طرحت 18 ورقة عمل في الفلك والزراعة والتعدين والملاحة والطلب
وكيل وزارة التراث والسياحية للتراث يفتتح ندوة "إسهامات العلماء العمانيين في الطب والعلوم"
ثلاثة جلسات تتناول مجموعة واسعة من العناوين البحثية التي تؤكد على تطور العلوم المعرفية والبحثة للعمانيين في مختلف المجالات
رعى سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد بن خلف الخروصي، وكيل وزارة التراث والسياحية للتراث، الأربعاء 31 مايو 2023 فعاليات ندوة "إسهامات العلماء العمانيين في الطب والعلوم" التي ينظمها مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية، ومركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية، بقاعة الشهباء بالحرم المبدئي بجامعة نزوى ببركة الموز.
يشارك في الندوة نخبة من الباحثين والمفكرين والمهتمين بعلوم الطلب، من داخل سلطنة عمان وخارجها، وممثلي عدد من المراكز والمؤسسات العلمية والبحثة والأكاديمية.
وقد شهدت الندوة تدشين مجلات الخليل بن أحمد الفراهيدي الجديدة، وهي من إعداد مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية، كما قام راعي المناسبة والحضور بافتتاح المعرض المصاحب للندوة التي تشارك فيه وزارة التراث والسياحة، وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وهيئة المخطوطات والمحفوظات الوطنية ، بالإضافة إلى جامعة نزوى ممثلة في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية، ومركز الدراسات الطبية والطبيعة، إذ سيتم عرض المكتشافات الحديثة بأعمال التنقيب التي جرت في سلطنة عمان، والجهود المبذولة في حفظ المخطوطات العمانية بالطب والعلوم، واستدامة حفظ مخطوطة أحمد بن ماجد، وعرض لبعض الإصدارات والبحوث والدراسات لمركز الخليل بن أحمد الفراهيدي، ومركز الدراسات الطبية والطبيعية بالجامعة.
ويأتي استضافة الجامعة لهذا التجمع العلمي في ضوء رعاية الجامعة واهتمامها بالبحوث والدراسات العملية والتاريخية، إلى جانب التعريف بإسهامات العمانيين وجهود في مختلف العلوم والمعارف، إذ ستشهد الندوة عرض 18 ورقة عمل في مجالات علمية مختلفة كالفلك والزراعة والتعدين والملاحة والطلب، كما أنه تـأكيد على دور العلماء العمانيين وإسهاماتهم عبر التاريخ في الطب والعلوم الطبيعية كالفلك والمناخ والكيمياء، وهو ما أسهم في إثراء التجربة من طريق التعريف بإسهامات العمانيين في مجال الطب والعلوم الطبيعية والمناخ والفلك وعلوم البحار لاستدامتها ونقلها إلى الأجيال القادمة.
الأستاذ الدكتور أحمد بن سليمان الحراصي نائب رئيس جامعة نزوى للدراسات العليا والبحث العلمي والعلاقات الخارجية رحب في كلمته براعي الحفل والحضور وقال لقد شرف الله جامعة نزوى بنقلِ المعرفةِ وإنتاجِها ونشرها وتطبيق البحوث وتقديم الحلول، فتبوأتْ بفضلِ الله ثم بفضل ِرؤيتها مكانةً سامقةً بين الجامعات العربية، وحازتْ قصبَ السبقِ في عددٍ من التصانيفِ الأكاديمية. ولقد كان لهذه الجامعةِ شرفُ المساهمةِ في زِخِم ِالبحث العلمي العالمي بمجموعة رفيعة من البحوث النوعية اللاوصفية تجاوزت ٢٤٠٠بحثٍ علميٍّ، نُشِرَتْ في أرقى مجلات العالم، جميعُها تحملُ اسمَ عُمان، وبواقع أكثر من ٥٠ ألف استشهاد بالبحوث، بمعدل ٨١ إستشهادًا لكل بحثٍ منشور.
وقال : إن هذا النتاجَ البحثيَّ جعل مراكزَ الجامعةِ البحثيةِ مراجعَ استشاريةً، مؤكدةً دورَها المحوري في إنتاج ونشر المعرفة، ومحوّلةً غراسَ التربةِ العمانيةِ الطيبةِ من خاماتٍ طبيعيةٍ ونباتاتٍ طبيةٍ وأحياءٍ بحريةٍ إلى نواتجَ تكنولوجيةٍ وطبيةٍ ذاتِ جدوى اقتصاديةٍ وقيمةٍ مضافةٍ توشكُ أن تؤتي أُكُلَها بإذن الله.
واضاف الاستاذ الدكتور أحمد الحراصي تبوأتِ الجامعةُ بفضل اللهِ مكانةً مرموقةً في التصانيفِ الأكاديمية للجامعات، سبقت غيرَها في وقتٍ قياسي. ففي ثلاثِ سنواتٍ متواصلةٍ حصلتْ على المركز الأول محليًّا حسب مؤشر ناتشر انديكس، والمرتبةِ الأولى حسب مؤشر سايماجو ، والمرتبةِ الثانية حسب مؤشر كيو أس. ووضِعَ على مدى سنتين متتاليتين عشرون من باحثيها في قائمةِ ستانفورد لأعلى 2% من العلماءِ الذين اُسْتُشهِدَ بأبحاثِهِم.
واشار نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي والعلاقات الخارجية بقوله إنكم تحتفون اليوم بعباقرةٍ خلَّدَهم التاريخ، وندوتُكم هذه هي إحدى طرقِ التقدير ِ والاحتفاءِ والتوثيقِ وتعريفِ العالَمِبهِم وبإنجازاتِهم. ولا نقتصرُ هذا الحدثَ للاحتفاءِ بهم فحسب، بل بالسير على نهجِهم في البحثِ والتوثيقِ والأمانةِالعلمية. وفي الختامِ، أتقدمُ بالشكر لكل اللجان العلمية والمنظمة التي أسهمت في إخراج هذه الندوةِ كما نراها اليوم. أتمنى لكم أوقاتاً مثمرةً مع عددٍ من الأوراق العلمية المثرية.
وتقوم الندوة على تحقيق العديد من الأهداف التي تتمثل في دراسة وتحقيق المخطوطات العمانية في مجال الطب والعلوم الطبيعية ومحاولة طباعة غير المطبوع منها، واستجلاء المناهج العلمية في مؤلفات العمانيين في الطب والفلك والمناخ وعلوم البحار، إلى جانب دراسة أنطولوجيا وأبستمولوجيا وأخلاقيات المعرفة في كتابات الأطباء العمانيين وتطبيقاتها المعاصرة، وإبراز الطب التقليدي العماني على أسس معرفية، وتأصيله بمنهجية علمية بشكل موازٍ للطب الصيني والطب الهندي وغيرهما، دراسة مدى انتشار الطب التقليدي العماني؛ لمعرفة المناطق العمانية التي لا تزال تمارس هذا النوع من الطب، ومعرفة درجة وعي الناس في هذا الموضوع، مع عمل خارطة لتوضيح تركز هذه الممارسة في الوقت الحالي.
الجلسة الأولى لفعاليات الندوة كانت في محور الفلك والزراعة والتعدين، أدار الجلسة الأستاذ الدكتور أحمد بن حمد الربعاني، أستاذ المناهج وطريق التدريس للدراسات الاجتماعية، مدير مركز الدراسات العمانية ـ جامعة السلطان قابوس.
وفي هذا المحور كانت البداية من الدكتور محمد بن هلال الكندي، والمهندس المؤثر بن أحمد الكندي ورقة بعنوان "إسهامات العمانيين في تعدين خامات الأرض"، فيما يقدم سعيد بن مسلم تبوك، وعبد العزيز بن أحمد المعشني بورقة بعنوان "أهمية شجرة الصمغ العربي في محافظة ظفار"، تتبعها ورقة بعنوان "علوم الأرصاد الجوية عند العمانيين من خلال مخطوط الإيضاح فيما أودع الله من الحكومة في النجوم والرياح لمؤلف عماني مجهول"، يقدمها حارث بن حمد السيفي، وحبيب بن مرهون الهادي.
الورقة الرابعة في المحور الأول للندوة كانت بعنوان " تقنية مسح الأرض وإجراء قنوات الأفلاج" قراءة في مخطوط عماني" يقدمها الدكتور عبدالله بن سيف الغافري، والدكتور ناصر بن سيف السعدي، فيما ستكون الورقة الأخيرة في محور الفلك والزراعة والتعدين بعنوان "الممارسات العلمية في فلاحة النخلة عند العمانيين خلال الفترة من ( 6 ـ 3 ه ـ 9012م )، يقدم هذه الورقة خالد بن محمد الرحبي.
الجلسة الثانية ستكون في محور "الملاحة" تناولت 4 ورقات عمل مختلفة، الورقة الأولى بعنوان "القواعد والعمليات الرياضية عند النواخذة العمانيين،" قدمها حمود بن حمد الغيلاني، فيما كانت عنوان الورقة الثانية "إسهام البحارة العمانيين وآثارهم في تأسيس المنهجية العلمية للملاحة البحرية وتطويرها"، تحدث فيها راشد بن حميد الحوسني عن الكثير مما قدمه العمانيون في مجال الاسهامات البحرية.
الورقة الثالثة من المحور الثاني كانت بعنوان "إسهامات الملاح العماني أحمد بن ماجد في العلوم الجفرافية"، قدمتها الدكتورة هدى بنت مبارك الدايري، والدكتور حميد بن سيف النوفلي، وخاتمة بنت علي الراشيدية.
وأختتم الدكتور إلياس حاج عيسى أوراق العمل بورقة بعنوان "الثقافة البحرية للعمانيين من خلال مخطوط" مسائل في أسباب البحر.
ترأس الجلسة الدكتور سليم بن محمد الهنائي، الأستاذ المساعد بقسم التربية والدراسات الإنسانية ـ كلية العلوم والأدب بجامعة نزوى ـ مدير تحرير مجلة الخليل للعلوم الاجتماعية.
الجلسة الثالثة والأخيرة لفعاليات ندوة "إسهامات العلماء العمانيين في الطب والعلوم" تناولت محور الطب، وتضمنت عرض 9 ورقات عمل مختلفة، يدير الجلسة الدكتور سليمان بن علي الهاشمي من مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية.
وافتتح الأستاذ الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي فعاليات الندوة بورقة تحمل عنوان "تاريخ الأمراض الشائعة في عمان، وكيف أسهم العمانيون في علاجها"، تتبعها ورقة بعنوان منهج القضاء العماني في دعاوي التعويضات عن الإصابات والاخطاء الطبية دراسة لأحكام المحاكم، ومبادىء المحكمة العليا، فيما يعرض الدكتور محمد الأمين بابزيز ورقة بعنوان "السمات المعرفية والأخلاقية للعلوم الطبيعية عند العلماء العمانيين"، تتبعها ورقة أخرى بعنوان "مجريات الطب العماني" يقدمها جواد حكيم الرشيد.
وتواصلت فعاليات الندوة في جلستها الثالثة في محور الطب، إذ سيقدم الدكتور عامر بن أزاد الكثير ورقة بعنوان "العلاج التقليدي بالرقية الجماعية الرعبوت" في ظفار، دراسة لسانية اجتماعية، كما سيقدم الدكتور محمود بن سعيد العامري ورقة في "الطب البيطري التقليدي نشأته وممارساته لدى مربي الإبل في سلطنة عمان"، فيما يعرض الدكتور ناصر بن علي الندابي، والدكتور ناصر بن عبدالله الصقري ورقة في "فيما يجب على الطبيب معرفته من شروط الطب، للطبيب راشد بن عميرة".
ختام الندوة كان بورقتين الأولى في التعامل مع الأوبئة في عهد السلطان فيصل بن تركي ـ من خلال الوثيقة المتاحة" تقدمها أماني بن طالب الحضرمية، فيما وفيما كان ختام بورقة في "النباتات الطبية في سلطنة عمان، واقع الحفظ والاستخدام المستدام" للدكتور علي بن حسين اللواتي.
وتقف الندوة على تجارب العلماء العمانيين في دراسة الأدوية المستخرجة من البيئة العمانية البرية والبحرية، التي ثبتت نجاعتها علميًا في العلاجات والاختراعات الطبية القاو – اللبان – أعشاب البحر والقشريات المستعملة في مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، إلى جانب التعريف بالكوادر الطبية العمانية العسكرية عبر التاريخ (أطباء وممرضون، رجالاً ونساءً)، الذين أسهموا في المعارك الحربية التي خاضها العمانيون دفاعاً عن بلادهم، أو تلك التي شاركوا فيها في نطاق الفتوحات الإسلامية، وأيضا التعريف بالبعد العالمي لإسهامات العمانيين في الطب والعلوم الطبيعية، ورحلاتهم خارج سلطنة عمان وأثرهم العلمي في المهجر (البلدان التي هاجروا إليها)، أيضا التعريف بالدراسات الاستشرافية ومذكرات الرحالة الأجانب ومؤلفاتهم، الذين زاروا عمان ودرسوا العناصر الطبيعية في البيئة العمانية وكتبوا عن الأطباء العمانيين.
وتهدف الندوة إلى فتح المجال أمام الباحثين لدراسة التاريخ العماني وتشجيعهم على نشر الأوراق البحثية المحكمة، والتعريف بجهودهم في إبراز إسهامات العلماء العمانيين في إثراء التراث العربي والإنساني، وإبراز دور الجامعات والمؤسسات البحثية والباحثين العمانيين في دراسة إسهامات العمانيين في مجال الطب والعلوم الطبيعية واستدامتها.