السنة 18 العدد 172
2023/10/01

حُبِّ التطلّع والبحث وصولًا إلى الكيمياء الحاسوبيّة ...

التقنيّات الكيميائيّة في أبحاث السالمي نموذجا يُعتدُّ به

 


 

 

إشراقة: شخصية العدد

 

إنّ النتيجة الحتميّة لعمليّة استثمار الطاقات الشبابيّة في بناء الوطنِ غالبًا ما تكون واضحةً، لا سيّما في الإنجازات وعمليّات التطوير في بيئات العمل المختلفة؛ التي من شأنها أن ترفع كفاءة العمل بوجودِ طاقاتٍ شبابيةٍ مُبْدِعةٍ ومنجزةٍ؛ لما يتصفونَ به من شغفٍ كبير وتطلّعٍ إلى مستقبلٍ مشرقٍ، مُسهمين في استكمال بناء اللبناتِ الأساسيّة في مجالات عدّة، سواءً العلميّة أم الأدبيّة أم غيرها؛ لذلك كان لابد من السعيّ الدؤوب والاجتهاد لإبراز تلك الطاقاتِ والقدرات غيرِ المركونةِ جانبًا.

يحلّ علينا في شخصية عدد إشراقة 172 مصطفى السالمي، ولنْ نعرّفه أفضل مما عرّفه الأستاذ الدكتور أحمد بن سليمان الحراصي، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي والعلاقات الخارجية، إذ رحّب به عند انضمامه إلى الجامعة منتصف شهر أغسطس الفائت، بقوله: "باحث بمخبر علوم المواد في مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بالجامعة، خريج ماجستير الكيمياء الحاسوبية والفيزياء النظرية في جامعة لينكلون بالمملكة المتحدة بمعدل (GPA:3.9) والبكالوريوس في الهندسة الكيميائية وهندسة المواد في جامعة ليدز بمعدل (GPA:3.8). عمل باحثا رئيسا في تقنيات الهيدروجين والبرمجيات الكيميائية في مختبر رذرفورد البروتون بأكسفورد".

 

شغفه بالكيمياء

أظهر مصطفى السالميّ اهتمامًا واضحًا بالمجال الكيميائي منذ بداية تعليمهِ في المدرسةِ، إلى مرحلة الدراسات العليا، ثمّ باحثًا في مجال الكيمياء الحاسوبية، صاحبه ــ بطبيعة الحال ــ شغفٌ دائم وحُب تطلعٍ في الأبحاث العلميّة. وقد كان لنشأة السالمي دورٌ مهم في تطوير قدراته، فاستطاع نتيجة تكوينه أن يخرج بشخصيّة علميّة وأدبيّة منذُ مراحلهِ التعليميةِ الأولى، فكان النتاجُ عظيمًا، جعلت هذه النشأة منه شخصيّة بارزة في أروقةِ المختبرات الكيميائيّة في جامعات كثيرة، باحثًا في المجال العلمي في مشاريع عدّة، ومهتمًا في المجال الأدبي نتيجة ما غُرِس فيه. وقد  كان لمختبرات العلوم في جامعة نزوى أهميةً بارزة في إكمال ما بدأ به مصطفى في مجاله العمليّ من بين جامعات مختلفة، إذ إن لها الدورُ الواضح في تطوير دراساته من تقنيّات وبرمجيّات كيميائيّة بحته وتطبيقها.

 

الأسئلة:

س1/ عرّفنا بنفسك ... نشأتك وأسرتك ومجتمعك؟

مصطفى بن محمد السالمي،باحثٌ في مجال الكيمياءِ الحاسوبيةِ وتقنياتِ الهيدروجين بمختبر علوم المواد في جامعة نزوى. نشأت في ولاية نزوى، في أسرة تحتفي بالعلم، إذ كان لها الدور البارز في غرس حُبّ التعلّم بداخلي. لا تقتصر اهتماماتي بالمجال العلمي فقط ـــ بل تتعدّى ذلك ـــ فقد كنت مولعًا كذلك بالقراءةِ في الدراساتِ الاستشراقيةِ وأدب الرحلات.

 

س2/ ماذا عن مساركم التعليمي؟ كيف كان طريقه من المدرسة إلى الجامعة وصولا إلى الدراسات العليا؟

انضممتُ منذ أعوامي الدراسية الأولى إلى النادي العلمي، فكان بداية انطلاقتي في الاهتمام بالمجال البحثي والكيميائي. أما بالنسبة لدراستي الجامعيّة، فقد انضممت إلى جامعة ليدز بالمملكة المتحدة، وتخصصت في الهندسة الكيميائية وهندسة المواد، ثمّ واصلت دراساتي العُليا في الماجستير بتخصص الكيمياء الحاسوبية والفيزياء النظرية؛ بتمويلٍ بحثيٍّ من مجلس البحوث البريطاني وجامعة لينكلون بالمملكة المتحدة، إذ تركّز بحث أطروحتي على تطوير الطرق الكيميائية الحاسوبية لدراسة التحويل المحفز لثاني أكسيد الكربون إلى ميثانول. بعدها عملت مع رئيسي في تقنيات الهيدروجين والبرمجيات الكيميائية في مختبر رذرفورد أبلتون في إكسفورد. بالإضافة إلى عملي على مشاريع بحثيّةٍ عدّة بالتعاونِ مع جامعة السلطان قابوس وشركة تنمية نفط عمان في الجيولوجيا. وقد كان لهذه التجارب دور كبير في تطوير مهارات التفكير النقدي لدّي وصقلها، كما حسّنت من قدرتي على إيصال الأفكار العلمية.

 

س3/ أطلعنا على تكوينكم البحثي والأكاديمي واهتماماتكم بهذين المجالين ونشاطاتكم فيهما؟

تركّز أبحاثي العلميّة حاليًّا على البحث عن طرق جديدة وفعّالة لإنتاج الهيدروجين من مصادر الطاقة المتجددة، مثل: التحليل الكهربائي للمياه والمحفزّات الكيميائيّة، وتطوير طرقٍ جديدةٍ ومحسّنةٍ لتخزين الهيدروجين، أهمها: الهيدروجين المضغوط، والهيدروجين السائل، وهيدريدات المعادن. كما تشتمل أبحاثي على استخدام النماذج الحاسوبيّة لدراسة حركيّة تفاعل إنتاج الهيدروجين، وتصميم مواد جديدة لتخزين الهيدروجين المعدن باستخدام التعلم الآلي، وأخيرًا تطوير محفزّات جديدة لإنتاج الهيدروجين باستخدام كيمياء الكم.

أما في المستقبل القريب فأركِّز اهتمامي على تطوير طرقٍ جديدةٍ لاستخلاص النيكل من الخامات، ويتضمن ذلك تطوير عمليات كيميائية جديدة، وتصميم طرقٍ جديدة لمعالجة وتكرير النيكل من طريق تطوير تقنيات فصل جديدة، واستخدام محفزات جديدة لتحسين كفاءة عملية التكرير. كذلك ينصبُّ اهتمامي على تطوير طرق جديدة لإعادة تدوير النيكل، ويشمل ذلك تطوير طرق جديدة لتكرير النيكل من منتجات النفايات وتطوير استخدامات جديدة للنيكل المعاد تدويره.

 

س4/ أين يجد القارئ أبرز الإنجازات التي حققتها في حياتك العلمية والعملية؟ 

حسابي في منصة تطوير البرامج: 

mustafaalsalmi1999 (Mustafa Alsalmi) (github.com)

حسابي في منصة (X): 

X \ مصطفى السالمي Mustafa Alsalmi (mustafa_alsalmi@) (twitter.com)

 

س5/ كيف تتعامل مع نقاط القوة ونقاط الضعف التي تواجهها؟

كن فضولي ... اطرح الأسئلة واستكشف أفكارًا جديدة، هذه هي رسالتي التي تستعين بها في سبيل العلم والعمل، إذ تمكنني من تجاوز التحديات والصعاب في تحصيل العلوم النافعة وخدمة الآخرين، يقول الإمام الشافعي في الحثّ على الصبر في طلب العلم: "حق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه، والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية لله تعالى في إدراك علمه نصاً واستنباطاً، والرغبة إلى الله تعالى في العون عليه، *لا تحسب المجد تمراً أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا* وقد كان أهل العلم -رحمهم الله تعالى- يلاقون المصاعب والشدائد في تحصيلهم للعلم". ولا أزيد على هذا الفضل إلّا نصيحة متواضعة إلى إخوة العلم بالتركيز على نقاط القوة واستخدامها لتحقيق الأهداف، بالإضافة إلى عدم عمل مقارنات مع الآخرين.

 

س6/ ما توجيهكم لنقل العملية التعليمية والبحثية نقلة نوعية كبيرة في مختلف المجالات ... خصوصًا في ظل الثورة الصناعية والتكنولوجية الحديثة؟

التركيز على تمويل الأبحاث العلميّة في مجالات تقنيات الهيدروجين وأبحاث السرطان وإعطائها الأولوية، فلا يخفى على أحد أهمية دعم قطاع البحث العلمي؛ كونه أداة تعزز قيم التقدّم البشري والنماء الاقتصادي وازدهار المجالات الحيوية الاستراتيجية في المجتمعات؛ لذا يدفع بمسيرة الإنتاج وتأهيل الكوادر ورقي الإبداع والابتكار وحاضناتها.



إرسال تعليق عن هذه المقالة