(فكّر - زاوج - شارك) T.P.S
استراتيجية ليمان في تدريس مادة الفيزياء
مقال: سعيد بن خلفان الريامي
طالب ماجستير في جامعة نزوى ومعلم مادة الفيزياء
تعد مادة الفيزياء من المقررات التي تنمي القدرات العقلية لدى الطالب؛ لذا استوجب عليها مواكبة التطور الحاصل في استراتيجيات التدريس، التي تجعل من الطالب محور العملية التعليمية التعلمية، ومن هذه الاتجاهات استراتيجية ليمان وتعرف أيضاً: استراتيجية (فكر- زاوج – شارك).
أظهرت نتائج دراسة الشمري والدليمي (2012م) أن استعمال استراتيجية (فكر – زاوج - شارك) تؤدي إلى تحسين جوهريٍّ في تحصيل الطلبة واحتفاظهم بالمعلومات وترسيخها في أذهانهم بصورة أفضل من استعمال الطريقة الاعتيادية، كما أنها تجعل الطلبة محور العملية التربوية والمعلم موجهاً ومرشداً ومهيئاً للبيئة التعليمية، وتعطي الدرس حيوية، وتزيد من حماس الطلبة وتجذب انتباههم وتشوّقهم تجاه الدرس المقبل، فهي تخلق بيئة ديمقراطيًا وتقلل من السياق السلطوي في الصف؛ لذا تزيد من دافعية التعلُّم مما يؤدي إلى رفع مستوى التحصيل الدراسي.
بيد أنّ موقع "التعلم النشط" أشار إلى ميزة استراتيجية (فكر- زاوج – شارك) كون أنه من الممكن تطبيقها بأي عدد من الطلبة، كما أنها تتميز بسهولتها، إذ توجّه تسؤالاً إلى الطلبة جميعهم ثم توجههم نحو التفكير مدة (10 ثواني - 5 دقائق) للإجابة بصمت وبشكل فردي. كما أن الزمن يعتمد على تقديرات المعلم ودرجة تعقيد السؤال، بعد ذلك تحثّهم ليكونوا أقراناَ؛ بحيث كل طالبين يتشاركان ويتناقشان معاَ في الإجابة عن السؤال، كذلك تطلب عشوائيا من بعض الطلبة الإجابة عن السؤال.
خطوات تطبيق استراتيجية ليمان:
1- يطرح المعلم سؤالا ويطلب من كل طالب حله بمفرده مع تحديد وقت الإجابة (فكر لوحدك).
2- يشارك الطالب زميله فيما توصل إليه من حل للسؤال (زاوج).
3- يشكل الطلبة مجموعات نقاش للتوصل إلى حل موحد ومتفق عليه (شارك الجميع).
4- يطلب المعلم من أحد طلبة المجموعة عشوائيا تقديم جواب يمثل مجموعته التي شاركها الحل؛ لضمان مشاركة جميع الطلبة في الحوار والنقاش.
مثال توضيحي من منهاج الفيزياء:
بدأ المعلم في إحدى الحصص بشرح استراتيجية (فكر- زاوج- شارك) للطلبة، وبعد تدريسه الطلبة قانون نيوتن الأول (قانون القصور الذاتي)، طرح السؤال الآتي عليهم ليفكر به كل طالب بمفرده: أعطِ تفسيرا علميا يوضح ضرورة ارتداء حزام الأمان في أثناء قيادة السيارة؟
وقد منح الطلبة دقيقتين للتفكير فرديا ... وبعد انتهاء عملية التفكير الفردي، قسّم المعلم الطلبة إلى مجاميع ثنائية على شكل أقران؛ ليتناقش كل طالبين في الإجابات التي توصلوا إليها، ويتفقان على إجابة واحدة في حال كانت الإجابتان مختلفتان عن بعضهما.
الآن يبدأ المعلم في اختيار طلبة عشوائيا للإجابة عن السؤال، ويتم اختيار طالب من كل مجموعة عشوائياَ للإجابة. وقد كانت إجاباتهم جميعاَ متوافقة ومتقاربة من نفس الفكرة، وهي: بسبب ظاهرة القصور الذاتي يتحرك الركاب بنفس سرعة السيارة، ويعمل حزام الأمان على منع الاصطدام بالأجزاء القاسية في المركبة عند التوقف المفاجئ أو التصادم. وينتهي تطبيق استراتيجية (فكر- زاوج – شارك) بجعل الطلبة مفكرين ومبدعين وقادرين على الإجابة والنقاش في أي سؤال يُطرح عليهم.
ونحن نرى أن هذه الاستراتيجية من أدوات التعلم النشط الحديثة، وتلعب دوراً كبيراً في تنمية المهارات الفردية للطالب، ومنها يستطيع التفكير لوحده، وتشغيل ملكات عقله للبحث عن المعلومة؛ ليتمكن من أدوات النقاش والحديث مع صديقه فيما توصّل إليه من معرفة، كما يشارك أقرانه الفكرة، فينمي فيهم الثقة بالنفس، وحب التعاون مع الآخرين، فتظهر لديهم القدرات المعرفية والوجدانية والاجتماعية في أثناء التعلّم.
المراجع:
1- الشمري، هناء خضير جلاب والدليمي، غازي كريم. (2012م). أثر استراتيجية (فكر – زاوج – شارك) في تحصيل مادة التاريخ والاحتفاظ بها لطلاب الصف الرابع الأدبي. جامعة بغداد، مجلة البحوث التربوية والنفسية، (33)، ص 142.
2- التعلم النشط. تاريخ الاطلاع 6/3/2023م.
https://talmnsht.com/file/1270/