السنة 18 العدد 170
2023/07/01

"مُعجزةٌ على حافة السقوط" ... وليدة مدونات يومية

 


 

 

 

 

هل تستثمر موهبتك في هدف نبيل تخدم به مجتمعك؟ لا مبالغة في قول إنَّ شأن الموهبة يكمن في ذلك التعبير الصادق في قلوبنا وجوارحنا، والإنجاز المميز الذي ينطق قدراتنا الحالمة التي تُوقظنا كلَّ صباح باكر سعيا وراء حلم، الذي ما إنْ نعتني به وهو كطفل يحبو على ركبتيه؛ حتى يصير شابًا فتيًّا يشعِّ نضجا وقوة.

 

رنيم بنت حمد السيابية، فتاة عاشت حياتها بين أرفف المكتبات، تعزف سمفونيات الحُروف، مؤلفة كتاب "مُعجزةٌ على حافة السقوط"، تدرُس بكالوريوس التربية في اللغة الإنجليزية بجامعة نزوى. لها موهبة اكتشفتها في سنِّ العاشرة، إذ كانت تعود كُل ليلة لسرد أحداث يومها في مُذكراتها. ساعدتها أُستاذتها سلمى القرنية في اكتشاف موهبتها بِإشراكها في مُسابقات التعبير والخطابة والكتابة ... واليوم نجدها في ضيافة "إشراقة" لتدوّن فيها بعضًا من رقائقها مثلما كانت تصنع في مذكراتها في ربيع طفولتها.

 

 

البداية من ورق

كانت بداياتها مُذكراتٌ يومية فقط، لقيت فيها مرتعًا لتوثيق الأحداث التي تستحق، وتطوير النفس، والسعي لإيجاد كُل مُفيد. لقد ساعدتها الكتابة في اكتشاف ذاتها بصورة أعمق، والتعبير بشكل حرفي عن كُل ما لا تستطيع أن تُعبّر به لنفسها؛ سواء عنها أم عن أي حدث؛ وذلك الذي جذبها اتجاهها. وضِمن أهدافها المستقبلية -بمشيئة الله- الاستمرار في إصدار الكُتُب، وتطوير مهارة الكتابة والمهارات الأُخرى، ومُشاركة كُل ما يجب مشاركته للقراء .

 

لأنها تستحق

لا تشغل ذهنك بما يعيقه، ولا تحبط عقلك بمفردات الفشل؛ بل كنْ راسخًا في شواطئ تجعلك قادرا على التجديف والسباحة وتنفّس هواء عليل، ولا ريب أن البيئات العلمية كالجامعات والكليات والمدارس تُعدُّ أعزّ مكان للرقي والإبداع، إنّها بقاع مقدّسة شامخة تحفّها ملائكة الرحمة -بتوفيق الله تعالى- بالبركة والرشاد؛ مما يجعلها مهيئة لاحتضان المفيد ودفعه إلى الأمام. من ذلك، ترى رنيم السيابية أنه يُمكن تعزيز مهارات الشباب من طريق تحفيزهم وتقديم التشجيع والدعم الكاملين لمواهبهم للاستمرار في نمائها؛ لأن المُجتمع بحاجة ماسة إلى هذه المواهب التي تتجدد وتزداد يومًا بعد يوم. كذلك يمكن تعزيز المواهب الشابة بمُساعدتهم لتحقيق أحلامهم أو مُساعدتهم للوصول إلى الكمال المطلوب لإنجاز ما يخدم هذه المواهب.

 

 

عامل إضافي

يصعب أنْ نحيا بطريقة لا تنسجم مع واقعنا المعيش، الذي أصبحت فيه التقنيات الرقمية الحديثة لصيقةً بشتى مجالات الحياة؛ من بينها الإعلام الحديث الذي -بكل تأكيد- له ما عليه من إيجابيات وسلبيات. تقول السيابية في هذا السياق: "تشغل مواقع التواصل الاجتماعي حيزًا كبير في مُساعدة أصحاب المواهب لتنمية مواهبهم؛ وذلك بإيجاد الدعم غير المُتوقع، والمُساعدة في تسويق هذه الموهبة والوصول بها إلى مستفيديها؛ مما قد يُلاقي بصاحبها إعجابا كبيرا. كذلك للمؤلفين مثلًا يمكنهم نشر كتبهم في مواقع التواصل بشتى الطرق؛ ليصلوا إلى العالم بشكل أسرع وأسهل؛ وهذا قد يساعدهم في تحقيق مبيعات أكبر لمنتجاتهم".

 

فتّش داخلك

إنّ شخصية الإنسان تحول بينه وبين النجاح والقدرة على تجاوز التحديات والعثرات، تدفعه إلى حسن استثمار قوة عقله، وتنشيط فكره وترسيخ معتقداته؛ لذا نجد أنّ جامعة نزوى تهتم -بشكل ملحوظ- بتنمية مهارات طلبتها في مختلف النواحي التعليمية والبحثية والمجتمعية والريادية؛ بإقامة العديد من الفعاليات، وتفعيل الأنشطة والجماعات الطُّلابية التي تخدم مواهب الطلبة؛ مما يساعدهم في اكتشافها وصقلها. تقول رنيم: "لذا من منطلق ذلك؛ أنصح نفسي أولًا وجميع الموهوبين بالسماح لأنفسهم باكتشافها والمُشاركة فيما يُمكن أن يخدم هذه الموهبة؛ لأن طاقة الشباب هي المُستقبل، وبِنا يفخر هذا الوطن" .

إرسال تعليق عن هذه المقالة