الدكتور ربيع الذهلي في حوار العدد من "إشراقة":
ركّزت طرائق التدريس التربوية على بيئات التعلم الذاتي والتدريب التجريبي والعملي والمدمج
تَتجنب أساليب التدريس الحديثة إطعام الطلبة بالملعقة، بل تشجع على التفكير الإبداعي وحل المشكلات
الاتجاه الحديث لِعملية التدريس نحو توفير مناخ تعليمي يسمح للمتعلم بأقصى قدر من التوجيه الذاتي وتقليل هيمنة المعلم
إشراقة: حوار العدد
الدكتور ربيع بن المر بن علي الذهلي، من قرية بلد سيت وادي بني عوف ولاية الرستاق في محافظة جنوب الباطنة. نشأ في أسرة مكونة من 12 فرداً مع الأب والأم حفظهما الله. إذ نشأ في قرية كان الاهتمام فيها بالتعليم منذ البداية يحظى بأولوية لدى الأسرة. وبعد التخرج من الجامعة عمل بمدرسة القرية قرابة عامين، بعدها قرر نقل الأسرة للعيش في مركز الولاية بسبب صعوبة الحياة والبعد عن الخدمات. حاليا لديه - ولله الحمد - أربعة من الأولاد حفظهم الله. تقع اهتماماته البحثية في مجال الإدارة التربوية وعلم النفس والقياس وعلم النفس ومناهج البحث العلمي؛ لذا ارتأت "إشراقة" الحوار معه في قضية طرائق التدريس وعلاقتِها بالدرس الجامعي الحديث ومدى استفادتها من التقنيات الرقمية المعاصرة وغيرها من المحاور المهمة في هذا الموضوع.
سيرته ومساره
في البداية في سن الطفولة درس الدكتور ربيع الذهلي القرآن وعلوم الدين واللغة في مدرسة القرية، ثم التحق بالمدارس النظامية مع بداية افتتاح المدرسة في القرية عام 1983م، إذ درس المرحلة الابتدائية والإعدادية ثم انتقل إلى الدراسة في مدرسة الإمام ناصر بن مرشد بمركز الولاية، فقد كان السكن الداخلي في نفس المدرسة هو البيت البديل رغم حداثة عمره في ذلك الوقت. وبعد الانتهاء من الثانوية العامة آنذاك التحق بجامعة السلطان قابوس، كلية التربية، وتخرجت فيها في العام الدراسي 99/ 2000. وبعد تخرّجه مباشرة عمل في مدرسة القرية معلما، ثم بعدها بعام واحد فقط كُلِّف بإدارة المدرسة. وبعدها انتقل مع الأسرة للعيش في المدينة عام 2003م، إذ عمل في 7 مدارس بمحافظة جنوب الباطنة متنقلا بين معلم وإداري مدة 20 عاما، وأخيراً وليس آخرا استقر الحال للعمل في جامعة نزوى الفتية المهابة. ومنذ بداية التحاقه بالعمل كانت لديه الرغبة لمواصلة الدراسة، فقد التحق بجامعة اليرموك في المملكة الأردنية عام 2012م، وتخرّج فيها عام 2014/2015 بتقدير امتياز تخصص إدارة تربوية، ثم حصل بعدها مباشرة على منحة دراسية لِلدكتوراة من المملكة المغربية في نفس التخصص، وتخرج بداية العام الدراسي 2019م.
حصيلة علمية
بدأ تكوين الدكتور الذهلي البحثي الحقيقي منذ التحاقه بجامعة اليرموك عام 2014م، إذ شارك في فرق بحثية في الجامعة، كما اشتغل في أبحاث ومشروعات بحثية في أثناء الدراسة، وبعد التخرج استمرَّ بنفس النهج مع زملاء له في المدارس التي عمل فيها، إذ اشتغلوا في عدد من الدراسات والبحوث بهدف النشر في المجلات العلمية والمشاركات في الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية. وحاليا يزيد عدد البحوث المنشورة لديه على (40) بحثا علميا محكما ومنشورا في المجلات العلمية المحكمة والمعتمدة من قبل الجامعات ومراكز الأبحاث الخليجية والعربية، وبعضها ضمن نطاق سكوبس وكلارفت، وأغلب هذه الدراسات يعد هو الباحث الرَّئيس فيها. كما يوجد لديه اهتمام في مجال مناهج البحث، إذ شارك بعض المجلات العلمية محكما، كما يقدم دورات تدريبية لمركز الدراسات الاستراتيجية والدفاعية والجامعة العربية المفتوحة في مجال البحث العلمي وذلك عبر معهد التعلم مدى الحياة بجامعة نزوى. وحاليا يشرف على أحد البحوث الاستراتيجية التابعة لمركز الدراسات الاستراتيجية والدفاعية - أكاديمية الدراسات الدفاعية والاستراتيجيّة بوزارة الدفاع.
الدرس الحديث
ناقشنا الدكتور ربيع الذهلي في قضية (أبرز طرق التدريس المتبعة في الدرس الجامعي بما لها من إيجابيات وسلبيات)، فأجاب عن ذلك بقوله: "طرائق التدريس هي عبارة عن تقنيات تستخدم لمساعدة الطلبة على تحقيق نتائج التعلم، في حين إنَّ الأنشطة هي الطرق المختلفة لتنفيذها. ومن أبرز هذه الطرق:
1- المحاضرة: ويقوم فيها المحاضر بعرض المادة، والإجابة عن أسئلة الطلبة التي تطرح في أثناء المحاضرة، ومن إيجابياتها أنها تساعد الطلبة على اكتساب المعرفة بسهولة من طريق المصطلحات والحقائق الأساسية والمفاهيم البسيطة، كما يمكن أن تكون طريقة لنمذجة المواقف والسلوكيات التي يقوم بها المعلم، مثل: الموازنة الدقيقة للأدلة، وتقديم الحجة والحجة المضادة، ومن سلبياتها، أنها قد تنطوي على بعض من المخاطرة في فقدان الانتباه لدى الطلبة، إذ أثبتت الأبحاث أن عدم التغير في المحفزات البصرية والسمعية والبدنية في المحاضرة له تأثير سلبي على عملية الانتباه، كما أنها لا تحفز على عمليات التفكير في المستويات العليا من تصنيف بلوم، إذ لا تشجع على عملية طرح الأسئلة، التي تعد جزءا من عملية التحليل والتقييم النقدي، وقد يقدم هذا النوع من التدريس الكثير من المعلومات غير ذات الصلة بالمحتوى وبسرعة كبيرة، كما أنها تتجاهل البعد الاجتماعي لعملية التعلم.
2- المحاضرة التفاعلية: ويقوم فيها المحاضر بالسماح بتنفيذ الأنشطة من طريق استراحات في فترات زمنية محددة، ومن إيجابياتها تعزيز عملية المشاركة النشطة والتعلّم والاحتفاظ؛ وذلك بالمواد المقدمة في الأنشطة مثل التقنيات التفاعلية كالعصف الذهني والوسائط المتعددة والمشاريع في أثناء المحاضرة، بالإضافة إلى أنها تعمل على جعل الطلبة أكثر ممارسة وتطويرًا لِمهارات التفكير النقدي، وتمكين المحاضر من تقييم مدى جودة التعلم، ومن سلبياتها وجود بعض القصور في موضوعية نظام التقييم، كما أن هذه الطريقة تتطلب من المحاضر مزيدا من الوقت في التحضير.
3- المناقشة الموجهة: وهي عبارة عن مجموعة أسئلة محددة سابقا من قبل المحاضر تقود الطلبة إلى إدراك أو استنتاجات معين، أو لمساعدتهم على تحقيق نتيجة تعليمية محددة، ومن إيجابياتها، أن المشاركة تتم عبر جميع الطلبة، كما تعمل على تطوير الأسلوب الديموقراطي في التفكير، بالإضافة إلى كونها طريقة ممتعة، ومن سلبياتها أنها تصبح أقل فعالية في الفصول الدراسية الكبيرة، كما أنها تستهلك الكثير من الوقت، وأحيانا يتم فيها الابتعاد عن المحاور الأساسية للنقاش.
4- التدريس المصغر: ويعتمد على إشراك الطلبة في تقديم وطرح بعض الموضوعات لزملائهم في أعداد صغيرة لا تزيد على 15 طالبا. يتم من طريقها التدريب على مهارة أو استراتيجية معينة.
5- النقد للدراسات السابقة: وهي عبارة عن مجموعة من التكاليف، إذ تعتمد على المطالعة والنقد للدراسات التي تناولت موضوعات المقرر الدراسي، وفيها يعرض الطالب الدراسات بالنقد لبيان أوجه الاستفادة منها وإمكانية تطبيقها في الميدان.
وهناك طرق تعتمد على عرض المادة العلمية منها الطريقة القياسية والطريقة الاستقرائية:
6- الطريقة الاستقرائية: وفيها يتم تسلسل الموضوع من الخاص إلى العام، وهي تعمل على احتفاظ المتعلم بالمعلومات لفترة طويلة، وتنمي التفكير الإبداعي، وتجعل التعلم شائقًا بإعطاء الأمثلة واستخلاص النتائج.
7- الطريقة القياسية: وفيها يتم تناول الموضوع من العام إلى الخاص، إذ تسمح للمتعلم الاحتفاظ بالمعلومة لفترة قصيرة وتركز على التذكر والتفكير المنطقي، وفيه يكون إصدار حكم عام وإعطاء أمثلة.
8- طريقة العرض والتمثيل: وهي طريقة تعتمد على أداء المعلم أمام المتعلمين، مثل إجراء تجربة في المختبر، أو تمرين رياضي وهي مناسبة للتربية العملية، إذ تنمي المستويات العقلية كافة؛ سواء العليا أم المتوسطة أم الدنيا، وهي فعالة لتدريس كافة المعارف والمهارات ووسيلة شائقة وتجذب انتباه الطلبة.
الثورة العصرية
يؤكد الدكتور الذهلي على أن الدرس الجامعي استفاد كثيرًا من الثورة العلمية والرقمية الكبيرة في الوقت الراهن. يقول: "يتم توفير مجموعة كبيرة من أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في الدرس الجامعي، نحو دمج التكنولوجيا الرقمية لتحسين وصول الطلبة إلى المعلومات، والاستفادة من قوة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ لتكون قادرة على المنافسة. كما توفّر تعليما عالي الجودة نتيجة للتحول الرقمي والتغيّر المتسارع في الابتكارات التكنولوجية. لقد أصبح التعلم المدمج ظاهرة تعليمية شائعة، بفضل زيادة الطلب والقبول في التعليم العالي، إذ يعد أكثر فاعلية من التعلم عبر الإنترنت، كما تنوعت أساليب تصميمه، هذا بالإضافة إلى ظهور التعلم الإلكتروني من طريق المنصات والامتحانات عبر الإنترنت، وأصبحت خبرات التعلم عبر الإنترنت في مؤسسات التعليم العالي مجالًا تعليميًا مهمًا، فهي تٌعد مصدرا مهما للتعلم مستقلا عن الزمان والمكان، وتتميز بسهولة الوصول إليها. نحو تعزيز قدرة الطلبة على تحقيق نتائج أكاديمية مميزة. كما تطورت أساليب التقييم في هذا السياق، نحو مزيد من الكفاءة والفاعلية في مجتمع قائم على المعرفة".
مناهج نقل المعرفة
يقول الدكتور ربيع: "لقد أصبح المشهد المتعلق بجودة التعليم بمؤسسات التعليم العالي يشهد تغيرات مستمرة؛ لذا ركّزت طرائق التدريس في مجال الدراسات التربوية على النشاط المستقل لِلطالب، وتنظيم بيئات التعلم الذاتي والتدريب التجريبي والعملي، وقد نشطت المبادرات في هذا السياق لتطالب بطرائق تدريس غير تقليدية، أو مدمجة مع الطرائق التقليدية المعتمدة حاليا".
فيما طرحنا قضية أنّ طرائق التدريس التقليدية تغلب على مناهج مجال الدراسات التربوية ... وقد أثر هذا المستوى التعليمي كثيرا على طلبة التخصص ما تفسير ذلك؟ وكيف يمكن التغلب عليه؟ يقول الدكتور الذهلي مجيبًا عن ذلك: "إن طرق تدريس المحاضر بشكل عام ترتبط بمفهومه لماهية جوهر التدريس، وإن لديهم نوعا واحدا من طرق التدريس، إما يركز على المحتوى، أو يركز على عملية التعلم، ولكن الاختلافات تكمن في التعليمات والتقييم والتكيف مع خصائص الطالب ومصدر الخبرة والمعرفة. ويعدُّ المحاضرون -الذين يتبنون نهجًا يركز على المحتوى- التدريس في المقام الأول هو عبارة عن عملية نقل المعرفة، بينما أولئك الذين لديهم نهج يركز على التعلم يجدون أن مهمتهم فيه هي تسهيل عملية التعلم، وكل منهما يعتمد على نهج واحد فقط؛ لذا فإنه يجب أن يقوموا بتنفيذ أنواع مختلفة من استراتيجيات التدريس، وهذا ما يسمح بوجود عملية الابتكار".
تقنيات متجددة
لقد تأثرت العملية التعليمية كثيرا بالحياة المعاصرة؛ لذا أصبح التعليم مطالبا بالبحث عن أساليب ونماذج حديثة لتحقيق استراتيجيات المرحلة المعرفية اللازمة. يرى الدكتور ربيع أن التعليم يجد ضالته في هذا الجانب بقوله: "تشكل أساليب التدريس الحديثة جزءًا أساساً من الإصلاح التربوي، الذي نتج عن ظهور التكنولوجيا، وقد أدى ذلك إلى بيان أهمية تعديل الأسلوب التقليدي للتدريس بحيث تكون طرق التدريس الجديدة عملية وإيضاحيّة وتفسيرية؛ بحيث تتضمن تقنيات التدريس الجديدة طرق تدريس تركز على التفكير المعرفي وتطوير أنواع جديدة للتعلم، فطرق التدريس الحديثة لها نهج بنائي، وتؤكد على أن أهداف التعلم تتحقق بالتعاون والمشاركة الفعالة في الأنشطة، والتفاعل في الفصل، فهي تتمحور حول الطالب، إذ يتم بناء المناهج والدروس بطريقة يكون فيها المعلم موجودًا ببساطة ليسهل حدوث التعلم ودعمه، في حين يكون الطالب مركزيًا ومهيمنًا في أنشطة الغرفة الدراسية. كما تؤكد طرق التدريس الحديثة على النهج التعاوني، الذي يعتمد على التعاون بين الطلبة وتقدير عمل أقرانهم، كما أنه تكاملي بمعنى أنه يعمل على إكساب الطلبة معرفة ليس فقط في موضوع محدد، ولكن أيضًا تلك المتعلقة بالموضوع الرئيس والمكملة له، كما أنه ينشط في بيئة تفاعلية، بحيث يُطلب من المتعلم العمل في مجموعات، أو بشكل فردي لتعزيز عملية صنع القرار، وحل المشكلات بشكل أفضل، ودعم الطالب للتعلم، وكذلك تتضمن طرق التدريس الحديثة الكثير من الأنشطة التفاعلية".
هل تعد طرائق التدريس حاليا في جامعاتنا مشبعة لاحتياجات الطالب؟ وهل لها القدرة على تنشيط دافعية الطالب وتحريك رغباته نحو التزود بالعلوم والمعارف؟ … أسئلة كثيرة تستحق النقاش والفصل فيها. كما أنًّ قطاع التربية والتعليم تطوّر وتحوّل باستمرار على مر العقود للتكيف والتفاعل مع التطورات الحديثة، لا سيما في مجالات العلوم التربوية والتكنولوجيا الرقمية، فقد تم عمل تغييرات أيضًا على الطريقة التي يتم من طريقها نقل التعليم؛ لذلك يقول الدكتور الذهلي: "يجب أن تتلاءم أساليب وطرق التدريس مع استراتيجيات التعلم الحديثة، مدفوعة بالمعرفة والتكنولوجيا، وهذا ينعكس على تقدّم العمل. وتتجنب أساليب التدريس الحديثة إطعام الطلبة بالملعقة وتشجع على التفكير الإبداعي وحل المشكلات، ويتم ذلك بتطوير المهارات التي تركز على التطبيق والتعلم بطريقة تتناسب مع الاحتياجات المستمرة. وكذلك مع التركيز على الإبداع والابتكار وإيجاد الفضول، إذ تلهم تقنيات التدريس الجديدة روح المبادرة لدى المحاضرين والمتعلمين، وهي وسيلة مهمة في تنمية المجتمع، إذ إن النهج التقليدي الذي يرتكز غالبا على التلقين إلى ركود المجتمع، بينما تعمل طرق التدريس الحديثة على تعزيز تقدم المجتمع. ففي مجتمع المعرفة لم يعد أي مجتمع معزولا عن الآخر، فهناك تبادل عالمي للمعلومات؛ لذا ينبغي تطبيق طرق وأساليب التدريس الجديدة يكون التعليم فيها أكثر شمولية".
ضرورة الانفتاح
"لقد فرضت الاتجاهات التربوية الحديثة في عصر المعلوماتية تحولاً من الاهتمام بالمعلم كونه محورا للعملية التعلُّمية، إلى الاهتمام بالطالب باعتباره فرداَ، بالإضافة إلى كونه رقماً بين مجموعة من الطلبة، كذلك التأكيد على النهج الاستكشافي، ويتمثل ذلك بالسماح للطلبة بممارسة غرائزهم الإبداعية، وذلك من طريق تقديم المهام المطلوبة منهم، التي يكون بها طرقًا متعددة لاكتشاف الحل، وأن تصاغ هذه المهام بإضافة عبارات تتضمن الافتراض أو التخيل، ولا يطلب من المحاضر عرض الحلول الإبداعية مباشرة؛ بل منحهم الوقت الكافي للاكتشاف، وقد يتضمن ذلك العمل في مجموعات، التي تضمن حلولا أكثر ابتكارا، مع تقديم التغذية الراجعة في الوقت المناسب لتعزيز الحلول الإبداعية لديهم، وإبداء الملاحظات البناءة، وإعطاء الفرصة للطلبة لاختيار الموضوعات التي تناسب الطلبة في أثناء التعلم". هكذا أجاب ضيفنا ملخّصا خبرته وتجربته في مجال تطوير منهجية تدريس العلوم التربوية والنفسية؛ نحو انفتاحها على أبرز أساليب تنمية التفكير الإبداعي على المعلم والمتعلم في آن واحد.
بل أضاف: "إن بيئة التعلم الإبداعية هي البيئة التي تشجع الطلبة على التعلم من طريق التجربة والخطأ، واستخدام الخيال، والتفكير النقدي لحل المشكلات، والاستفادة من المهارات المكتسبة، مثل: تحديد الأهداف ومشاركة المعرفة وبناء العلاقات، فأنه يمكن لبيئة التعلم الإبداعية أن تساعد الطلبة على ممارسة نظرياتهم وأفكارهم وتطويرها وإخراجها على أرض الواقع".
ملامح تربوية تطويرية
يختم الدكتور ربيع الذهلي حواره مع "إشراقة" بالحديث عن ملامح الفلسفة التربوية التي تعد جوهر تطوير المناهج الدراسية، إذ يصنفها في مركز نقطة البداية في عملية اتخاذ القرار في مجمل العملية التعليمية؛ كونها محددًا حاسمًا لاتجاهات المناهج وعملية تطويرها. يقول: "اتجهت الفلسفة التقدمية باعتبارها إحدى الفلسفات التربوية الحديثة التي نشأت من البراغماتية نحو تحديد أنسب نوع وطبيعة المناهج الدراسية للمتعلمين، وتعزيز التعليم المدرسي الديمقراطي وكذلك الحياة الاجتماعية، والمناهج التي تركز على المتعلم، وعلى اهتمامات المتعلمين واحتياجاتهم وقدراتهم وتطلعاتهم، والهدف من هذا النوع من التعليم توفير جو تعليمي يسمح للمتعلم بأقصى قدر من التوجيه الذاتي وتقليل هيمنة المعلم في عملية التدريس / التعليم. أما مذهب إعادة البناء في الفلسفة التربوية الحديثة، فقد ركز على تحسين المجتمع وإعادة بنائه حسب الحاجة، بالإضافة إلى التعليم من أجل التغيير والإصلاح الاجتماعي؛ لذا أصبحت دراسة المشكلات الاجتماعية المعاصرة محور محتوى المناهج الدراسية".