بعد نجاح البرنامج ... جامعة نزوى تعتزم التوسّع واستيعاب أكثر من ١٠٠ طالب وطالبة
العزري: نتجه إلى تقديم شكل جديد لبرنامج تبادل التدريب الطلابي العرب
سارة السعيد خميس
تتجدد كل عام لدى طلبة العلم آمال نيل فرص الانضمام إلى برنامج تبادل التدريب الطلابي العرب الذي تنظّمه الجامعات العربية بينها كل صيف؛ لما يتميّز به من توجّهات علمية وثقافية تتيح للطلبة فضاءات رحبة لكسب مزيدٍ من الخبرات والمعارف جرّاء الاحتكاك ببيئات علم وعمل وثقافة غير التي تعوّدوا عليها ... وقد ناقشنا في إشراقة في الأعداد الماضية عددا من المواضيع ذات الشأن في هذا الجانب؛ مستثمرين آراء الأساتذة والطلبة في جامعة نزوى والجامعات الأخرى في آنٍ واحد، وانطباعاتهم تجاه تطلعات هذا البرنامج ومدى جودته.
وكما أشرنا سابقاً إلى أنّ جامعة نزوى كان لها نصيب وافر من طلبة الجامعات العربية الذين استضافتهم ضمن هذا البرنامج، إذ التمسنا إجماعا منهم في توفيرها الرعاية التامة للطلبة القادمين من مختلف الجامعات والجنسيات؛ منذ لحظة وصولهم حتى مغادرتهم؛ بل قدّمت الجامعة مجموعة متنوعة من الخدمات المميزة المتعلّق بالمسكن والنقل والتغذية والرعاية الصحية وغيره ... إضافة إلى ذلك، عنيت بتنظيم برنامج ترفيهي وثقافي للطلبة -تزامنًا مع البرنامج التدريبي- بما يُتيح لهم إمكانية التعرّف على سلطنة عُمان وحضارتها ومجتمعها. كما أعدّت الجامعة باقة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة؛ كي يتمكّن الطلبة من التعبير عن هواياتهم ومهاراتهم واهتماماتهم المختلفة. وقد أسهمت مشاركة جامعة نزوى في المجلس العربي للجودة الأكاديمية -بما يقدّمه من برامج ثريّة- في تعزيز سمعتها وبرامجها الأكاديمية، وتقديم الدعم للبحث العلمي والإبداع الطلابي.
وارتأت إشراقة أن تأخذ هذا الموضوع في زاوية جديدة؛ لتتيح للقارئ والمختص والمهتم إمكانية التعرّف إليه عن كثب؛ لذا استمعنا إلى الأستاذ حمد بن سليمان العزري، مساعد العميد لبرنامج الإنماء الطلابي ومدير مركز التميز الطلابي في جامعة نزوى، وناقشناه في محاور عدة؛ أهمها: طلبة الدول العربية الذين استضافتهم الجامعة هذا العام، والطلبة الذين تم إرسالهم من جامعة نزوى إلى الجامعات العربية، وطرق اختيار الطلبة المشاركين في البرنامج، والشهادات التي يحصل عليها الطالب عند انتهاء البرنامج، وخطط التطوير المستقبلية لبرنامج التبادل التي تسعى الجامعة إلى تنفيذها.
في مستهلّ اللقاء، أكد الأستاذ حمد العزري على أن جامعة نزوى استضافت 50 طالبًا وطالبة من 13 جامعة في 7 دول عربية في صيف عام 2023. في المقابل، أرسلت الجامعة 20 طالبًا وطالبة، 17 طالبا منهم ذهبوا إلى ثلاث جامعات في جمهورية مصر العربية، بينما ذهب ثلاثة آخرون إلى جامعة الزيتونة في المملكة الأردنية الهاشمية.
أما عن كيفية اختيار الطلبة المشاركين، فيقول العزري: "هذا يختلف بين جامعة وأخرى، لكن معظم الجامعات التي استقبلت طلبة جامعة نزوى اختارتهم بناء على تفوقهم الدراسي، ومدى استعدادهم للسفر والتأقلم مع ثقافات أخرى. في حين، تتعامل جامعة نزوى مع هذا البرنامج بالإعلان عن وجود فرص التبادل الطلابي في فصل الربيع؛ وفقًا للمقاعد المتاحة في الجامعات العربية المختلفة وحسب التخصصات المرغوبة؛ ثم نستقبل أسماء الطلبة الراغبين في المشاركة في برنامج التبادل". وأضاف: "بعد عملية التسجيل، يتم تطبيق مجموعة من المعايير لتحديد الطلبة المؤهلين لبرامج التبادل الطلابي؛ لذا يجب عليهم تلبية الشروط المحددة، وقد يتطلب الأمر موافقة ولي الأمر على مشاركة الطالب في البرنامج".
ويكمل العزري في هذا السياق: "بمجرد قبول الطالب في برنامج التبادل، يتم التواصل مع الجامعة المستضيفة لترتيب التفاصيل الخاصة بالتدريب والتخصصات والحصول على الموافقة النهائية. بعد ذلك، يتم التعامل مع إجراءات استخراج التأشيرة وتذاكر السفر وغيرها من الترتيبات اللازمة للسفر والإقامة في الجامعة المستضيفة".
وكونها تجربة جديدة، لابد أن يواجه الطلبة مجموعة من المعوقات والتحديات، التي تعد عصارة تجربتهم وخبرتهم التي سوف يكتسبونها من هذا البرنامج ... وقد علّق الأستاذ حمد قائلا عن هذا الأمر: "بداية قد يواجه الطلبة تحديات في الحصول على تدريب ملائم لتخصصاتهم، بالإضافة إلى التحديات المالية المتعلقة بتكاليف السفر والمصروفات الأخرى، مثل: الرحلات الترفيهية والتسوق، ويشمل التحدي المالي قيمة التذكرة والتأشيرات إن وجدت، والمصروف الشخصي. رغم أن جامعة نزوى تتحمل كلفة التأشيرة الدراسية للطلبة".
يضيف العزري: "مع ذلك كلّه، يمكن للطلبة التكيّف مع هذه التحديات بإيجاد برنامج تدريب مناسب، بالإضافة إلى استفادتهم من خدمات مالية توفرها الجامعة، مثل: الإقامة والتغذية وتكاليف الدراسة وبرامج الترفيه ... وهذا بدوره يساعد في تقليل التكاليف المالية على الطلبة. وفيما يتعلّق بشهادة إنجاز البرنامج التدريبي، يحصل عليها الطالب فور إتمامه في حفل ختام برنامج التدريب الطلابي، الذي تنظّمه الجامعة احتفاء بهم".
ويشير مساعد العميد لبرنامج الإنماء الطلابي إلى أن جامعة نزوى تشتغل على مجموعة من الخطط الإنمائية؛ سعيا إلى تنفيذها لتطوير برنامج التبادل الطلابي لتحسينه وتجديده، وتهدف الجامعة من طريق ذلك إلى تقديم شكل جديد للبرنامج في الأعوام القادمة، إذ ستلحق البرنامج الحالي مراجعات وتقييمات من جوانب مختلفة تتمثل في: كيفية استضافة الطلبة وأعدادهم، ومواءمة التدريب مع التخصصات المختلفة، ونوعيات الإقامة ومواقع التدريب، وتوفّر الموظفين والكادر الأكاديمي لاحتضان الطلبة وتدريبهم بأحسن ما يمكن، يقول العزري: "جميع هذه الجزئيات سوف يتم العناية بها للتغلب على التحديات التي قد يواجهها مركز التميز الطلابي والجهات المسؤولة عن تدريب طلبة البرنامج؛ لتحقيق النجاح في تنفيذه".
إلى جانب ذلك، أكد العزري على أن جامعة نزوى تسعى إلى تطوير برامج تدريبية مع جامعات أخرى وتوسيع علاقاتها مع الدول العربية بأكملها. وقد أوضح ذلك بقوله: "هذا البرنامج يُنفذ سنويًا، ويأتي تنسيقه وفقًا للتخصصات وقدرته على استيعاب الطلبة، رغم بعض الصعوبات التي تواجه بعضهم بحكم تفاوت القدرات الشخصية. ومع ذلك؛ تتاح الفرصة لجميع طلبة الجامعات المُنضمّة تحت لواء المجلس العربي للتدريب والإبداع، بل تسعى معظم الجامعات للمشاركة في البرنامج، لكن في بعض الأحيان قد تواجهها مشكلات قد تقف عائقًا لانضمامها إلى برنامج التبادل الطلابي وتعاونها مع جامعة نزوى، إلا أنّ معظم هذه الجامعات تجتهد لتوفير فرص التبادل مع الجامعة بإرسال طلبتها واستقبال طلبة جامعة نزوى".
علما أن العزري قد صرّح أنّ جامعة نزوى تعتزم استيعاب أكثر من ١٠٠ طالب وطالبة؛ وذلك مع افتتاح حرمها الجديد منتصف العام المقبل ٢٠٢٤م؛ وذلك لما يتمتع به من مميزات تعينه على توفير أقصى احتياجات البرنامج؛ المتمثلة في مرافق السكن والخدمات التعليمية والترفيهية والحيوية الأساسية".
كيف يشتغل القائمون على برنامج التبادل الطلابي العرب لتقييم فاعليته؟ سؤال مهم أجابنا عنه الأستاذ حمد العزري بقوله: "تقيّم فاعلية البرنامج تأتي باستعمال استمارات التقييم ونماذج الاستبانة التي تُعين على حصر آراء الطلبة وجمعها وتقييم مدى رضاهم عن البرنامج، بالإضافة إلى عمل لقاءات مباشرة مع الطلبة، وطرح أسئلة تتعلق بالبرنامج التدريبي ومدى استفادتهم منه، مع الأخذ بعين الاعتبار تلمّس قابليتهم للفعاليات المصاحبة للبرنامج. ويمكن لهذه الأدوات أن توفر فهما أفضل لتجارب المشاركين، وتعزز الاتصال المباشر بهم. ثمّ تأتي في النهاية مرحلة تقييم جوانب البرنامج بشكل شامل، ووضع خطة لتحسينه فيما هو قادم".
في الختام، أود أنا سارة السعيد، وقد نلت فرصة الاستفادة من هذا البرنامج، تقديم امتناني وتقديري لجامعة نزوى على حسن ضيافتها وجودة استثمارها لإمكانات البرنامج، ونتطلع إلى مزيد من التعاون المثمر والفعّال في المستقبل، ونأمل لبرنامج التميز الطلابي في جامعة نزوى المزيد من النجاح والتطور في استقطاب خبرات قيمة للطلبة وتمريرها عبر الأجيال، واستضافة عدد أكبر من المبدعين والموهوبين في المستقبل.