السنة 18 العدد 169
2023/07/01

شخصية بلا قيود وموهبة بلا حدود

 


 

 

إشراقة: شخصية العدد

 

خالد بن يعقوب بن علي السبهاني، من مواليد محافظة الداخلية، ولاية بدبد، فنجاء في إبريل من العام الميلادي 1978م. نشأ في أسرة فنية؛ جده كان أشهر صانعي المشغولات السعفية في القرية، وأبوه شاعر متمكن. السبهاني فنان تشكيلي متجدد وذو علاقات جيدة مع الوسط الفني، ومسهم بفاعلية في تطوير الفن التشكيلي في سلطنة عُمان. دعونا نتعرّف عن كثب على سيرته الذاتية شخصيا واجتماعيا وتعليميا وعمليا عن كثب.

 

مسار ووصول

يتجه الأستاذ خالد السبهاني سعيا حثيثا إلى تحطبيق رسالته في الحياة، إذ يمارس مجال الفن التشكيلي بشكل مستمر طامحا إلى اكتشاف الجديد من الأساليب الفنية؛ وذلك بالتجريب في الخامات والتقنيات. في حقيقة الأمر يمتلك أدوات التواصل الجيد مع الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي؛ من طريق حضور الورش التدريبية والمعارض الفنية، والإسهام في تطوير الفن التشكيلي.

 

بدأ السبهاني التعليم الابتدائي بمدرسة الخليل بن عبدالله في فنجاء، ثم الإعدادي والثانوي في نفس المدرسة. التحق بعد ذلك بجامعة السلطان قابوس عام 1997م، في كلية التربية تخصص التربية الفنية؛ ليتخرّج فيها ثم يلتحق بالسلك التربوي معلما لمادة الفنون التشكيلية بمدرسة الخليل بن عبدالله عام 2001م. تشير سيرته الذاتية إلى أنّه حصل على ترقية للعمل مشرفا لمادة الفنون التشكيلية بمحافظة الداخلية عام 2007م، ثم ترقية أخرى للعمل مشرفا أولا لمادة الفنون التشكيلية بديوان عام وزارة التربية والتعليم عام 2011م.

 

بعد ذلك التحق السبهاني بجامعة السلطان قابوس لدراسة الماجستير في تخصص الفنون الجميلة في العامين 2020 و2021م. يقول: "انتدبت عضو تدريس بجامعة السلطان قابوس بالنظام الجزئي من فبراير إلى نهاية مايو من عام 2022م؛ لتأتي بعدها اللحظة التي التحقت فيها بجامعة نزوى محاضرا للتربية الفنية بكلية العلوم والآداب في 21 أغسطس 2022م".

 

 

 

مثابرة أم طموح؟

تشير سطور التكوين البحثي والأكاديمي والاهتمامات بهذين المجالين والنشاطات فيهما في سيرة الأستاذ خالد السبهاني، إلى شخصية تأسست بمثابرة وجهود تستحق الوقوف عندها، إذ نجد أنه شارك في بعض البحوث التربوية في أثناء فترة العمل بوزارة التربية والتعليم، أهمها: المشاركة في دراسات عنواناتها: (أسباب اختيار طلبة التعليم ما بعد الأساسي بالمدارس الحكومية لمواد المهارات الفردية - وزارة التربية والتعليم - 2018)، (مدى فاعلية معلمي الفنون التشكيلية خريجي الجامعات والكليات غير جامعة السلطان قابوس في التدريس - وزارة التربية والتعليم - 2018)، (دراسة تجريبية: استمارة الزيارات الإشرافية لمعلم مادة الفنون التشكيلية وفاعليتها في تجويد المخرج التعليمي - وزارة التربية والتعليم - 2019)، (بحث منشور في دار النشر المصرية الإيطالية، هي: المجلة الدولية للدراسات متعددة التخصصات في الفن والتكنولوجيا بعنوان: "فن الأرض: فن التداخل والاندماج مع الطبيعة - أ.خالد السبهاني، أ.د فخرية اليحيائية)، أضف إلى ذلك مشاركاته ببعض القراءات الفنية التحليلية في مختلف المناشط.

 

محطات للتأمّل!

الاستماع إلى السبهاني أتاح إلينا فرصة ذهبية لاسترجاع  أبرز إنجازاته وبصماته وذكرياته التي حققها حتى الآن في جامعة نزوى، رغم قصر المشوار زمنيا، إذ تكوّنت في سيرته خبرة في مجال تدريس طلبة الجامعة بدرجة البكالوريوس في تخصص التربية الفنية والفنون الجميلة في مساقات: الرسم والتصوير - النحت - أشغال الخشب - تشكيل المعادن - تاريخ الفن الحديث والمعاصر. في حين ترك بصمة كبيرة في تنظيم معرض فني للطلبة في الموسم الثقافي بجامعة نزوى الذي يقام سنويا، وأسهم في التنظيم والمشاركة في معرض الهيئة التدريسية (أبعاد ورؤى جمالية) بالجامعة في مارس 2023م، وكذلك شراكته ممثلا لجامعة نزوى بين الجامعة والكلية العسكرية التقنية بإقامة معرض شخصي وورشة تدريبية لطلبة الكلية في ديسمبر 2022م، وإعداد مشروع (تمكين طلاب التربية الفنية) من طريق تأهيلهم لتقديم ورش فنية تدريبية لطلبة بعض مدارس ولاية إزكي بمحافظة الداخلية، إلى جانب ذلك جهوده الملموسة في تدريب طلبة التربية الفنية بجامعة نزوى على قراءة الأعمال الفنية وتحليلها.

 

 

 

في حقيقة الأمر، يجد القارئ أبرز الإنجازات التي حققتها شخصية "إشراقة" في هذا العدد في حياتها العلمية في مجال الفنون التشكيلية، وإقامة المعارض الفنية الشخصية، والمشاركة بالمعارض المحلية والدولية، وإنتاج بعض الدراسات البحثية في مجال الفن التشكيلي، والتدريس الأكاديمي لنفس المجال. وقد تأتّى ذلك كله بإنتاج كم كبير من الأعمال الفنية بأحجام ومقاسات مختلفة، وتقنيات وأساليب فنية متنوعة.

 

لا ريب أن شخصية الأستاذ خالد السبهاني تتعاضد مع رسالة جوهرية يستعين بها في سبيل طلب العلم لخوض التجربة والممارسة؛ إذ يعدّها السبيل الأساس لطلب العلم، فدون ذلك لن يتمكن الشخص من التعلم واكتشاف كل ما هو جديد. كما أنّ لديه استراتيجية واضحة في كيفية التعامل مع نقاط القوة ونقاط الضعف التي واجهته؛ لذا تلتمس منه بيئته تطويرا مستمرا للوصول إلى مستويات إبداعية عند التعامل مع نقاط القوة، في الجانب المقابل يجتهد حثيثا بالممارسة المستمرة والمحاولة الدؤوبة في خوض التجربة لصقل الخبرة والمهارة لتفادي نقاط الضعف وتجاوزها.

 

 

لا حدّ للإمكانيات!

هناك محطّات بارزة تكوّنت في مشواري العلم والعمل لدى السبهاني، طوّرت شخصيته وصقلت مواهبه؛ لذا استفادت منها جامعة نزوى -ولا تزال- في نماء التخصص وطلبته، هذه المحطات التي كانت عناوين في مشوار حيوي، متصلة ببعضها بعضا دون أن يقلّ أحدها أهمية عن الآخر، هي: مرحلة الدراسات العليا في نفس المجال (البكالوريوس- الماجستير)، والمشاركة في المعارض المحلية والدولية، وتنظيم وإقامة (4) معارض شخصية، وحضور الورش والحلقات النقاشية الحوارية، والانتساب بعضويات فاعلة في المؤسسات العلمية والفنية والمجتمعية، إلى جانب ذلك التمكين اللامحدود من قبل جامعة نزوى في تدريس الفنون والابتكار بحرية، وتوفير كافة المستلزمات والموارد المتخصصة في تدريس هذا المجال.

 

وقد أجاب عن سؤال وجهناه إليه في الختام حيال توجيهه لطلبة العلم ونصحه لهم بأهمية اختيار الوسائل والطرق المناسبة لرفع المستوى الثقافي والأكاديمي نحو الأفضل، بقوله: "اهتمام كل طالب بمجاله التعليمي التخصصي، والرغبة الأكيدة في تعلمه، مع التأكيد على اكتساب المهارات الأساسية وتطورها وتدعيمها بالجوانب المعرفية".




إرسال تعليق عن هذه المقالة