمد من جامعة تكريت العراقية، بورقة عنوانها: "دراما المحكي الأسطوري: من السيرة إلى الرواية في رواية ناجم السادس عشر لمحمد بن سيف الرحبي"، والورقة الثانية تناولت موضوع: "هيرمنيوطيقية الفقد في قصص حائط مموج للقاصة إشراق الهندي:، قدّمها الدكتور محمد خليفة الحياني من جامعة التقنية الشمالية العراقية، ثم ورقة مشتركة بين الدكتور مسعود الحديدي والدكتورة مريم البادية من جامعة نزوى، عنوانها: "الأبعاد الحجاجية في عهد الإمام ناصر بن مرشد". وقدّمت الدكتورة فوزية الفهدية الورقة الرابعة في هذه الجلسة، إذ كان عنوانها: "الحمولة المعرفية للكرونوتوب في رواية البيرق للكاتبة شريفة التوبي"، ثم الورقة الخامسة والسادسة تتابعا: "سردية المكان بين اليمن وعمان"، "تحليل الخطاب الروائي في رواية (دِلْشَاد) لبشرى خلفان/(دراسة حجاجية)"؛ للدكتورة غالية بنت عيسى الزبيدية والأستاذ عبدالمنعم أحمد حالو من جامعة السلطان قابوس.
وفي كلمة الجلسة الختامية لمؤتمر "الخطاب النَّثريّ العمانيّ الحديث في ضوء نظريّات القراءة"، التي قدّمها الدكتور عيسى عبدالشافي المصري من جامعة نزوى، قال: "معلوم أن هذا المؤتمر لم يكن احتفاء مجردًا بالنثر العماني الحديث، بل قام على أسباب موضوعيّة كان منها نقد هذا النتاج نقدًا يوضح مكانته في الأدب العربي عامة، غير أن جل الأوراق قد ابتعدت عن الأحكام القيمية واكتفت بالتحليل والوصف، وهذا فرضته طبيعة المناهج التي سلكتها تلك الأوراق، علمًا أن التقويم ضرورة لازمة في الأدب العربي المعاصر عامة، والأدب العماني خاصة؛ فجل الآداب العالميّة في مراحلها الأولى والتجريبيّة قد مرّت بهذه المرحلة، حتى إذا قدرت أعمالها حق قدرها، وأنزلت منزلتها بين الأداب، كان التعامل معها بوسائل النقد الحديثة أكثر اطمئنانًا للناقد والقارئ على السواء، والعودة إلى التقويم لا تعني إحياء أولوية النقد بالبحث عن الجيّد والرديء، بل تعني دراسة إنعاشيّة تصدم جسد العمل الأدبي، وتبعثه من تحت الرماد لتمنحه حياة جديدة، وهذا هو عمل الناقد الحقيقي أيًّا كان منهجه، فكم من دراسة نقديّة أحيت أعمالًا وأدرجتها في روائع اللسان الإنساني، ناهيك عن أن عودة التقويم تبتعد بالأدب من منطقة الخطر التي حذر منها بأخرة من كان يتبعد البنية المستقلة المجردة في دراساته، تودوروف نقصد".
وأضاف: "عليه توصي اللجنة العلميّة بأن يفسح الباحثون والنقاد مجالًا للحكم على الأعمال في دراساتهم القادمة للنثر العماني الحديث، حكمًا يتوافق ومعايير النقد القيمي الدقيقة. وبالجملة، فإن هذه الأوراق قد قدمت في مجموعتها كتابًا مهمًا عن النثر العماني الحديث، اشتمل على قراءات منهجيّة لمختلف فنونه، فشكرًا جزيلًا لكل المشاركين الذين أسهموا في بناء هذا الكتاب".
علما أنّ ذات الجلسة شهدت قراءة توصيات المؤتمر، وإعلان انتهاء أعماله، وتوزيع شهادات المشاركة والحضور، والتقاط صور تذكارية؛ على أمل فتح سبل التعاون المستمر والشراكة الوثيقة في اللغة العربية أدبا ونقدا، وفكرا وثقافة وحضارة.