حكاية ضوء: حوار مع المصورة آمنة الفهدية
إشراقة: موهبة العدد
استمعت إليها: ريهام الحضرمية
الصورة لغة لا كلمات لها، إذ يمكن للصورة الواحدة أن تقدم أكثر من فكرة وأن تفسر بأكثر من معنى، فإنسانية اللحظة التي تجمدها الصورة كفيلة بأن تجعلها كالحقيقة المحصورة بين أبعاد بروازها، ففن التقاط اللحظات وتصويرها من الفنون الأرشيفية للذكريات والمواقف. ومع تطور التكنولوجيا تعددت وسائل التصوير وأصبحت متاحة بين يدي غالبية الناس، إلا أن هناك من يتعامل مع الصورة وكأنها جزء منه؛ لذا نجد بعضهم شغوف جدا بالتصوير، كشغف آمنة الفهدية التي قادها حبها للتصوير إلى تعلم أساسياته من الصفر بمفردها، وعلى الرغم من أن آمنة قد تخرجت من جامعة نزوى عام 2018م بكالوريوس هندسة الحاسوب، إلا أنها لا زالت تمارس التصوير هواية ومهنة، ولاهتمام إشراقة بمواهب طلبتها ... ارتأينا أن نجري الحوار الآتي مع آمنة لنتعرف أكثر على تفاصيل موهبتها في التصوير.
ما الشرارة التي أوقدت في آمنة حب العدسة؟ وكيف اكتشفتي ميولك للتصوير؟
اكتشفت حبي للتصوير في وقت مبكر، وقد كان عمري حينها ١٥ عاما عندما اشترى والدي كاميرا رقمية، كانت الكاميرات في الوقت آنذاك تحمل قيمة كبيرة لحاملها، فقد كان أبي يستخدمها في أوقات المناسبات والأعياد لتوثيق اللحظات، وبها وُلد الشغف في داخلي. وكنت أعبث بالكاميرا لمحاولة فهم ضبط إعداداتها وتوثيق صور احترافية، وبدأت أتعلم كيفية التقاط صور جميلة وتطبيق ما تعلمته على الطبيعة والأشخاص من حولي.
حدثينا عن بدايتك التصوير؟ وما الذي جذبك في ممارسة هذه الموهبة؟
حب الطبيعة وغروب الشمس هو أحد أهم أسباب بداياتي في ممارسة التصوير موهبة وشغفا، فقد كان لدي طموح دائم في نقل ما تراه عيني وتخليده في صورة، ولكن بسبب عدم امتلاكي لمعدات التصوير الاحترافية لم التقط الصور كما كنت أطمح، بيد أنني مع الممارسة والتعلم الذاتي وشغفي الكبير في هذا المجال استطعت فهم زوايا التقاط الصورة، وتعلمت طرق تعديل الألوان والإضاءة، وبدأت بعدها في التعمق أكثر في مجال التصوير، بعدها انتقلت من تصوير الطبيعة إلى تصوير الوجوه، وكنت قد اكتسب العديد من المهارات مع مرور الوقت.
ما أهداف آمنة التي تسعى إليها لتطوير نفسها وموهبتها؟
هدفي أن استمر في تعلم التصوير من طريق الالتحاق بدورات يعدها مصورون محترفون، وأن لا أقف عند حد معين؛ لأن هذا المجال في تطوّر مستمر، كذلك أسعى إلى اقتناء معدات تصوير تحسن من أدائي لأتمكن من التقاط صور أكثر احترافية.
برأيك، كيف يمكن صقل وتعزيز ورعاية المواهب الشابة؟
رعاية مواهب الشباب من الأمور المهمة التي يجب التركيز عليها لما لها من أثر وانعكاسات على الفرد والمجتمع، ومن الممكن أن تتحقق هذه الرعاية بإعداد برامج مكثفة ومتقدمة ترعى مواهب الشباب وتصقلهم معنويا وماديا لتطوير هذه المواهب وتعزيزها، وأيضا من طريق إيجاد بيئة مناسبة للموهوبين لإبراز قدراتهم وإمكانياتهم، بالإضافة إلى الإسهام في توفير فرص وظيفية ترتبط مع مواهبهم لاستثمار قدراتهم الإبداعية وتطويرها.
يقال إنَّ التواصل الاجتماعي نوافذ مشرعة على الإبداع، برأيك ما الدور الذي تلعبه هذه المواقع وكيف تتحقق الاستفادة منها؟
لمواقع التواصل الاجتماعي دور كبير في نشر المواهب المختلفة، إذ يمكن للجمهور الاطلاع على الأعمال المقدمة ومشاركة آرائهم؛ سواء أكانت آراء ذات نقد سلبي التي يجب على صاحب الموهبة أن ينظر فيها ويعمل على تحسينها في عمله، أم النقد الإيجابي الذي من شأنه أن يرفع من المعنويات ويشجع على الاستمرار، وأيضا يمكننا عبر مواقع التواصل الاجتماعي متابعة أعمال المحترفين في المجال ... ومنه نكتسب شيئا من خبرتهم ونستمد منهم الأفكار.
كيف وجدت اهتمام جامعة نزوى بالمواهب في أثناء رحلتك الدراسية بها؟ وما نصيحتك للطلبة الذين لديهم هواية التصوير؟
تهتم جامعة نزوى بالمواهب كثيرا بتنظيمها دورات ورشات تقيمها باستمرار في مختلف المجالات، وأيضا بإقامة المسابقات التي تعد بمثابة تحديات تشجيعية للطلبة الموهوبين، وأتمنى أن يكون هناك تواصل مستمر بين الطلبة الخريجين والجامعة لمشاركة أعمالهم، وحتى يكون لهم دور في تشجيع الطلبة المستجدين، أما أصحاب المواهب فأنصحهم بالاهتمام بها عظيم العناية، فهي جزء لا يتجزأ من ذواتهم، إذ إن من لديه موهبة أو شغف في مجال معين إنسان محظوظ جدا.