السنة 18 العدد 169
2023/07/01

 

إنّها الموهبة ... كرّست حبّها للتدوين فكافأها القلم مِدادًا!

 


 

 

 

إشراقة: موهبة العدد

 

فاطِمة بنت راشد الشبيبية، هي إنسانةُ الكلمات، نسجت حياتها من لُب الصعاب والعثرات، تسعى لأن تكون مُباركةً في الأرض والسماء، لا تعلمُ ما شخصيتها ولكنها تُحب الحياة، هي أشبهُ بطفلٍ يحملُ النُضج والجنونَ معا! طالبة تخصصت علوم الحاسوب في كلية العلوم والآداب بجامعة نزوى، تنهلُ من العلم الذي رزقها الله إياه.

 

أول مولود

احتفى بها ركن جامعة نزوى المشارك في معرض مسقط الدولي للكتاب 2023م المقام في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض بمسقط في شهر فبراير من العام الجاري -أهم حدث ثقافي سنوي للكتّاب والقراءة في سلطنة عُمان- بتوقيعها لإصدارها الأول (قيثارةُ بَوح)، الذي قالت فيه آنذاك: "أهو بلسمٌ يداوي غليلَ الروح؟ بينَ عُمقِ التّمني والرجاء؛ إذ تنتابني الحيرةُ لأسأل نفسي هل من شفاء؟ ومتى يختفي وميضُ الشقاء؟ ... هو بعثرةُ سطورٍ وصفحات تحمِلُ في طيّاتها نفحات، كَمٌ منَ النصوصِ لتُغيّر النفوس وحملِ الكؤوس لاحتساء شرابِ تعلّمِ الدروس، ومعَ تلكَ الرسائلِ السامية أدعو الله أن يكون عني صدقةً جارية". وأضافت: "هو أول مولودٍ لي أنجبتُه بأحرفٍ خرجت من لُبّي، فمن الطبيعي أن يكون شعوري ممزوجا بالفرح والسعادة والفخر". 

 

في حقيقة الأمر، ليسَ لفاطمة هدفٌ مُعيّن من نشرها لـ (قيثارةُ بَوح)، ولكن تطمح أن يكونَ جبرًا لمَنْ يَئسَ من الحياة، لمَنْ ذاقَ مُرّ الصّعاب والتحديات، لمَنْ عانى حتى وصل أخيرًا إلى هدفه، كانَ حُلما منذ أن كانت في الصفّ العاشر وتحقق في أثناء دراستها في جامعة نزوى. بكل تأكيد هذه نجمة فاقت جمال الإبداع مع حداثة عمرها؛ لذا استحقت أن تفرد لها "إشراقة" فصلا في موهبة عددها 169 لتكون رقمًا مرجعيًّا لأقرانها.

 

 

أثر بعد عين

الكتابة لدى فاطمة شيءٌ يلازمها منذُ الصغر وكانت لا تعلم، لاحظت أن هذه الموهبة تكبر معها في كل أعوام عُمرها، اكتشفتها تحديدًا عندما كانت في الصف السابع، وكان خلفَ هذه الموهبة الحياةُ التي عاشتها، والأحداث التي صارعتها سواءً في حياتها الخاصة أم في المدرسة؛ لتثني بذلك شكرًا لكل معلمةٍ قالت لها: (استمري، نريدك أن تكتبي لنا …) كانت تلك الكلمات هي التي جعلتها تستمر.

 

بداية الشبيبية في الكتابة قد ذكرتها، إذ كانت تكتب الإذاعات المدرسية والمسرحيات وبعضًا من القصص القصيرة، تطرقت بعدها لكتابة "يومياتها"، إذ تعتقد أنّ الأغلب يمتلك دفتر يوميات خاص به، وقد جذبها إلى هذا المجال، تلك الأسئلة الكثيرة التي تتعلق بداخلها ولم تجد لها جوابا. وقد وضعت لنفسها طموحا يتمثل في أن تحقق أهدافها جميعها -بإذن الله- وتتمنى أن تصلَ إلى مكانةٍ مرموقة محليًا ودوليًا، وأن يكون لها أثر طيّب خيّر يُذكر بعد رحيلها.



أحرف جميلة

المواهب لا تنمو في ظروفٍ مُثبطة، لا تكبر أبدًا مع شخص سلبي ومُؤجل لأعماله؛ لذا تظنُّ فاطمة أنّ عند أي موهبةٍ يعتقدُ صاحبها أنها جيدة يجب عليه أن يحاول ألّا يُؤجلها، بل يعمل عليها ويقُم بتخميرها في ذهنه حتى تنمو وتُزهر، يدعها تنمو دون تصنّع، يبدع فيها بطريقته، ولا ينسَ مشاركتها في أماكن عدة كي تُظهره شخصًا لامعا. ولم تبخل فاطمة بجميل أحرفها عمّن سندها، قائلة لهم: "بعدَ فضلٍ من الله، كانت أسرتي داعما لي، والداي، إخوتي، صديقاتي، معلماتي في المدرسة، أولئك نخبة فصحاء القلم، كان لهم دعم نفسي ومعنوي لي في نشر الكتاب. أما والدتي فأول شخص دعمني ماديًا، ولا أنسَ مكتب الهاشمي للتدقيق اللغوي ومكتبة بذور التميز، إذ لهم دور كبير في إنجاح الكتاب". وتطمح الشبيبية أن يكون إصدارها الجديد -إن شاء الله- ذا أثرٍ في المجتمعين المحلي والخارجي معا، ينير النافع ويُقدم المفيد.

 

مواقعُ التواصل كما قيل: "سِلاحُ ذو حدين"، أنت من بيدكَ السلاح وليست تلك المواقع، أنت القادر على أن تنشر فيها ما يُفيدك ويفيد غيرك؛ بنشر كل ما هو مفيد ونافع، حتى أنّك قادر على جعل موهبتك عملًا تكتسبُ منه المال إن أحببتَ ذلك. تقول مؤلفة (قيثارةُ بَوح): "كان لوسائل التواصل الاجتماعي أثر إيجابي على موهبتي، وخصوصا في الترويج للكتاب ونشره لأقصى عدد ممكن، إذ إنني فتحتُ صفحة خاصة في برنامج (الإنستجرام) لنشر كل ما يخص الكتاب، وكذلك مواهبي الأخرى كالتصوير والكتابة، فقط يفصل في ذلك الاستخدام الصحيح".

 

 

لكل شيء حقّه

حال غيرها، كان لجامعة نزوى دور في تشجيع فاطمة الشبيبية على ممارسة هواياتها، سواءً أكانت أدبية أم غيرها؛ لذا لا تنسَ كل من وقف معها في حفل توقيع كتابها الأول في جناح جامعة نزوى بمعرض الكتاب، وكذلك حثّهم لها على المشاركة في مجلة إشراقة وغيرها من الأنشطة والفعاليات؛ بل تقدّر ذلك كثيرا وتضع له أثمانا نفيسة. وحتى يستفيد غيرها من طلبة العلم من دور العلم، تنصحهم ألّا يجعلوا أحلامهم ومواهبهم تضيع هباءً، ألّا يستمعوا لشخص سلبي أبدا، بل يستثمرون كل وقت في الجامعة أو حتى خارجها، دون أن يجعلوا تلك الموهبة عائقا للدراسة، فلكل شيء وقت محدد.

إرسال تعليق عن هذه المقالة