السنة 18 العدد 166
2023/03/01

لا تتخرج بشهادتك فقط

 


 

 

ريهام الحضرمية

 

ينتقل الطالب الجامعي من مرحلة دراسته بالمدرسة إلى مؤسسة التعليم العالي وهو يعتقد أن مرحلة البذل والتعب قد انتهت، على اعتبار أن الحلم قد تحقق بمجرد حصوله أو التحاقه بالبرنامج التعليمي الذي يرغب به؛ ليتفاجئ بعدها بمرحلة دراسية مليئة بضغوطات وتحديات لم يألفها من قبل، لذا تعاد برمجة الأفكار في رأسه ليصب كامل تركيزه على هدف واحد فقط وهو التخرج من الجامعة، واجتياز هذه المحطة من الحياة على اعتبارها عبء يسرق من لحظات المرحلة العمرية المرتبطة بالرفاهة والاستمتاع بتفاصيل الحياة المختلفة.

 

تجد الطالب في أثناء الدراسة  الجامعية غافلا عن العديد من الجوانب التي من شأنها أن تدعم شهادته الجامعية وتضيف العديد لشخصيته، وينصدم بعد التخرج أن هناك فرصا ومهارات كان من المفترض أن يتخرج بها، وأن التحصيل العلمي لوحده غير كاف على الإطلاق، فكم من طالب جامعي كرس كل طاقته في سبيل الحصول على درجات عالية متجاهلا الجوانب الأخرى ليضع نفسه في منطقة ضيقة وضعيفة إذا ما تمت مقارنته بأقرنه الذين قد يكونوا ذوي تحصيل علمي أقل منه؛ ولكنهم عملوا على تطوير ذواتهم وتنميتها، فالمهارات والقدرات والخبرات التي يكتسبها الطالب في رحلته الدراسية لا تقل أهمية عن شهادته الجامعية، فكل منهما تدعم الأخرى لتقدمه إلى سوق العمل بكل بقوة وينافس بسلاحين، المعرفة والمهارة.  

 

ما أجمل أن تغادر جامعتك وقد تركت فيها أثرا وبصمة، وأخذت منها فائدة أو نقطة قوة، وأن تصعد على منصة التتويج لتستلم شهادتك المكتوبة على الورقة ومهاراتك الجديدة المطبوعة على شخصيتك ومداركك وأدائك مستقبلا، وأن تلتقط صورة تذكارية مع الأنشطة والبرامج التي شاركت بها مثلما تلتقط الصور مع عائلتك وأصدقائك، وإن أردت الغناء فرحا فلتفعلها بجميع اللغات التي اكتسبتها من جامعتك، وعندما يصفق لك زملاؤك وأنت على منصة التخرج، يشير مشرف نشاطك إليك بالبنان، فهكذا لن تكن شهادتك المكسب الوحيد الذي تخرجت به، فالشهادة وحدها لا تكفي.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة