السنة 18 العدد 171
2023/09/01

ظننتُك حُبّاً يحكي صاحبه …

حبُّ الطفولة يترجم ذاته تجربةً مليئة بالمشاعر والأحاسيس!

 


 

 

إشراقة: موهبة العدد

 

"في حقيقة الأمر احتضنتني موهبة الكتابة منذ الصغر، إذ كنت أكتب في مذكرتي يومياً وإلى حد الآن أحتفظ بها، فالكتابة عندي ليست موهبة فحسب، إنما جزء مني. بينما السبب في حبي للكتابة يعود إلى الأحداث اليومية التي أمر بها؛ لذا اتخذتها صديقة لي". هذا التعبير الصادق الذي استهلت به نورة بنت نجيم الدرعية، طالبة في السنة الرابعة في جامعة نزوى تخصص تصميم الويب وأمن المعلومات بكلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات، قادنا إلى الاطلاع على موهبتها التي أنجبت مولودا احتضنه معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته الأخيرة 2023م، فقد شاركت بإصدارها الأول، كتاب: (ظننتك حبًا)".

 

 

 

 

 

 

مما لا شكّ فيه أن قلم الكاتب الصدوق حضن دافئ دائم، يجد فيه صاحبه تلك اللمسة الحانية التي تشاركه أوقات الفرح والترح، متفرّغا في كل حين يطلبه ليصحبه إلى عالم الذات حيث القوة والضعف، والحب والكره، والأحلام والذكريات … وقد كانت بداية الدرعية في هذا العالم بكتابة قصص قصيرة؛ لتتجه بعدها نحو الخواطر والنصوص، إذ أرادت أن يقرأ الناس ويعلموا ما تمر به، مستلهمة مما شاهدته في كثير من الكُتاب في بداياتهم وكيف أصبحوا بعد ذلك، فقد كان ذلك حافزا وتشجيعا لها.

 

 

دفقات حياة

وجدت نورة نفسها بين ثنايا الورق، فحب الكتابة لازمها منذ الصغر، فقد وضعت هدفا أمامها لتحققه بفضل من الله. لقد أدركت أن المجتمع مُحبٌ لقراءة الخواطر؛ لذا كتبت كل أمر شائق مرت به. فالكتابة وحدها من يستطيع مساعدتها لتدوّن عمّا يثور في عقلها وقلبها … وها هي الآن تتجه إلى الكتابة في نمط جديد، تقول عنه: "أطمح جداً أن تكون لي رواية خاصة، أعلم أن الرواية تحتاج مجهود؛ لكن -بإذن الله- لن يكون صعبا؛ فقد خطوة خطوات أولى، فكانت بداية موفقة، وهذا دعمني لاستمر؛ ليكون لي اسم عظيم في المستقبل، وما زلت أطمح أن أصل إلى أعلى الرتب".

 

 

 

 

 

 

بلا حدود 

سِرُّ الكتابة يكمن في قدرتها على احتواء الأفكار والمشاعر لتصل إلى المجتمعات؛ رغم ما قد تواجهه من تحديات وعوائق لغوية أو فكرية أو اجتماعية؛ لذا استرعت الشعوب أدباءها ومفكريها في أقلامهم ومدوّناتهم منذ أعوام بعيدة؛ لتوثّق تاريخا من الإرث المليء بالآداب ونقدها. وفي وقتنا هذا، نجد أنّ أي شاب طموح لديه موهبة يحتاج إلى دعم، فَالموهبة لن تنمُ من فراغ؛ وإنما تحتاج إلى تعزيز. تسأل الدرعية هنا وتجيب عن سؤالها في الوقت نفسه: "كيف يستطيع الإنسان السعي للنجاح دون دعم؟! من وجهة نظري الشباب هم عماد الوطن، وهذه المرحلة مليئة بالطاقة والحيوية؛ ولكن لا شيء يستمر دون دعم وتعزيز؛ إذ إن التشجيع والعمل الدؤوب يرفعان الإنتاجية؛ لذا يجب إنشاء مؤسسات معنية بِرعاية الموهوبين، وتنمية قدراتهم المختلفة".

 

 

 

 

 

 

وفي حديثها عن إصدارها الأول، تقول نورة: "ظننتُك حُبّاً عبارة عن نصوص مليئة بالحب والمشاعر كتبتها حتى أصل إلى السلام الداخلي، وألامس الإحساس بمشاعري كي أتعامل معها بشكل صحيح؛ وذلك أمر في غاية الأهمية". وعن الشرارة الأولى التي أطلقت فيها بوادر تأليف هذا الإصدار، تقول: "في حقيقةً الأمر كانت البداية صعبة قليلاً؛ لكن مع الاستمرار أصبحت جميلة وممتعة في آن واحد، وقد أخذ الكتاب مني عاما تقريبا بسبب الأعمال الأخرى التي كنت أقتطِع فيها وقتا للكتابة والتدوين ... والقادم أجمل بإذن الله تعالى".

 

 

 

 

 

 

 

 

ضوضاء نافعة

بكل تأكيد لن يحظَ الجميع بتلك الفرصة في الكتابة والتأليف في الصحف والمجلات والكتب وما شابهها، إلا أن وقتنا الحاضر، الذي تُعد فيه منصات التواصل الاجتماعي لغة العصر ومساحة التواصل بين الناس؛ لتبادل الأفكار والآراء، أتاك لمن أراد التعبير عن ذاته في كلّ لحظة ودقيقة؛ بيد أن هناك الكثير من الإيجابيات والسلبيات في مواقع التواصل الاجتماعي … تقول الدرعية: "من وجهة نظري وجدت دعما كبيرا وفضاء فسيحا في برامج التواصل الاجتماعي؛ إذ كانت حافزا لي كي أستمر. كما وجدت متعة في ردود الأفعال التي تلقيتها، وأنا شخصيا أتقبل جميع الآراء سواء أكانت إيجابية أم سلبية. ونصيحتي هنا لمن يمتلك موهبة مهما كانت، يجب أن يكون لديه حساب في منصات التواصل الاجتماعي؛ لِيعرض إنتاجاته التي ستصل -بلا شك- إلى أهل الاختصاص إنْ كانت لها قيمة وتستحق التقدير".

 

 

 

 

 

 

 

 

لها فضل!

تختم نورة الدرعية حديثها معنا بقولها: "وجدتُ -في الحقيقة- من جامعة نزوى اهتماما ورعاية كبيرين حين أخبرتهم أني أصدرت كتابي؛ لذلك أشكر الجامعة ممثلة في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية، الذي أشركني في معرض مسقط الدولي للكتاب 2023م، فقد كانت الداعم الأول لي في المرحلة الدراسية، إذ استقيت منها متعة ممزوجة بالتعليم وممارسة الموهبة، وغيري من طلبة العلم الذين استفادوا في مختلف المجالات والمواهب … وشكراً لكم على إتاحة هذه الفرصة لي للتعبير ومشاركة تجربتي؛ لعلنا نسهم في تحفيز زملائِنا ودعمهم".

 

 

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة