فارس بن تركي آل سعيد لـ" إشراقة":
الطالب الجامعي يحتاج الكثير من الدعم المعنوي واللوجستي للنهوض بقدراته العلمية والمعرفية
هناك حاجة إلى تفاعل أكبر لتحقيق التكامل بين المؤسسات الأكاديمية ... فالواقع لا يلبي الطموح
الجامعات الحكومية والخاصة تمتلك كثيرا من نقاط القوة، واذا ما اجتمعت فبالتأكيد ستكون النتائج أعظم وأشمل
لسنا بحاحة إلى جامعات جديدة بل مؤسسات تعليمية متخصصة في مجالات تعنى بالثورة الصناعية والجيل الرابع في الذكاء الاصطناعي
هناك حاجة لنكون سباقين في رقمنة التعليم العالي وتوجيه التخصصات لتحقيق رؤية عمان 2040
إشراقة
أشاد صاحب السمو السيد فارس بن تركي آل سعيد، أستاذ مساعد بقسم التسويق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة السلطان قابوس، بجهود جامعة نزوى في احتضان البرامج والفعاليات التي ترتقي بقدرات طلبة الجامعة وإبداعاتهم ومواهبهم من طريق ما تبذله من جهود لاحتواء مشاريع الطلبة ومواهبهم والنهوض بقدراتهم.
وبارك سموه على هامش رعايته افتتاح المعرض الفلكي "أفق"، الذي أقيم يوم الثلاثاء الموافق 28 فبراير 2023م في جامعة نزوى احتضانها هذا النوع من المعارض والمشاركات العلمية التي تجسد اهتمامات الطلبة بمثل هذه العلوم، وقال: "سعدت بما شاهدته من نشاط علمي في علوم الفلك، وما يحويه المعرض من تجارب ومشاركات". وثمن سموه في حديث لـ "إشراقة"، دور إدارة الجامعة في دعم الطلبة، وتبني هذا النوع من المعارض التخصصية التي تضيف للجميع من طلبة وجمهور الكثير من المعارف المختلفة خاصة في موضوع بحجم علم الفلك ومكانته.
ودعا سموه إلى ترجمة هذه المناشط والفعاليات من طريق برامج ومشاريع طلابية، سواء أكان بنشر الوعي المجتمعي أم تثقيف الجمهور وتوجيه النشاط الفلكي، حتى نسهم في التعريف بهذا العلم بما يخدم سلطنة عمان في شتى المجالات.
وعن الدور الذي يجب أن تضطلع بها المؤسسات الأكاديمية والحكومية والخاصة في رعاية الطلبة والطالبات والأخذ بأيديهم في مختلف العلوم والبحوث والابتكارات في مختلف المجالات، قال سموه: "هناك الكثير من الأدوار التي يقوم بها الطلبة في مختلف الجامعات، وهو ما وفر المساحة الجيدة من الإبداع والابتكار في مختلف العلوم والمعارف، لكن في المقابل نرى أن الطالب يحتاج إلى الكثير من الدعم المعنوي واللوجستي من الجهات الحاضنة لجهود الطلبة سواء المؤسسات الأكاديمية أم المؤسسات المعنية حكومية أم خاصة.
نموذجا رائد
وأضاف سموه أن جامعة نزوى تعد من النماذج الرائدة على مستوى الجامعات في سلطنة عمان؛ من طريق ما تقدمه من رعاية وتوجيه بتسخيرها كافة الإمكانات المادية والبشرية للنهوض بقدرات الطلبة وإمكاناتهم، وهذا أصبح واضحا للجميع، فالطالب العماني بطبيعته شغوف بالعلوم والمعارف ولديه الرغبة في العمل على مشاريع كثيرة، لكن من المهم أن يؤطر ذلك على أرض الواقع، عبر توفير الموارد وتذليل الصعوبات، كذلك الدعم المعنوي جدا مهم بالإضافة إلى الدعم الاستراتيجي والتوجيه، وربط الأنشطة الطلابية مع سوق العمل، بما يسهم في التأسيس لإنسان متمكن قادر على الإبداع والعطاء في سوق العمل، ويتكيف أيضا مع جميع المجالات التي يمكن يرغب بها ويطمح إليها.
التكامل بين المؤسسات الجامعة
وفيما يتعلق بالتكامل والتعاون بين المؤسسات الأكاديمية، وما يمثله ذلك من أهمية في المرحلة القادمة، قال صاحب السمو: "نطمح إلى مزيد من التكامل فيما بين المؤسسات الأكاديمية، وبطموح أكبر من الواقع الحالي، هناك شراكات مجتمعية أكاديمية بحثية على جميع المستويات، وهذا ما نشاهد في كثير من المؤتمرات والندوات والمعارض، ولكن هذا لا يكفي، نحن بحاجة إلى تفاعل تكاملي أكبر في الكثير من الجوانب الطلابية والأكاديمية والبحثية، في جامعة نزوى وجامعة السلطان قابوس أو غيرها من الجامعات والكليات، والقيام بالعمل المطلوب في إطار التعاون بين جميع المؤسسات الأكاديمية.
وأضاف سموه: "نريد لعمان أن تكون منظومة متكاملة، وعلى الجميع أن يشارك في مسيرة البناء والتنمية كل حسب مجاله وتخصصاته، فالجامعات الحكومية والخاصة كل منها يمتلك الكثير من نقاط القوة، وإذا ما اجتمعت فبالتأكيد ستكون النتائج أعظم وأشمل؛ لذلك على القائمين على هذه الجامعات العمل على تعظيم الفائدة بتبني مشاريع وبرامج مشتركة؛ وفق آليات تراعي الميزات التنافسية لكل جامعة، وبما يحقق أهداف وتطلعات رؤية عمان 2040 في خلق مؤسسات تعليمية تمتلك عناصر المنافسة والقوة محليا ودوليا، وهي قادرة بإذن الله.
وأكد على أن التكامل بين الجامعات موجود لكنه بشكل خجول في بعض المجالات، والمطلوب في المرحلة القادمة توحيد الجهود وخلق خارطة طريق بما يتناسب مع رؤية عمان 2040، فهناك ميزات تنافسية لكل جامعة ويجب العمل على استغلالها وربطها مع التوجه العام للدولة حرفيا وليس إعلاميا فقط.
رقمنة التعليم
وفيما إذا كان سوق التعليم متعطش لطرح مؤسسات تعليمية جديدة لاستيعاب مخرجات التعليم، قال سموه: "الفترة القادمة تستدعي التخصصية، فإن تم إنشاء أو دمج أو استحداث أي مؤسسة تعليم العالي، يتطلب أن تكون مواكبة لرؤية عمان 2040 بشكل دقيق ومدروس، إذ لسنا بحاجة في هذه المرحلة إلى جامعات كبيرة، ولكننا بحاجة إلى جامعات وكليات تخصصية في مجالات تعنى بالثورة الصناعية بالجيل الرابع في الذكاء الاصطناعي والاتصالات، وغيرها من المجالات الحديثة والمطلوبة التي يرغب فيها سوق العمل، وربما التوجه الجديد للحكومة يكون توجها رشيقا مختلفا عن التوجه التقليدي، إذ نحتاج إلى أن نكون سباقين في رقمنة التعليم العالي وأيضا توجيه هذه التخصصات لخدمة عمان حتى نكون في مقدمة الدول الراعية للعلم والمتعلمين.