السنة 18 العدد 172
2023/10/01

أنامل طلابية مبدعة

 قراءة فنية في أعمال منتجات مساق التصوير لطلبة التربية الفنية بجامعة نزوى

 


 

 

 

 

  

 

 

توصيف الأعمال الفنية:

 

أعمال فنية تنتمي إلى مجال الرسم والتصوير، نفذت بواسطة ألوان الأكريليك Acrylic على خامة الكانفس Canvas، وهي تمثل تكوينات فنية لطبيعة صامتة تحتوي على أشكال ورموز تراثية، مثل: الجحلة والقنديل والأواني التراثية، وبعض عناصر الفاكهة والخضروات. وقد نُفّذت على لوحات مقاسها 40*30سم.

 

فكرة الأعمال وفلسفتها:

 

جاءت فكرة الأعمال لتكون دراسة فنية لمشاهد تكوينية منقولة من صور فوتوغرافية لطبيعة صامتة؛ بهدف الدراسةِ واكتسابِ أساسيات مهارات الرسم والتصوير وتعلمها؛ بواسطة أسلوب التقليد والمحاكاة، إذ تعد هذه الأعمال أول تجربة للطلبة في ممارسة الرسم والتصوير بواسطة ألوان الأكريليك بهذا الأسلوب أو التقنية في الرسم والتصوير.

 

تم اختيار المشهد التعبيري لكل طالب بناء على رغبته واهتمامه، ومدى تحقق مقومات الإجادة الفنية في التكوين؛ ليحقق الغرض من الدراسة.

 

التحليل الفني:

 

مرت هذه الأعمال بمراحل فنية وتقنية مدروسة بدءًا بمهارة التكبير بواسطة المربعات، ثم التخطيط والرسم بقلم الرصاص مع دراسة مكثفة؛ لإظهار تفاصيل درجات الظل والنور في الأعمال، مروراً بإبراز درجات المنظور اللوني (الظل والنور اللوني).

 

وبملاحظة الأعمال الفنية التي أنتجها هؤلاء الطلبة، التي تعد أول ممارسة فنية لهم بتقنية الرسم والتصوير بخامة ألوان الأكريليك، نرى تكوينات فنية جيدة تم اختيارها بطريقة تراعي تحقق مقومات الإجادة في العمل الفني، مثل: الاتزان، إذ لا يوجد خلل في ثقل المساحات وتمركز العناصر الفنية في أثناء توزيعها في التكوين، وإنما نجد أريحية جميلة في أثناء مشاهدة الأعمال والتمعن فيها، كما أن العناصر الفنية في الأعمال ظهرت مترابطة ومتحدة مع بعض من طريق إحكام المسافات وتداخلها وتركيبها مع بعضها بعضا؛ مما أدى إلى إبراز العمق والمنظور (القريب والبعيد) فيها؛ وذلك كله أسهم في إثراء الأعمال جماليا، وقد ساعد على تحقيق ذلك أيضا مراعاة توظيف النسبة والتناسب بين الأشكال والألوان، فَالمتمعن في هذه الأعمال الفنية يستمتع فيها بصريا، فهي مجسدة للواقع في مشهد تقليدي جميل من الإبداع في توظيف البعد الثالث الوهمي، وقوة التحكم بدرجات الظل والنور، الذي كان أساسه درجات الفاتح والغامق بقلم الرصاص، ثم استمرار هذه القوة أيضا في توظيف الظل والنور اللوني باستعمال درجات اللون الواحد (البنيات) الفاتحة والغامقة، والتنقل في الدرجات التي بينها بهرمونية جميلة؛ وذلك أضفى بدوره قيم جمالية رائعة للأعمال، مثل: التباين اللوني والانسجام اللوني.

 

 

 

وخلاصة القول إن هذه الأعمال الفنية أتت ثمارها نتاجا دراسيا جيدا، وتجربة ثرية جميلة جدا مر بها الطلاب في أثناء دراستهم لهذا المساق، إذ تمكنوا من تطبيق هذه التجربة بكفاءة عالية، وظهر ذلك جليا في توفقهم في اختيار الزوايا التكوينية المناسبة التي راعت تحققَ مقومات الإجادة الفنية، مثل: الإتزان والوحدة والترابط، كما استطاعت الأعمال أن تْعبُرْ في عين المتلقي والمشاهد في رحلة بصرية جميلة وممتعة؛ بالتنقل بين مستويات وأبعاد متنوعة ومختلفة لجميع العناصر الفنية، إذ تنطلق من مركز سيادة مهمٍ كان نقطة تحول إلى جميع العناصر الأخرى؛ لتعود مرة ثانية إلى المركز نفسه بعد نهاية هذه الرحلة والجولة الجميلة والممتعة.

 

وبما أن هذه الأعمال تعد التجربة الأولى لدى الطلبة في هذا المجال، فمن المتوقع أن تكون التجارب اللاحقة احترافية، والإنتاجات القادمة أكثر إبهاراً، وستكون ذات طابع إبداعي جميل، إذ بالممارسة المستمرة سوف تتأكد هذه الخبرات وستصل هذه الأنامل إلى أعلى مستوياتها بإذن الله.

 

 

 

 

 

 

 

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة