السنة 18 العدد 172
2023/10/01

تحديات ومحطات في الذاكرة ...

خريجة تسرد رحلتها في جامعة نزوى


 

 

إعداد/ كاذية بنت أحمد الوردية

 

نور بنت ناصر التميمية من سكان ولاية بهلاء، خريجة بكالوريوس محاسبة في كلية الإدارة والاقتصاد ونظم المعلومات بجامعة نزوى. انضمت إلى الجامعة في العام الأكاديمي 2017/2018م؛ فقد شبّهت رحلتها فيها بأمواج البحر؛ إشارة إلى أنّ الحياة الجامعية مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة يجب أن تؤدى بإتقان رغم تقلّبها بين الحلو والمرّ.

 

تحدٍّ جديد!

تقول التميمية: "الحياة الدراسية الجامعية كانت لي ذات طابع جديد مليء بكثير من الشغف والجمال، إذ إنّها مرحلة مختلفة كليا لذلك الطالب الذي كان معتادًا على حياة المدرسة النمطية، التي لا تخلو من ملل في أحيان كثيرة، ثم إذ به يتجه إلى مغامرة تضع شخصيته على المحك، فيصبح همه الأول إثبات جدارته واستحقاقه بهذا المقعد من بين طلبة آخرين كثر تنافسوا عليه".

 

 

 

 

ذاكرة العمر

تتعد انطباعات طلبة العلم عن الحياة الجامعية وتكثر لعوامل عديدة قد تتعلّق بالاستعداد النفسي أو الجاهزية المادية أو عون البيئة المحيطة؛ بيد أنّها تتفرّد بسمات لا تجعلها قادرة على دفع المرء إلى تطوير ذاته في شتى مناحي الحياة؛ ليكون فردا صالحا في وطنه وأمته ... تقول نور عن تجربتها في جامعة نزوى: "أحببت حياتي الجامعية كثيرًا؛ لأنها جعلتني أكثر نضجًا، فسنوات الحياة الجامعية من أجمل ذكريات العمر التي لا تمحها الأيام من الذاكرة مهما طالت؛ لذا من الرائع أن يكون الطالب في هذه الأعوام متميزًا دراسيًا واجتماعيًا، ومن الرائع أيضًا أن يحافظ على صداقاته فيها، ويوطّد علاقاته بزملائه وأساتذته".

 

مجال مفتوح

أضافت الحياة الجامعية الكثير إلى شخصية نور التميمية واهتماماتها، فهي بيئة خصبة للكثير من النشاطات التي يقوم بها الطالب وتصقل شخصيته لتكون أفضل عند التعامل مع متغيرات الحياة ... تزيد على ذلك بقولها: "هي ليست للدراسة فحسب، بل لعدّ العدة لمستقبل مشرق بالعلوم والمعارف الثقافية والاجتماعية؛ فطالب العلم مثل ذلك الطفل الذي يضع أولى خطواته ليسير بقدميه، الأول كي ينتهج طريق العلم يطلبه لتحصيل المفيد والجديد طمعا لرفد دينه ودنياه بما يفيدهما، والثاني يمشي على الأرض متجها إلى ما قدّ يشدّ انتباهه ... فما أجملها من لوحة يرسم فيها الإنسان أهدافه المستقبلية تحقيقا لأحلامه".

ولأن اللحظات الأولى هي لحظات انطباع ترسخ في عقل المرء ووجدانه، تذكر أن الأسبوع التعريفي في الجامعة كان نقطة انتقالية في حياتها، فقد تعرفت على أصدقاء جدد ذوي همة عالية، رفعوا أسهم المجد لخوض تجربة رائعة في رحاب جامعة نزوى.

 

تفاصيل عالقة!

هنالك تفاصيل مهمة تعلق في ذاكرة الطالب الجامعي؛ كونها تمثّل جزءا مهما في فترة مضيئة في حياته، وقد عددت لنا نور التميمية بعض تلك الإشراقات، تقول: "جماعة التصوير أسرتي الثانية في الجامعة، إذ لطالما تعلمت كثيرا منهم وشاركت في فعاليات عديدة، منها: ملتقى دهليز، فعالية تحدي ١٦٥٠ بين جماعة التصوير بجامعتنا وجماعة التصوير في تقنية نزوى؛ وذلك في سوق ولاية نزوى، وغيرها من الفعاليات". وتضيف: "تختزن ذاكرتي تلك الأيام الماطرة في جامعة نزوى، التي تهطل رحمة من الله بعد يوم طويل ومتعب؛ فالمطر كافٍ لرجوع الروح ودفع شغف الاستمرارية في تحصيل الدرس وتجدد الشغف؛ لذا أقف وسط هذه الكلمات فمشاعري تجاه الجامعة بعد التخرج تشبه حنين الأرض إلى المطر بعد انقطاع".

 

 

عالقون في الألسن

عندما تتجلى المشاعر في إبراز ذكرى شخوص وأماكن تركوا بصمتهم في ربيع العمر، نجد التميمية في كلماتها تجدد ذلك النور المشرق لشمس أفلت إلى مغربها تتوارى بين سلسلة الجبال المحيطة بهذا الصرح العلمي الشامخ، إنّه الدكتور حسين بن سعيد الحارثي، مساعد العميد لبرامج الإنماء الطلابي بعمادة شؤون الطلاب وخدمة المجتمع، الذي وافته المنية يوم الخميس 29 رجب1443هـ الموافق 03 مارس 2022م، تقول فيه نثرا: "لأن القلوب النظيفة تبقى ذكراها طيبة لا تنسى، فالدكتور حسين الحارثي خير مثال لقوة شخصيته وهامته العلمية في مقرر الذي درسته معه (الحوار بين الثقافات)، رحمة الله عليه، كما أنه كان أبا لطلبته"، وتضيف: "أذكر كذلك الدكتور محمد منير فخر من قسم المحاسبة، وكيف كان تشجيعه مستمرا لنا وقت الدراسة؛ بل إنّه على تواصل مستمر معنا حتى بعد التخرج ... ولأن المشاعر لا ترحل بسهولة؛ لذا أجدني زائرة باستمرار للجامعة بين فترة وفترة، لأسترجع ذكرياتي بين أروقتها، فربما أكون يومًا ما موظفة فيها"

 

قدم التميّز

في ختام حديثها إلى إشراقة، يتجدد الأمل في تجربة خاطتها نور التميمية ثوبا مطرّزا بالجد والاجتهاد، في حياة جامعية تصفها بِإناء يحمل مسؤوليات كبيرة ... لكنها تستدرك ذلك بقولها: "قد تصبح حياة الطالب في الجامعة أكثر سلاسَة إذ أحب جامعته، وكان مندمجًا مع أجوائها، وأقام علاقاتٍ طيبةً مع الزملاء والأساتذة، فنحن بهذا نشعر بطاقة إيجابية كبيرة، تستوجب علينا الموازنة بين الجد واللهو في فترة الدراسة. وما على طلبة الجامعة إلا أن يتحملوا المسؤولية بوعي أكبر، لتكون أدواتهم معولا يستثمرونه في حصد المفيد؛ فهذه التجربة فرصة رائعة لإثبات قدمي التميز والإبداع ... نعم إنّها مرحلة الشباب وطاقاتها".

إرسال تعليق عن هذه المقالة