السنة 18 العدد 168
2023/06/01

مفهوم الصمود والمرونة النفسية وكيفية تحسينهما


 

 

 

إعداد: د. عبد الفتاح الخواجة

أستاذ مشارك الإرشاد النفسي في قسم التربية والدراسات الإنسانية - كلية العلوم والآداب.

 

الصمود والمرونة النفسية مفهومان متعلقان بقدرة الفرد على التأقلم مع التحديات والأزمات والصعوبات في الحياة، وفيما يأتي توضيحا لكل منهما:

فَالصمود النفسي القدرة على التحمل والتأقلم مع الصعوبات والتحديات التي تواجهنا في الحياة، ويتطلب الصمود النفسي قدرة على التحكم في العواطف والتفكير بشكل إيجابي وتحديد الأولويات واتخاذ القرارات المناسبة. الصمود النفسي يمكن تحسينه من طريق التعلم من التجارب السابقة، وتطوير مهارات التحكم في العواطف، واستخدام الأدوات والتقنيات الصحيحة للتأقلم مع الصعوبات. في حين المرونة النفسية تمثل القدرة على التأقلم مع التغييرات والتحديات والصعوبات بشكل فعال، وتتضمن المرونة النفسية القدرة على تغيير الاتجاهات العقلية والسلوكية وتكييفها مع الظروف الجديدة. يمكن تحسين المرونة النفسية من طريق العمل على تطوير مهارات التفكير المرن وتحسين القدرة على تكييف السلوك مع المتغيرات الجديدة، وتطوير القدرة على التعلم والتكيف مع التحديات.

لتحسين الصمود والمرونة النفسية عند الفرد، يمكن تطبيق بعض الإجراءات، مثل:

  1. التدرب على التأمل والتأمل الإيجابي لتحسين التحكم في العواطف وتعزيز الصمود النفسي.

  2. تعلم مهارات الحل الموجه للمشاكل لتحسين الصمود النفسي.

  3. تعزيز الثقة بالنفس بتحديد الأهداف وتحقيقها بخطوات صغيرة ومنظمة.

  4. التعلم من التجارب السابقة: يمكن استخدام التجارب السابقة مصدرا للتعلم وتحسين الصمود والمرونة النفسية. عندما نواجه صعوبة أو تحديًا معينًا، يمكننا النظر إلى التجارب السابقة التي وجهناها وكيف تغلبنا عليها. ويمكن أيضًا النظر إلى الأخطاء التي ارتكبناها والتعلم منها. كما يمكن تحسين القدرة على التفكير الإيجابي، وذلك بالانتباه إلى الأفكار السلبية وتحويلها إلى أفكار إيجابية، وتحويل الخوف إلى تحدٍ وفرصة للتعلم والنمو، وأيضا تحسين القدرة على التحمل العاطفي؛ إذ يمكن تحسين الصمود والمرونة النفسية بتحسين القدرة على التحمل العاطفي، الذي يعني القدرة على التعامل مع الضغوط والتحديات العاطفية والتغييرات بشكل فعال وصحي. ويمكن ذلك من طريق التدرب على الاسترخاء وتقنيات التأمل والتأمل الإيجابي، وتعلم مهارات إدارة الضغوط والتوتر. كما أن التعلم المستمر بالقراءة والدراسة وحضور الندوات والورش التدريبية، والتعرف على تجارب الآخرين ومشاركة الخبرات، له دور فعال أيضا في ذلك، ولا ننس الرعاية الذاتية وهي عبارة عن الاهتمام بالجوانب النفسية والجسدية والاجتماعية للفرد.

 

      وفيما يتعلق بالصمود والمرونة النفسية وكيفية تحسينهما عند طلبة الجامعات؛ فهنا يتم التأكيد على أنها من المهارات المهمة التي يجب أن يتعلمها طلبة الجامعات للتعامل مع تحديات الحياة الأكاديمية والشخصية والاجتماعية. ويمكن تحسين الصمود والمرونة النفسية لدى طلبة الجامعات من طريق الإجراءات الآتية:

  •  تعزيز الثقة بالنفس: يمكن تحسين الصمود والمرونة النفسية عند طلبة الجامعات بتعزيز الثقة بالنفس، ويمكن ذلك بالاهتمام بالصحة النفسية والجسدية والاجتماعية، والمشاركة في الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية التي تساعد على تحسين الثقة بالنفس.

  • التفكير الإيجابي: يمكن تحسين الصمود والمرونة النفسية لدى طلبة الجامعات بتحسين القدرة على التفكير الإيجابي، ويمكن ذلك من طريق تغيير الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية، والتركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة والتعلم من التحديات والأخطاء.

  •  تحسين مهارات الاتصال: يمكن تحسين الصمود والمرونة النفسية لدى طلبة الجامعات بتحسين مهارات الاتصال، ويمكن ذلك من طريق التدرب على الاتصال الفعال مع الآخرين وتعلم كيفية التعامل مع الصراعات والمشاكل.

  • التخطيط والتنظيم: يمكن تحسين الصمود والمرونة النفسية لدى طلبة الجامعات بتحسين مهارات التخطيط والتنظيم، ويمكن ذلك من طريق إدارة الوقت بشكل فعال وتحديد الأولويات والأهداف، وتحديد الخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق الأهداف.

إرسال تعليق عن هذه المقالة