المورينجا ... الشجرة المعجزة!
فوائد غذائية وطبية عديدة
د. سعيد بن شنّان الخلاسي
أستاذ مساعد
كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج
شجرة المورينجا التي يطلق عليها الشجرة المعجزة نظراً لفوائدها الغذائية والطبية الكثيرة. تُعرف علمياً باسم: Moringa Oleifera وتنتمي إلى الفصيلة البانيّة (Moringaceae)، وتعد من الأشجار دائمة الخضرة التي يتراوح ارتفاعها من 7 إلى 9 أمتار، وما يميز هذه الشجرة اللحاء الأملس ذي اللون الأبيض من الداخل، بالإضافة إلى جذعها الطويل والرفيع، وأغصانها المتفرعة الخضراء، كما تتميّز أوراق شجرة المورينجا بلونها الأخضر القاتم في المقدمة والأخضر الفاتح في نهاية الورقة، وتعود أصول شجرة المورينجا إلى شمال غرب الهند وسيريلانكا، ويتم زراعتها على نطاق واسع في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.[1]
ولِشجرة المورينجا استخدامات عديدة، وتتوفر منتجاتها في محلات الأعشاب الطبيعية، وتُباع على شكل كبسولات، أو مسحوق، أو مستخلص، أو قرون مجففة، أو بذور. ومن الجدير بالذكر أنّ جميع أجزاء شجرة المورينجا صالحة للأكل بما في ذلك الأوراق، والجذور، والقرون غير الناضجة، والأزهار، والبذور، ونذكر فيما يأتي بعض استخداماتها وفقاً لِلجزء المستخدم من النبتة، فتُضاف أزهار نبتة المورينجا إلى السلطات، ويُمكن طهيها وإضافتها إلى الحساء والكاري، ويُمكن استخدامها أيضاً لإعداد الشاي، وتُستخدم قرون المورينجا الطويلة في الحساء والكاري، أو في صناعة المخللات، كما يُمكن تناولها نيّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ طول القرون يتراوح من 15 إلى 50 سنتيمتراً. تؤكل بذور المورينجا غير الناضجة مثل البازلاء؛ إذ تتميّز بمذاقها الحلو، ويُمكن الحصول على طعم شبيه بالفول السوداني عند تحميص البذور الناضجة أو قليها، كما يُمكن استخدام الزيت المُستخرج من البذور في السلطات والطهي. ويُمكن إضافة أوراق نبتة المورينجا إلى السلطات، كما يُمكن طهيها وإضافتها إلى الحساء والكاري، إذ تعطي نكهة شبيهة بالخردل، ويُمكن استخدامها في تحضير عجة المورينجا (بالإنجليزيّة: Moringa omelet)، وتجدر الإشارة إلى أنّ المسحوق المُحضّر من أوراق المورينجا يمتلك نكهةً خفيفة تُشبه نكهة الشاي، ويمكن إضافته بسهولة إلى العصائر دون تغيير مذاقها بشكل كبير، كما تُستخدم أوراق المورينجا أيضاً في صُنع الشاي.[2]
تعد شجرة المورينجا مصدراً غنيّاً بالفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية، وتحتوي أيضاً على مُركب الإيزو ثيوسيانات (Isothiocyanates) وهو مُركبٌ شبيهٌ بمُركب سولفورافين (Sulforaphane) الموجود في الخضروات الصليبيّة، الذي يُقدّم العديد من الفوائد الصحيّة، كما تعدّ نبتة المورينجا مصدراً غنيّاً بالألياف الغذائية ومضادات الأكسدة، بما في ذلك البوليفينول (Polyphenol)، والفلافونيويد (Flavonoid)، والكيرسيتين (Quercetin)، وحمض الكلوروجينيك (Chlorogenic Acid) الذي يساعد على خفض ضغط الدم، بالإضافة إلى محتواها الجيّد من فيتامين أ، وفيتامين ج، وفيتامينات ب، التي تُسهم في تحسين عملية الهضم، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ نبتة المورينجا تمتلك خصائصاً مُضادة للبكتيريا والفطريات والميكروبات؛ إذ تُساعد على مكافحة العدوى، وتثبيط نموّ العديد من مُسببات الأمراض المختلفة، مثل: بكتيريا السالمونيلا (Salmonella)، والإشريكية القولونية (Escherichia coli)، والفطريات الرازبة (Rhizopus)، بالإضافة إلى امتلاكها خصائصاً مُضادة للالتهابات. [4] [3]
وهناك الكثير من الدراسات والتجارب التي أجريت وتتناول أجزاء شجرة المورينجا وفوائدها الغذائية والصحية التي لا تحصى. علما أن كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج يدرس حاليا تأثير شجرة المورينجا الهندية والمورينجا العربية (الشوع) على بعض أنواع البكتريا والفطريات الضارة المسببة للأمراض، ومقارنة تأثيرها بالمضادات الحيوية المصنعة، ويشتغل على هذا البحث طلبة من تخصص البيوتكنولوجي في مشاريع تخرج لهم تحت إشراف د. سعيد الخلاسي، أستاذ مساعد بالكرسي. وقد أظهرت النتائج الأولية للدراسة تأثيرات إيجابية على بعض أنواع البكتيريا، مثل: بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية ((Staphylococcus aureus وأيضا على بعض الفطريات المسببة للأمراض مثل المبيضات البيضاء (Candida albicans ) والعمل جاري على استكمال بقية النتائج ونشرها عالمياً في أوراق علمية في مجلات علمية محكمة مرموقة.
وفي الختام، ندعو الجميع إلى اقتناء هذه الشجرة المفيدة وزراعتها خصوصا في المنازل والحدائق، كذلك استخدام أوراقها وبذورها في الوقاية من الكثير من الأمراض وتعزيز الجسم بالكثير من العناصر الغذائية والعلاجية المفيدة. وتتوفر هذه الشجرة في معظم المشاتل الزراعية بالسلطنة وبأسعار مناسبة؛ إذ لا يزيد سعر الشجرة المتوسطة على ريال عماني.
:المراجع
1- Paliwal R, Sharma V, Pracheta. A review on horse radish tree (Moringa oleifera): a multipurpose tree with high economic and commercial importance. Asian J Biotechnol. 2011;3(4)317-328.
-2 Bhamarapravati S, Pendland SL, Mahady GB. Extracts of spice and food plants from Thai traditional medicine inhibit the growth of the human carcinogen Helicobacter pylori. In Vivo. 2003;17(6):541-544.14758718
3- Chan Sun M, Ruhomally ZB, Boojhawon R, Neergheen-Bhujun VS. Consumption of Moringa oleifera Lam leaves lowers postprandial blood pressure. J Am Coll Nutr. 2020;39(1):54-62. doi:10.1080/07315724.2019.160860231063434
4- Yang Y, Shi CY, Xie J, Dai JH, He SL, Tian Y. Identification of potential dipeptidyl peptidase (DPP)-IV inhibitors among Moringa oleifera phytochemicals by virtual screening, molecular docking analysis, ADME/T-based prediction, and in vitro analyses. Molecules. 2020;25(1):189. doi:10.3390/molecules2501018931906524.