السنة 18 العدد 170
2023/07/01

تحتفِ بذكرياتها في الجامعة ...

أحاسيس تقع غيثا كالمطر، وأماكن احتضنت أجمل مراحل العمر


 

 

 

 

يأخذ شغف البدايات الأولى ذلك الطالب الجامعي الطَموح إلى التجوّل في حرم الجامعة وزيارة الأماكن الحيوية للتعرف على المباني والخدمات والأنشطة؛ وذلك استعدادا منه لإقامة علاقات اجتماعية ناجحة مع مجتمع تتنوع فيه الميول والاتجاهات والمساعي فرديا وجماعيا؛ لذا يحرص كثيرا على خلق توازنٍ بنّاء ثري بين الدراسة والنشاط الذهني والترفيهي على امتداد سنوات الدراسة وتباين الأوضاع بين العسر واليسر. 

 

في ضيافتنا فاطمة بنت حمود بن علي الحراصية، مواليد عام ١٩٩٩م، من محافظة الداخلية (ولاية سمائل)، خريجة بكالوريوس الدفعة الخامسة عشر في جامعة نزوى تخصص المحاسبة من كلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات. التحقت بجامعة نزوى في أواخر عام 2017م، كان مشوارها في الجامعة رحلة ممزوجة بمواقف لا تُنسى أبداً، تعدّها  حسب وصفها (رحلة العمر)، فلا شك هي أفضل رحلة بالنسبة لها؛ إذ تقول عنها: "البداية الأولى في الجامعة مختلفة إذ كانت تجربة خاصة، في أول يوم من الدراسة امتزجت فيها مشاعري بين توتر وشغف وطموح وترّقب، فكنت ذاهبة إلى الجامعة وأنا على استعداد تام، نعم ستواجهني بعض الصعاب في ذلك ولكن هل سأقف عند حدّها أم أعبث بها؟ بلا شك وبلا تردد، لي ربٌّ مُيسر يسرّ أمري فما الذي يجعلني بعد ذلك أستسلم. كما أن من العبارات الجميلة التي لا بد أن نعتمدها في حياتنا قول رسول الله ﷺ: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)، خطاب كافٍ لتخطي كافة صعاب الحياة".  

 

بين قولين

في سيرة فاطمة الذاتية حضور في الندوات والمسابقات التي شاركت فيها، سواء كانت داخل الجامعة أم خارجها، فقد شكّلت لها حافزا كبيرا في تطوير شخصيتها وتحقيق بعض من طموحاتها، أهمها: Tech fest 2022 - Financial Analysis Challenge 2022. لقد وضعت الحراصية حياتها الجامعية بين قولين ابتداًء وانتهاء غير مشروطين أو مقيدين بملل أو ركود، تقول: "أذكر أنني في عام 2017م وقتئذ التحقت بمقاعد الدراسة في جامعة نزوى قُلتُ مُعبرة: طالبة من جامعة نزوى، وها هي السنة الدراسية الأولى أبدؤها بكُل حُب ومثابرة وعزيمة، سنة مختلفة عن باقي السنوات ... لم تختلف كونها تحمل العبء وغيره، ولكنها تختلف في ضوء ما تحملهُ من إنجازات وإمكانيات طالما كنت أنتظرها، بينما في عام 2023م عند تخرّجي قُلت مُعبرة: "يكفيني أن أقول (خريجة من جامعة نزوى) وليأتِ بعده كل ما يفسر هذه العبارة. الآن أستطيع القول إنّ حُلمي وضعت له خطة صحيحة، فلا شك أنه لا يوجد شعور يضاهي شعور يوم التخرج، يوم استثنائي ذو مشاعر ممزوجة، فبعد يوم التتويج يتبادر في أذهان جميع الخريجين سؤال مفاده: ما الخطوة القادمة؟ ماذا ينتظرنا في قادم الأيام؟ بالطبع ستكون بداية الطموح لحياة جديدة مليئة بإنجازات عديدة".

 

 

 

استرجاع الذكريات

وجدت فاطمة الحراصية في مخزون ذاكرتها المملوء بالعواطف والأحاسيس تجاه جامعة نزوى أنها وسيلة فعالة لاكتساب قدرات ومهارات جديدة، واكتشاف الابتكار والإبداع والتجديد إلى جانب البعد الأكاديمي التعليمي؛ لذا قدح في فكرها استرجاع ذكريات راسخة في الذهن على مدار الأعوام التي عايشتها في الجامعة، تقول فيها: "من أي ذكرى سأبدأ وكيف سأنهي تعبيري من استرجاع الذكريات! الحياة الجامعية عالم كبير وواسع جداً، قضيت فيها أجمل اللحظات، وصنعت فيها ذكريات كثيرة، فالجامعة كانت البيت الثاني وذِكراها في القلب دائم. أصحاب الدراسة هم من الذكريات الجميلة ... أحنُّ إلى تلك الأيام التي كُنا نقضيها معاً، أحن إلى أيام تجمّع الرفاق في مكان أسميناه (حديقة)، بلا شك جامعتنا مليئة بالأشجار الخضراء والنخيل؛ لذا أطقلنا ذلك الاسم على المكان الذي نجتمع فيه".

 

لتمتزج المشاعر

وتضيف: "خطواتنا إلى (السوبرماركت) معاً، (كرك كوربو) الذي يعرفه أهل الجامعة كان المنقذ دائماً من التعب والنعاس في الفصول الدراسية، مطعم الجامعة حيث نذهب هناك وكل واحد منّا يختار ما يشتهيه ويفضله، ساحة التخرج التي كنا نلتقي فيها في آخر المدرجات فقط لنحفظ المقرر ونشرح دروسنا هناك سويًّا، الأيام الممطرة في الجامعة التي يخالطها شرح الأساتذة، إلا أننا رغم ذلك نستمتع بالأجواء ونأخذ آيسكريم لتمتزج المشاعر والأحاسيس بين جدٍّ ولعب. كلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات مقرُنا وقت تسجيل المقررات، فهناك نتراكض وكأنها اللحظة الحاسمة لتحدد وضع كل طالب ماذا سيختار من الدورات ونتسابق حتى لا تمتلئ الشعب ... تكدّس الطلبة أمام قاعتي الحزم والشهباء؛ لنكتب ما لدينا في ورقة بيضاء تحدد مصير كل واحد منّا ودرجته، وفصول دورات المحاسبة الممتعة، إذ كان أكبر همّنا هي لحظة تساوي الناتج الأخير فتعم الفرحة في قلوبنا. تجمعُنا المطالعة في أيام الضغوطات الدراسية، ننتقل من مبنى إلى مبنى لنلحق بالمحاضرات ... تغرب شمس اليوم ونحن في ممرات الجامعة بعد الانتهاء من الامتحانات. نعم نشتاق وبشدة إلى كلِّ لحظة تختزن الكثير من الذكريات". 

 

 

دافع

لطالما يحلم طالب العلم بمجيء ذلك اليوم الذي يرى فيه نفسه جالسا على عتبات الجامعة وأروقتها، مستفيدا من مكتبتها ومراجعها وأساتذتها؛ حتى تترسخ لديه مشاعر جيّاشة بعد التخرّج، تراوده بين الفينة والأخرى ممزوجة فخرا وحنينا في آن واحد. تقول: "الأشواق باتت واضحة وحنين تلك الأيام يزداد، فقد اشتقت إلى كل لحظة قضيتها هُناك .كما أنّ هناك شخصيات ما زالت عالقة في ذهني حتى اليوم ومواقف لا تنسى، أخصّ بالذكر أساتذتي على جهودهم الكبيرة وحرصهم الدائم في اختياري للمشاركة في المسابقات وتشجيعهم. ومن بين العبارات الرائعة مقولة أحد الأساتذة أمام مجموعة من الطلبة: (أنا فخور جداً أنَّ طالبتي فاطمة الحراصية خريجة في هذه الدفعة)، كما أن كلمات المدح التي كنت أسمعها منهم كافية جداً للاستمرار في التطور والإنجاز". 

 

من أجل حلمك

يشاءُ العلي القدير أن تكون علاقة فاطمة بجامعة نزوى حاليًا بعد التخرّج فيها متواصلة مع طلبة الجامعة في توضيح بعض الدروس وشرح متطلبات الدورات، كما أنها تُشرف على مجموعة من الطلبة في اختيارهم للدورات الدراسية في أثناء فترة التسجيل، إذ ما زالت -ولله الحمد- مستمرة في متابعة بعض الطلبة؛ وهذه بكل تأكيد لقيمة التميّز والتوفيق. لعلّ سرّ ذلك تجده عزيز طالب العلم في نصيحة قدّمتها لكم قائلة: "استثمر كل لحظة في حياتك الجامعية، ولا يكنْ تركيزك فقط للدراسة؛ بل شارك في أشياء أخرى مفيدة مع دراستك. وظّف مواهبك وقدراتك، اقضِ بعضاً من الوقت مع أصحابك لتشاركهم في الحفلات والفعاليات، ولا تجعل حياتك سلوكا متكررا يتجدد نفسه يومياً. تعرف على أصحاب أكبر منك عمرًا وأوسع منك فهما لتتعلّم منهم ومن تجاربهم. كّون صداقات مع الآخرين، اسعَ وحارب من أجل حلمك؛ لكن لا تفكر كثيراً حدَّ القلق خوفًا من أنْ تتعثر؛ إذ سيأخذ ذلك من وقتك، بل اترك تقلبات العقل والتفكير خلفك واستثمر وقتك في كُل شيء يُكمل حُلمك، دع كل قيل يقال لك وابدأ بتحقيق طموحاتك".

إرسال تعليق عن هذه المقالة