القرار يوفر الملايين من الريالات ويسهم في استيعاب الآلاف من المخرجات
فتح برامج التأهيل التربوي والتخصصات التربوية يرفع من معدلات القبول في المؤسسات التعليم العالي
الطلبة الجامعة المقبولين لـ " إشراقة":
جامعة نزوى تمثل الخيار الأول للكثير من الطلبة الباحثين الراغبين في إكمال الدراسات العليا
التعليم من أجل التعليم أحد الأهداف الرئيسة في توجهات الحكومة لتوفير التعليم لأبناء الوطن
فتح مجال التأهيل التربوي والمجالات التربوية سيعزز من فرص التعليم وينهض بجامعتنا الحكومية والخاصة
استطلاع : داوود العمري وسارة السعيد خميس
عبر الطلبة المقبولون في مجال التأهيل التربوي عن سعادتهم بفتح المجال أمامهم لإكمال دراستهم في التخصصات التربوية، وما يمثله هذا القرار من نقطة تحول في مسيرة توفير فرص العلم والتعلم في جميع المجالات والتخصصات بما فيها المجال التربوي، والاستفادة من البرامج والتخصصات التي توفرها الجامعات الحكومية في سلطنة عمان.
وثمنوا في لقائهم بـ " إشراقة " جهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار فتح فرص التعليم أمام الجميع وفي التخصصات والمجالات التي يرغبون بها، وما يمثله ذلك من أهمية في توفير فرص التعليم أمام الجميع، ومن منطلق المبدأ القائم على أن "التعليم من أجل التعليم".
وبارك الطلبة جهود جامعة نزوى ممثلة في عمادة القبول والتسجيل، وما قامت به من جهود في عملية التسجيل وإنهاء إجراءات الطلبة بكل سهولة ويسر، إلى جانب حرص الجامعة على تسخير إمكانياتها لتسريع عملية التسجيل وإجراء المقابلات وغيرها من الإجراءات المصاحبة.
وأضافوا بقولهم: "فتح مجال التأهيل التربوي أو دراسة المجالات التربوية للطلبة ما يعزز من فرص التعليم، وينهض بجامعاتنا الحكومية والخاصة، ويوفر الكثير من المال الذي كان ينفقه الآلاف من الطلبة لدراسة التخصصات التربوية أو التأهيل التربوي خارج حدود الوطن، إذ تتجاوز التكلفة الملايين من الريالات العمانية في الوقت الذي كانت جامعتنا المختلفة قد أبدت استعدادها لتقديم هذه الخدمات منذ أعوام".
خطوة في الاتجاه الصحيح
اليوم وبعد فتح مجال دراسة التخصصات التربوية أو برنامج التأهيل التربوي أصبح لدى الجميع الفرصة للاستفادة من فرص التعليم التي ينشدها الجميع؛ ولذا فقد تسابق الآلاف من الطلبة للتسجيل في هذه التخصصات، وهو ما رفع من مستوى معدلات القبول في مختلف الجامعات تحديدا الخاصة منها".
وكان مركز القبول الموحد بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار قد كشف في شهر يونيو الماضي عن شروط وضوابط الالتحاق بدبلوم التأهيل التربوي داخل سلطنة عُمان على النفقة الخاصة، إذ إن البرنامج تم إعداده بالشراكة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة التربية والتعليم والجامعات الخمس المعتمدة، وهي: جامعة السلطان قابوس، وجامعة الشرقية، وجامعة نزوى، وجامعة صحار، وجامعة ظفار.
ويأتي الهدف من طرح التأهيل التربوي لإعداد معلمين من مخرجات التعليم في تخصصات غير تربوية، لتأهيلهم وتمكينهم ليكونوا معلمين، مشيرًا إلى أن برنامج التأهيل التربوي قد طُرح في الأعوام السابقة حسب تلبية احتياجات وزارة التربية والتعليم، ومؤخرًا جاء بهدف التوسع ليغطي احتياجات الجهات الأخرى كالمدارس الخاصة أو الراغبين في الدراسة للتعيين في جهات أخرى سواء داخل سلطنة عُمان أم خارجها.
إشراقة التقت ببعض الطلبة المقبولين في مجال التخصصات التربوية الذين عبروا عن سعادتهم بهذه الخطوة، تقول الطالبة رحمة بنت علي المحروقية ـ تخصص الفيزياء: "فتح مجال التأهيل التربوي يعد خطوة مهمة ومطلبا قديما للكثير من الطلبة الباحثين عن إكمال دراستهم خاصة في مجال التأهيل التربوي، فالبرنامج يمثل فرصة للحصول على الوظيفة المناسبة، وفرصة أيضا للطالب الذي يريد أن يواصل طموحه في مجال التعليم؛ بما يسهم في تحقيق الاستقرار الوظيفي والاجتماعي لفئة كبيرة من الطلبة، وهنا نعبر عن شكرنا وتقديرنا للحكومة الرشيدة ممثلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على جهودها وحرصها لِفتح المجال أمام الطلبة لدراسة التخصصات التي يرغبون بها".
بيئة خصبة من البرامج والتخصصات
في ظل ما توفره جامعة نزوى من بيئة خصبة في تقديم البرامج وكفاءة الأنظمة التعليمية التي تقدمها للطلبة، أشاد الطلبة المتقدمون لبرنامج التأهيل بكفاءة المنظومة التعليمية؛ كونهم لم يواجهوا أي مشكلة في فترة التسجيل .قالت رحمة المحروقية: "كان التسجيل في موقع جامعة نزوى مرنا جدًا، والبوابة والمنظومة التعليمية واضحتان، واللقاء الذي أعده الأستاذ ناصر الناعبي، مدير القبول للدراسات العليا بعمادة القبول والتسجيل بجامعة نزوى، عبر المنصة التعليمية (جوجل ميت) ساعد بسهولة في فهم منظومة التسجيل؛ بتوضيحه أغلب التفاصيل، فقد أخبرنا عن الخطوات والشروط، وأجاب عن استفسارات الطلبة".
تشاركها الرأي الطالبة جواهر البوسعيدية ـ تخصص تقنية حيوية، إذ قالت: "هي خطوة طيبة يضمن فيها المواطن الحق الوظيفي ويتيح له المجال للحصول على فرصة لإكمال دراسته الجامعية، فقبل هذا القرار كان هناك الآلاف من الطلبة الذين يذهبون إلى خارج الدولة لدراسة التخصصات التربوية أو التأهيل التربوي بحكم أن العدد كان محصورا في سلطنة عمان، وهو ما يكلف هؤلاء الطلبة الآلاف من الريالات؛ أما اليوم فقد أصبح المجال مفتوحا، والتكلفة أقل، والاستفادة كبيرة للطالب أو المؤسسات التعليمية الوطنية".
من جانبه قال الطالب محمود الهنائي - تخصص الفقه وأصوله: "سعيت طويلا للحصول على هذه الفرصة كونها خطوة مهمة جدا وتعني الكثير لمستقبلي الوظيفي والمهني، إلى جانب أنها ستعينني على تنمية مهاراتي، أما عن الفوائد المتوقع اكتسابها على الفرد والمجتمع والاقتصاد، تباينت آراء الطلبة في ذلك، إذ إن الفائدة تعم الطرفين الجامعة والطالب".
جامعة نزوى .. خيار أساس
الطالبة عهد بنت أحمد الهنائية، التي تم قبولها في برنامج التأهيل التربوي بقسم الأحياء، أشارت إلى أن هناك عدة أسباب دفعتها إلى الالتحاق ببرنامج التأهيل التربوي في قسم الأحياء. أولاً، كان لديها شغف كبير بالتعليم بناءً على تجربتها في التدريس مدة عام، إذ وجدت الوضع ممتعًا ومثيرًا، وأسهم في تطوير مهاراتها الاجتماعية والتواصل مع الطلبة. كما أشارت إلى أن سهولة شروط الالتحاق بالبرنامج كانت دافعًا كافيًا لها، ففي السنوات السابقة كان التقديم محدودًا على عدد محدد من الطلبة، ولكن الآن تم توسيع الفرص للالتحاق بالبرنامج لجميع الطلبة الذين يستوفون الشروط التي تتناسب مع متطلبات الوزارة، دون النظر إلى أن الجامعة التي ينتمون إليها، ورأت أن هذا التوسيع في الفرص يسمح للطلبة أن يستفيدوا من البرنامج بشكل أوسع.
أما عن سبب اختيارها لجامعة نزوى بالتحديد؛ فلكونها درست وتخرجت في نفس الجامعة، وهي على دراية تامة بها وبأساليب تدريسها، كونها تقدم اهتماما أكبر بالتعليم والتأهيل، وتوفر بيئة تعليمية متميزة ومتنوعة تساعد الطلبة على تطوير مهاراتهم ومعرفتهم في مجال التعليم.
الطالبة طيف بنت سعيد العلوي، التي تم قبولها في برنامج التأهيل التربوي بقسم الأحياء، أيضا أكدت على أن السبب الرئيس وراء اختيارها لاستكمال دراستها في التأهيل التربوي حاجتها إلى وظيفة، فعلقت قائلة: "حاولت الحصول على وظيفة بعد التخرج؛ ولكنني واجهت صعوبة بسبب عدم توفر الخبرات التدريبية السابقة؛ لذا قررت الانضمام إلى برنامج التأهيل التربوي لاكتساب الخبرة اللازمة وزيادة الفرصة في الحصول على وظيفة في المستقبل". وعن أسباب اختيارها للدراسة في جامعة نزوى، قالت: "اخترت جامعة نزوى لأني درست فيها في المرحلة الجامعية مدة خمس أعوام؛ لذا يسهل عليّ الأمر كوني تعرفت مسبقا على نظام الجامعة وأساليبها، كما أنّها تعد صرحا علميا عريقا، وهي تستحق التقديم فيها نظرًا للأساليب الرائعة والمتميزة التي تتبعها في التعليم".
أما ملاك بنت عبدالله الندابية، التي تخرجت في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، وتم قبولها في برنامج التأهيل التربوي في قسم تقنية المعلومات، قالت: "إن اختياري لجامعة نزوى جاء لجودة التعليم فيها، خاصة في الأعوام الأخيرة، إذ أمتلك علاقات شخصية مع طالبات تخرّجن فيها، فأصبحن اليوم مدرسات ناجحات في مجالهن". وأضافت: "البرنامج سيساعدني في تحقيق أهدافي، إذ يُقدم التأهيل التربوي اللازم لتطوير شخصيتها من شخص عادي إلى شخص مؤهل لتدريس المواد المختلفة أو التخصصات المحددة، ويمنحها القدرة على التعامل بشكل متميز في دور المعلم، وهذا ليس بالأمر السهل لأي شخص، إذ يتطلب التعرف على لغة الحوار وكيفية نقل المعلومات بطريقة صحيحة وسلسة، ويجب أن يتعلم الشخص كيف يقدم المعلومات وينقلها إلى أكبر عدد من الطلبة".
الطالبة حليمة بنت خميس الحبسية، التي تخرجت في جامعة السلطان قابوس وتم قبولها في برنامج التأهيل الدراسي بقسم الأحياء، تخصص تقنية حيوية، تقول: "إن ميولي للتدريس كان سببًا في انضمامي إلى كلية التربية، إذ شعرت أنها الوظيفة المناسبة لي"؛ لذلك ترغب في الاستعداد لها بأفضل طريقة ممكنة حتى تنجح فيها. وأضافت أيضًا أن تخصص التقنية الحيوية صعب التوظيف؛ لذا قررت الالتحاق ببرنامج التأهيل لتكتسب خبرات أكثر وتكون مستعدة لمهنتها بشكل جيد.
اما بالنسبة لسبب انضمامها إلى جامعة نزوى، أوضحت قائلة: "عندما أعلنت الجامعة عن فتح باب القبول، رأيت في ذلك فرصة جيدة للاستفادة من وقتي في شيء مفيد وعدم إضاعة هذه الفرصة الذهبية بالتأكيد". وتعتقد أن البرنامج سيساعدها بشكل كبير في تحقيق أهدافها، إذ تعد الشهادات والخبرة أساسًا لتحقيق مستقبل أفضل. وتؤمن بأن المرأة ليست مقتصرة على دور الأم ورعاية الأطفال فقط، بل يمكنها صنع مستقبلها والإسهام في المجتمع.
وبالانتقال إلى الطالبة وفاء بنت راشد البهلولية، التي تخرجت في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية وتم قبولها في برنامج التأهيل التربوي بقسم الأحياء تخصص تكنولوجيا حيوية، أوضحت أن تخصصها ليس له مسمى وظيفي واضح، بل هو مسمى علمي فقط في الجامعة والكليات ولذلك، تطمح وفاء إلى الالتحاق ببرنامج التأهيل التربوي لكسب مسمى وظيفي، بالإضافة إلى اهتمامها بالتدريس ورغبتها في أن تصبح معلمة.
وقالت: "أنا خريجة جديدة ولم أحصل على خبرة في التدريس أو التجربة العملية؛ لذا أسعى للحصول على التأهيل اللازم لأكون قادرة على التعامل مع الطلبة وأكون مؤهلة نفسيًا للتدريس، وبرنامج التأهيل التربوي يعد فرصة فريدة للأفراد الذين يسعون للانضمام إلى مجال التعليم وتطوير مهاراتهم التربوية، وتنوع أهداف وتطلعات المشاركين يعكس الثراء والغنى الذي يتمتع به المجال التربوي، سواء كان الهدف هو الحصول على مسمى وظيفي محدد، أم ليصبحوا مدرسين مؤثرين، أم ليتطلعوا لاكتساب مهارات تدريس متقدمة واستكشاف أساليب جديدة في التعليم، فإن جميعهم يشتركون في الرغبة المشتركة في تحقيق تطور مهني وتأثير إيجابي على حياة الطلبة".
الدكتورة بدرية بنت حمد الرقيشية، المسجل العام بعمادة القبول والتسجيل قالت في سياق الموضوع: "بلغ عدد الطلبة المتقدمين لدراسة التخصصات التربوية على نفقتهم الخاصة 1723 طالبا وطالبة، في تخصصات متنوعة، هي: الأحياء، الفيزياء، الكيمياء، التربية الإسلامية، اللغة العربية، الدراسات الاجتماعية، الحاسوب، الرياضيات، اللغة الإنجليزية، وقد تصدر تخصصا اللغة الإنجليزية "ترجمة"، وتخصص التربية "الحاسوب"، عدد المتقدمين، وهو ما أشكل على الجامعة استيعاب جميع هذه الأعداد، تحديدا في هذين التخصصين، إذ إنّ المتقدمين في اللغة الإنجليزية بلغ 423 طالبا، وفي التربية في مجال الحاسوب 609 طالب، وقد استطعنا استيعاب أفضل 150 طالبا في كلا هذين التخصصين".
وأضافت الرقيشية: "أخذنا في الاعتبار أهمية التدقيق على مختلف الجوانب المرتبطة بعمليتي القبول والاختيار، بدءا من عملية التسجيل التي استمرت نحو شهر، والتأكد من مدى تطابق التخصص مع التخصصات المقبولة لشغل وظيفة معلم، ومن مبدأ العدالة والشفافية، وإذ إنّ مختلف الجامعات في سلطنة عمان والعالم تستخدم طرقا عديدة لاحتِساب المعدلات التراكمية لطلبتها ونظرا؛ لأن المقياس يتفاوت بين جامعة وأخرى، فقد تم تحويل جميع التقديرات إلى نظام التقديرات من 4، إذ تم الاستناد في هذا التحول إلى وثيقة معتمدة من جامعة السلطان قابوس، تم اعتمادها سابقا في الأعوام المنصرمة".
وأكملت المسجل العام: "لضمان الدقة في عمليات فرز طلبات المتقدمين، وفرنا في عمادة القبول والتسجيل مساحة كافية من الوقت من المراجعة والتدقيق، التي استمرت مدة شهر؛ أي منذ الإعلان عن التسجيل، فيما تم الإعلان عن الطلبة المقبولين تاريخ 17 يوليو 2023، وهناك طلبات مستوفية للشروط تم الاعتذار عن عدم قبولها لأسباب عدة، أبرزها: ارتفاع المعدل التنافسي، أو عدم استيفاء الشروط، أو بسبب عدم تطابق التخصص، أو عدم اكتمال طلب الالتحاق".
وردت الرقيشية عن سؤال فيما إذا كانت هناك شواغر في بعض التخصصات المتاحة بقولها: "هناك شواغر في تخصصات: الأحياء، الفيزياء، الكيمياء، التربية الإسلامية، اللغة الاجتماعية، والتربية الفنية، والدراسات الاجتماعية، والرياضيات، إذ من المقرر أن يتم الإعلان عن طرح هذه التخصصات بعد إعلان نتائج صيف 2023م، تحديدا في شهر أغسطس القادم".
وثمنت المسجل العام الثقة التي حظيت بها الجامعات الخاصة في سلطنة عمان، خاصة فيما يتعلق بالصلاحيات التي منحت لهذه الجامعة من حيث آلية الفرز، وإسناد القبول للجامعات، واللامركزية في عمليات القبول والتسجيل، فهي خطوة وتجربة تتيحان للجامعات المجال لتطوير أدواتها وبرامجها والمعايير المتعلقة بعمليات الاختبار والتسجيل، كما حدد مركز القبول الموحد الشروط التي تتم على أساسها عمليات القبول والتسجيل، ومنها عدم ربط القبول بسن محدد كما كان مقرر سابقا، وهو ألا يزيد العمر على 45 عاما، وهو ما يحسب لجهود الحكومة فيما يتعلق بفتح مجالات التعليم للجميع، وألا يرتبط التعليم بعمر أو زمن".
ورحبت الدكتورة بدرية الرقيشية بقرار الحكومة ممثلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة التربية والتعليم، ومركز القبول الموحد، لفتح باب القبول في مجال التأهيل التربوي للطلبة العمانيين الراغبين في إكمال دراستهم في المجالات التربوية؛ سواء فيما يتعلق بدراسة المجالات التربوية أم التأهيل التربوي، مؤكدة على أن هذه الخطوة ستفتح المجال أمام الآلاف من الخريجين والطلبة الحاملين لشهادات الدبلوم والبكالوريوس لإكمال دراستهم في التخصصات التربوية من منطلق (التعليم من أجل التعليم)، وعدم ربط التعليم بالوظيفة، التي سوف تؤتي أكلها من نواحي عدة، فمن ناحية اقتصادية ستبقى العوائد الاقتصادية داخل السلطنة وتتحقق الفائدة المرجوة للجامعات والمجتمع بشكل عام، فقبل هذا القرار كانت تنفق الملايين من الريالات للدراسة خارج الوطن، خاصة في المجالات التربوية، بينما اليوم أصبحت الفرصة متاحة للجميع في التخصصات والمجالات التي يرغبون بها وفق شروط ومعايير مرنة تراعي احتياجات الطالب من البرامج والتخصصات الأكاديمية، وتحت إشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ومتابعة وتوجيه من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار؛ ما يعزز قدرات الطالب عمليا ومعرفيا، ويعالج أيضا الكثير من الإشكالات التي يتعرض لها الطلبة المنتسبون للجامعات الخارجية. تقول في سياق ذلك: "نأمل أيضا أن تعيد الجهات المعنية بقطاع التعليم النظر في موضوع البعثات الخارجية، فَالجامعات والكليات الحكومية والخاصة الوطنية أصبحت تمتلك القدرات والإمكانات التي تؤهلها لتقديم برامج تعليمية على مستويات عالية من الكفاءة والتميز، كما تمتلك هذه الجامعات من الكفاءات والخبرات الوطنية والأجنبية ما يجعلها من الجامعات المنافسة على المستويين الإقليمي والدولي؛ لذا نأمل أن تتبع هذه الخطوة خطوات قادمة فيما يتعلق بتسهيل إجراءات قبول الطلبة في برامج وتخصصات جديدة تتماشى مع احتياجات سوق العمل، وأيضا التسهيل على المؤسسات الأكاديمية لفتح تخصصات حديثة في مجالات متنوعة في مختلف الدرجات الجامعية".