السنة 18 العدد 171
2023/09/01

اغتنمت فرصتها لتبلغ هدفها المنشود …

خريجة تسترجع في "إشراقة" أعذب محطات موهبتها

 


 

 

إشراقة: موهبة العدد

 

سمية بنت مصبح بن حمد الزيدية من ولاية ينقل بمحافظة الظاهرة. عضوة في جمعية الفنون التشكيلية، وعضوة في بيت العاقل بسلطنة عمان، وكذلك عضوة بعرب 22 للمعارض الدولية. طالبة تربية فنية في كلية العلوم والآداب بجامعة نزوى. في عام ٢٠١٣م درست مدة خمسة أعوام تخصص التصميم الجرافيكي، إذ حصلت على شهادة البكالوريوس في التصميم الجرافيكي عام ٢٠١٨م في جامعة العلوم التطبيقية والتقنية بعبري؛ ولكن لم تتوقف في مسيرها لتحقيق حلمها، فقد التحقت بجامعة نزوى عام 2019م لِتواصل حلمها كي تصبح فنانة تشكيلية، فَدرست تخصص بكالوريوس التربية الفنية وتخرجت عام 2021م بدرجة (امتِياز). تستضيفها صحيفة إشراقة في عمود "ذكريات خريج" لتسترجع معها أعذب ما جرى في دفقات تلك الأيام.

 

 

 

المشوار

لقد كانت رحلة سمية الزيدية في جامعة نزوى شائقة، إذ مكثت بها ثلاث أعوام حتى تخرجها فيها … رسمت لك الفترة الحافز والدافع لِتقدمها في مجال الفن من طريق الأنشطة الطلابية والمعارض والمواد الدراسية ومرتادي المجال، وغير ذلك مما كان يدفعها إلى التقدم والارتقاء.

 

شاركت الزيدية في مسابقة الملتقى الطلابي المقامة في جمهورية مصر العربية عام 2019م، وحصلت على المركز الثاني في المجال الأدبي الفني على مستوى دول مجلس العربي. والآن تشارك في معارض عدة في دول مختلفة، أبرزها: الأردن ومصر والكويت وروسيا، فَسِيرتها تضمّ مشاركات في معارض داخل الجامعة وخارجها ... هذا الاحتكاك صقل بداخلِها قوة في الشخصية والتمكن في مجالات الفن.

 

 

 

 

 

اليوم سمية الزيدية أصبحت معلمة فنون تشكيلية؛ إذ أضحت تمارس موهبتها وتنقل فنّها في الصرحين العلمي والعملي بين الطلبة والموهوبين، وكذلك فنانة تشكيلية تطالع الارتقاء إلى المستويين العربي والغربي في العالم؛ ويعود الفضل في ذلك إلى التعليم الذي غرس في داخلها مما استقته من ينابيع الدراسة في جامعة نزوى، وإتاحة الفرصة لها للتطبيق ونقل العلوم والمعارف.

 

 

اغتنام الفرصة

حديث الزيدية فتح نوافذ الحنين لاسترجاعِ ذكرياتها في جامعة نزوى على مدار أعوام الدراسة … بل طافت بنا بين بساتين الأساتذة وثمارِهم اليانعة، وحقول المناهج وطلبة العلم وأروقة الفصول الدراسية وغير ذلك من الذكريات، تقول: "المناهج الفنية كانت موضعا محفزا أستطيع القول إنها أظهرت مواهبي، إذ سابقا لم تتح لي الفرصة لإبراز موهبتي الفنية؛ سواء في مجال الفن أم التصميم أم التصوير؛ إلا أن تواصلي مع أساتذة التخصص أشعل فتيل هذه الموهبة".

 

 

 

 

 

 

تُضيف: "أذكر أول يوم لي في جامعة نزوى، وجدت الطلبة يشاركون بأعمالهم في الموسم الثقافي لعرض مواهبهم، وهذا ما دفعني لِخوض التجربة؛ لذا اجتهدت كي أنسجِم معهم، وتعاونت في تشييد اللوحات والفنون الإبداعية بالرسم والتلوين. هذا الموقف البسيط قدّمني لأساتذة الفنون في صورة لائقة لتتاح لي الفرصة لأتطوّر وأقدّم ما لدي. كما أنّ لزملائي الفضل في خلق بيئة طيبة استطعت فيها توظيف أدواتي الفنية.

 

 

مشاعر جيّاشة

ولم تنسَ سميّة القاعات الدراسية التي مكثت فيها ساعات طوال للدراسة وتعلّم الفن، أو تلك الممرات التي كانت تسير فيها للمراجعة والفهم، ومكاتب الهيئة الأكاديمية وجلسات النقاش والحوار والمكتبة وظلال الأشجار الوارفة؛ بل تلك المواقف الصعبة التي كانت دافعا للمضي قدما نحو إتقان أدوات الفن الذي تشتغل به ويظنّه بعضهم هيّنا. تقول: "لا يسعني إلا أن أقول شكرا أساتذتي … شكرا للدكتور هاني فاروق ومعلمي الفنون … شكرا معلمي التربية؛ فأنا الآن أصبحت معلمة ... شكرا جامعة نزوى".

 

 

 

 

 


وأكيدٌ أن الحنين يراود سمية الزيدية إلى جامعة نزوى وهي تتحدث إلينا عن ذكرياتها طالبة فيها. هنا تحكي واصفة لنا هذه المشاعر الجيّاشة: "عندما أصبحت معلمة، بدء الحنين يراودني للرجوع إلى الجامعة، فقد اشتقت الدراسة في قاعاتها وسماع شروحات الأساتذة، فمن الشخصيات التي أثّرت بي كثيرا أساتذة تخصص الفنون في المقام الأول … كما أذكر تحديدا موقفي مع الأستاذ المربي الدكتور محمد الريامي، الذي كان يقول لي إنني سأصبح معلمة بارعة إذا ما واصلت بهذا المستوى وأكثر. أيضا أذكر كلمة الأستاذ الراحل الدكتور أحمد حالو -رحمه الله- عندما درّسني مادة اللغة العربية، إذ قال لي آنذاك: سمية ستظلين سامية المقام إذا واصلت بموهبتك وشغفك نحو التقدم … هذه اللحظات والعَبرات كانت رهينة تقدّمي وتصبّري بالجدِّ والاجتهاد والمثابرة".

 

 

 

 

 

 

بلوغ الحلم

وكأي صلة بارّة تمتاز بمشاعر المودة والرحمة والوئام، لا تزال علاقة الزيدية بجامعة نزوى مستمرة بالمشاركة في الورش والملتقيات التي تنظّمها الجامعة في مجالات الفنون والتصميم والإبداع المرئي، تصفها: "جامعة نزوى موطنٌ لإبراز ما بداخلك من موهبة". بل إن نصيحتها لطلبة العلم بضرورة الصبر والتحمل كون أنّ بعدهما تأتي مسرّة دليلٌ على العمل الدؤوب والمتميّز الذي تمسّكت به لبلوغ هدفها، فكم من متعلِّمٍ كانت بدايته صعبة لينتهي به المطاف فائزا، فالعلم يتطلب صبرا ومثابرة لتحقيق الحلم … وفي كلام الله سبحانه وتعالى بشارة عظيمة:{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة