السنة 18 العدد 166
2023/03/01

دموع الخريجين وضحكاتهم وباقات الورود قصص نجاح وكفاح ...

ليلى الرحبية:

لمركز التوجيه الوظيفي والتواصل مع الخريجين جهود لصناعة جيل مسؤول ومنافس في سوق العمل.

قرب المركز من الخريجين شجّعهم على مواصلة دراساتهم العليا.

يفعّل المركز دوره في التواصل مع ما يقرب من 18000 ألف خريجاً وخريجة.

 


 

 

 

حوار: إشراقة

 

التخطيط لمرحلة ما بعد التخرج إجراء وممارسة تضعان الخريج على خارطة الطريق الأقرب لسوق العمل، فبالتخطيط يمكنه الحفاظ على الوقت وتكريس الجهود اللازمة والنظر إلى المستقبل قبل الوصول إليه، كما أنه رسم بياني لما عليه التركيز عليه وما يحتاجه من مهارات وبرامج وشهادات فنية، أي إنه قراءة تفصيلية مدروسة تسهل عليه الوصول إلى الهدف المنشود بدل التخبط وتضييع المزيد من الوقت، ولكن ما وجب التنويه عليه أن بعض الطلبة يظنون أنهم يملكون الخطة التي توصلهم إلى الهدف، ولكنهم يفتقرون إلى الأدوات اللازمة؛ لذا يعتقدون أن خطتهم لا تحتمل الخطأ وغير قابلة للتغيير أو التحسين، فيخسرون الكثير من الفرص.

 

مع إشراقة يوم تخرّج الدفعة الخامسة عشرة لطلبة جامعة نزوى في مختلف الدرجات العلمية، تبدأ أولى خطوات أهمية التخطيط لهذه المرحلة في حياة الإنسان لمساعدة الخريجين على الالتحاق بسوق العمل والحصول على الوظيفة المناسبة، وقد أولت جامعة نزوى عناية فائقة بهذا الموضوع؛ فأنشأت مركز التوجيه الوظيفي والتواصل مع الخريجين عام 2009م؛ ضمن خدمات الجامعة ليفتح أبوابا تلبي غايات جامعة نزوى وأهدافها في دعم احتياجات الطلبة؛ من طريق مساندتهم في اتخاذ القرارات الصحيحة عند اختيار التخصصات المناسبة، وبما يتناسب مع احتياجات سوق العمل. وفي توضيح أهدافهم وتطلعاتهم الوظيفية وتوجيههم لاتخاذ قرارات مهنية ناضجة، والتكيف مع جميع التغييرات المهنية التى تواجههم في مسيرتهم العملية استعدادا للمستقبل.

 

تقول الأستاذة ليلى بنت خلفان الرحبية، اختصاصية توجيه وظيفي في المركز، في مستهل حوارها مع إشراقة لهذا العدد الخاص بحفل التخرّج: "عندما أناقش أحد الطلبة عن سبب اختياره لتخصص ما دون غيره، أجد أنّ بالغ أمره يسير نحو اكتسابات مهارة ذلك التخصص بعمل دؤوب؛ ليسير بخطى واضحة وصولاً إلى الهدف المنشود، إلا أنني أنببه كثيرا إلى أن الخطة يجب أن تكون مدروسة بعناية وتركيز فائقين". وتضيف: "كذلك عندما أسأل أحد الطلبة: ما الذي تنوي فعله بعد التخرج؟ ويجيب: (أبحث عن وظيفة)، وما يثير استغرابي أكثر عدم تقبل بعضهم للنصح والتوجيه؛ اعتقادا منهم أن النصح دليلٌ على نقص فيهم، ولكن ما أود التأكيد عليه أننا نعمل على توجيه الطلبة بهدف تهيئتهم بشكل مناسب والاستعداد مبكراً في التخطيط للمستقبل المهني أو مرحلة ما بعد التخرج، ولن يتأتى ذلك إلا بمساعدة الموجهين؛ سواء أكانوا في المدرسة أم في الجامعة، ووجودهم يعد فرصة ذهبية تختصر الوقت والجهد" ... إليكم نص الحوار: 

 

1- حفلات التخريج واستلام الشهادات الجامعية بداية حقيقية لمرحلة جديدة. كونكم اشتغلتم كثيرا في حفلات سابقة، وخالطتم مشاعر الخريجين. استرجعي معنا أبرز الذكريات في هذا السياق؟

 

مع عظيم الامتنان والفخر كوني إحدى مخرجات جامعة نزوى في الدفعة الثالثة، علاوةً على أنني تكرمت في العامين الآتيين اللذين سبقا تخرجي، يمكنني القول إنني لم أفوت حفلاً واحداً؛ لذلك أتذكر جيداً تفاصيل حفل تخرجي وتخرج الأصدقاء، وها أنا اليوم أشهد حفلات التخرج، وتربطني بخريجي الجامعة علاقة أسرية ومسؤولية الأخت الكبرى ... أقف معهم وأتحسس مشاعرهم المختلطة الممزوجة بالفخر والتوتر، وأشجعهم للمواصلة والتقدم، أستطيع القول إن أجمل الذكريات -التي دائماً أعيشها مع الخريجات خصوصاً- هو ذلك الشعور عند الذهاب لاستلام الشهادة ثم اندفاعهن نحوي يشاركنني الفرحة بالدموع ... تسير أمامي الخريجة وأنظر إليها بفخر، وأطلب منها الابتسامة وأخبرها أنها ذاهبة إلى حصد تعب سنين وانتظار، فما هو إلا استحقاق يجب عليها أن تأخذه بفخر واعتزاز.

ومن الذكريات التي أسترجعها عندما تطلب إحداهن مني السير معها إلى المسرح لاستلام الشهادة؛ فأجيبها أن ذلك يشرفني؛ لكنه حقها وحدها، وأضيف مازحة: لا أريد أن أسرق عنك الأضواء، بل ونردد في كل حفل تخرج أنا والخريجات أناشيد الفرح وكأنه حفل تخرجي أنا. وأتذكر الكثير من الضحكات وباقات الورود التي تحكي خلفها قصص نجاح وكفاح، كما أتذكر الدموع التي تذرفها بعض الخريجات عندما تحين ساعة الوداع وأنا أقول لهن عدن لزيارتنا حين تسنح لكنّ الفرصة.

 

 

2. السيرة الذاتية وسيلة تسويق الخريج، والانطباع الأول لنفسه تجاه سوق العمل. كيف يشتغل مركز التوجيه الوظيفي والتواصل مع الخريجين في توظيف الأدوات المناسبة لتخريج الكفاءات؟

 

يكرس مركز التوجيه الوظيفي والتواصل مع الخريجين جهوده لصناعة جيل مسؤول وواع ومنافس قوي لأقرانه؛ ليتبوأ مكانته في سوق العمل، إذ نعد بشكل سنوي برنامجاً للتوجيه الوظيفي لإكساب الطلبة المهارات والإمكانات التي تسهم في تعزيز توجهاته المستقبلية وجودة اختياراته المهنية، ويتمثل البرنامج في مجموعة من الورش التي تسهم في تعزيز مهاراتهم وصقلها، فعلى الطالب أن يكسب نفسه مجموعة من المهارات للفت انتباه أرباب العمل، منها: مهارة حل المشكلات والتحليل الناقد والعمل بروح الفريق واحترام الأقران في بيئة العمل وغيرها الكثير، كما يقدم المركز حزمة من الجلسات التوجيهية الفردية والجماعية في موضوعات عدة، منها: مراجعة السيرة الذاتية، والمهارات المطلوبة في سوق العمل، وكيفية اجتياز المقابلة الشخصية، والتخصصات المطلوبة في سوق العمل، وغيرها ... إضافة إلى عيادة السيرة الذاتية التي تهدف إلى تعزيز جودة السيرة الذاتية للطالب، وتمكّنه من الأدوات لتحسينها قبل التقدم لطلب وظيفة أو حتى برنامجاً تدريبياً. 

كما يدعو بشكل سنوي البرنامج مجموعة من مؤسسات الأعمال؛ من منطلق الشراكة بين الجامعة وقطاع الأعمال؛ وذلك لتقريب وجهات النظر بين مخرجات التعليم والسوق، وليتمكن الطالب من معرفة المهارات والآليات والمفاتيح التي تمكنه من الحصول على وظيفة أحلامه، كما أن البرنامج بمثابة الفرصة للطلبة لتعزيز دائرة العلاقات المهنية التي تخدمهم وزملاءهم لاحقاً، ويرحب دائماً المركز بأي تعاونات في هذا الجانب، كما يشجع المركز الطلبة لممارسة الأنشطة اللاصفية، التي بدورها تسهم بشكل حقيقي في نضج شخصيته وتكسبه مهارات قيادية تفيده مستقبلاً، كما يشجع المركز على المشاركة في الدورات والبرامج التدريبية داخل الجامعة وخارجها، إذ بلا شك تضيف لرصيد الطالب ممكنات التخصص ومعارف جديدة. 

 

 

3. أطلعينا على الخطة التي تشتغلون عليها لتسويق مركز التوجيه الوظيفي والتواصل مع الخريجين في المجتمع داخليا وخارجيًا؟ وأين وصلتم؛ نظرا لأهميته للجامعة وطلبة العلم والمجتمع على حدٍ سواء؟

 

 تغيب لدى بعضهم أدوار ومهام مركز التوجيه الوظيفي والتواصل مع الخريجين فهو نقطة التقاء وامتداد ليس على صعيد الجامعة والخريجين فحسب، إنما على مختلف الأصعدة، فهو يستقرأ وضع السوق وتوجهاته والآليات التي يستند عليها في تدريب وتوظيف الطلبة والخريجين، ويعود بها إلى الجامعة ليبثها بين الطلبة؛ لتهيئتهم التهيئة المناسبة ورفع مستوى الوعي لديهم، ليكونوا على دراية تامة بما ينتظرهم لاحقاً أو ما يتوقع منهم من قبل أرباب العمل، علاوًة على ذلك يربط المركز كليات الجامعة والمراكز المساندة لها، ويلعب دوراً كبيراً في التسويق لها لأهميتها، كما يحاول مركز التوجيه الوظيفي والتواصل مع الخريجين مد التواصل مع قطاع التعليم بمختلف مستوياته لاستقطاب الدارسين والباحثين بعد اطلاعهم على التخصصات المطلوبة في السوق.

الجدير بالذكر أن المركز يتواصل بشكل مستمر مع مساعدي عمداء التدريب بالجامعة لإشراكهم في مختلف البرامج والورش، والذين لا يألون جهداً في تقديم كل ما من شأنه تمكين طلبة الجامعة ليصبحوا رقماً استثنائياً يقومون بدورهم بالتسويق لأقرانهم في سوق العمل، كما يتواصل المركز بشكل دوري مع مراكز التوجيه الوظيفي المختلفة؛ لتقوية الصلات والاستفادة من الخبرات؛ كون أن السعي والهدف لا يختلفان عن تمكين الشباب العماني الصاعد، الذي يأخذ بعمان الوطن إلى أعلى المراتب، ويقوم المركز بالتواصل الدائم مع خريجي الجامعة من مختلف الدفعات، إذ يقرب عددهم من 18000 ألف خريجاً وخريجة؛ بهدف التعريف بالمركز ودوره فيما يتعلق بالتواصل مع الخريجين، ويؤكد لهم على أن الجامعة لن تنقطع عن التواصل معهم ... الأمر الذي يسهم في عودتهم للدراسة مجدداً.

 

4. أهمية الالتحاق بالدراسات العليا مرحلة تؤكد على أن الخريج قد حاز مجموعة من العلوم والمهارات وتمكّن من أدوات البحث العلمي وغيره... أين تنصبّ أولوية مركز التوجيه الوظيفي والتواصل مع الخريجين في التسويق لبرامج الدراسات العليا بما يواكب سوق العمل؟ 

 

قد تختلف توجهات بعضهم في أهمية الالتحاق بالدراسات العليا، فمنهم من يربط حصوله على شهادة بحصوله على فرص أفضل للوظائف، ومنهم من يعدها تحسينا لوضعه واستقراره الاجتماعي بين أقربائه، ومنهم يلتحق بالدراسات العليا للحصول على ترقية من العمل؛ ولكنني أجد أهمية الالتحاق ببرامج الدراسات العليا في تمكين الخريج من المهارات البحثية والتحسين المستمر الذي يستثمره الخريج في نفسه، فيقوم المركز بتشجيع الخريجين من حملة البكالوريوس في مواصلة الدراسات العليا كونها مطلباً للحصول على وظائف في المجال الأكاديمي، فيمكن اعتباره أحد الخيارات المتاحة التي يمكن للخريج الباحث عن العمل السعي وراءها للحصول على وظيفة بمستوى مادي أفضل، كما أن اللافت للنظر عند قيام المركز بالتواصل مع خريجي درجة الماجستير تكرار ذات السؤال عن برامج الدكتوراة في الإدارة واللغة العربية وغيرها، كما يتكرر سؤال خريجي تخصص الصيدلة الدوليين عن برنامج الماجستير؛ لذا نأمل أن تتمكن الجامعة من إضافة المزيد من برامج الماجستير والدكتوراة والتسويق لها جيدا، وسيبذل المركز قصارى جهده في مساندة الجامعة في هذا الأمر.

 

5. يجب على الخريج ألاّ ينتظر الحصول على الوظيفة دون أن يُطوّر نفسه ومهاراته ومعارفه من طريق الالتحاق بالدورات التدريبية المهمة في مجال تخصصه، فوجودها يسهّل مهمة الحصول على الوظيفة المناسبة. ما دوركم الجوهري في ذلك؟

 

يحرص المركز على تقديم مجموعة من الجلسات التوجيهية، وتنصب أغلبها في تنوير الطالب فيما يحتاجه ليصبح جاهزاً بل ومنافساً قوياً في سوق العمل، كما يركز المركز على أهمية استثمار الفرص لوجودهم في الجامعة، التي لن ولم تتوانَ في تقديم مجموعة من البرامج والدورات التدريبية على مستوى الكليات أو المراكز الداعمة للطالب، أو حتى من طريق مجموعات الأنشطة الطلابية، بل ويشجع المركز الطلبة الدارسين لبعض التخصص، التي يعتمد التوظيف فيها على مجموعة من الشروط، مثل: الحصول على شهادة الآيلتس أو شهادة سلتا أو اختبارات الكفاءة للتخصصات الصحية أو اختبارات التعيين للتخصصات التربوية وغيرها الكثير، بل ويرشد الطلبة في آلية التسجيل في هذه البرامج، أو آلية الحصول على هذه الشهادات، ولكن ما ينقص الطالب الجامعي في هذا الأمر عدم وعيهم بأهمية المركز، أو حتى بوجوده، أو ماهية الخدمات التي يقدمها وبشكل مجاني، إذ تجده بعد التخرج يضطر للحصول عليها مقابل رسوم مالية لعدم كفاءته نتيجة تسويفه أو عزوفه عن الاستفادة من الفرص والبرامج والتوجيهات المتاحة، ويدعو المركز من هذا المنبر جميع الطلبة والخريجين لمواصلة استخدام البريد الجامعي الممنوح لهم، فهو ملكهم مدى الحياة، ويعد بريداً إلكترونياً رسمياً، إذ ينشر فيه حزمة من الفرص التدريبية والورش التوجيهية، التي من شأنها الاستمرار في تعزيز معارف الخريج الباحث عن عمل وقدراته؛ عوضاً عن هدر الوقت في الشعور بالاحباط لعدم الحصول على وظيفة بسرعة.

 

 

6. مرحلة البحث عن العمل من أهم وأصعب المراحل في حياة الطالب ما بعد التخرج. ما نصيحة مركز التوجيه الوظيفي والتواصل مع الخريجين وتوجيهه؟

 

دائماً أردد على مسامع الطلبة آملةً منهم بذل الجهد تجاه فكرة ألا أبحث عن العمل، بل أجعل العمل يبحث عني، فالفكرة تتمثل في اعتبار وجوده في الجامعة الوظيفة؛ لما عليه من مهام يجب أداؤها ومهارات يجب عليه صقلها، فالدور الذي يقدمه الطالب في التسويق عن نفسه ومهاراته في أثناء دراسته الجامعية وقبل التخرج، يمنحه الفرصة ليكون رقماً صعباً يفتش عنه أرباب العمل والمؤسسات وبلا شك توظيفه، أجدها معادلة -وإن كان التنافس شديداً- قابلة للحدوث، فالمثابرة والانتظام في حضور المحاضرات، بالإضافة إلى المشاركة في الأنشطة الطلابية والعمل على صقل مهاراته على مختلف المستويات والاجتهاد في حضور الورش والبرامج التي يقدمها المركز، بالإضافة إلى الاستفادة من جميع المراكز وخدماتها المجانية المتاحة التي سخرت جميعها لتمكينه وتهيئته. مؤكدة على أن المحاضرات الصفية ليست كافية لتمكينه، إنما عليه الاندماج في الأنشطة والبرامج المفيدة التي تعزز لديه إمكانياته للالتحاق بوظيفة أو حتى تأسيس مشروعه أو نشاطه التجاري الخاص؛ ولتحقيق ذلك دائماً نرشدهم في المركز إلى زيارة مركز ريادة الأعمال الذي يبذل بدوره جهوداً جبارة للنهوض بمشاريع الشباب الصغيرة والمتوسطة واحتضانها والإسهام في نمائها. عمان تحتاج إلى سواعد شبابها في التنمية الشاملة في مختلف المجالات، ولن يقوم ذلك إلّا بأيادي شباب يتحلون بحس المسؤولية تجاه الوطن، ولديهم ما لديهم من مهارات مستمرين في تعزيزها.  

 

7. التطور المتسارع في التكنولوجيا والتقنيات أدى إلى تسارع مشابه في بيئة الأعمال وتنافسية شديدة. ما المهارات المتطلبة لسوق العمل التي يتيحها مركز التوجيه الوظيفي والتواصل مع الخريجين في سياق الابتكار والإبداع واستخدام التكنولوجيا المتقدمة؟

 

أظنني بعد أعوام من الخبرة في هذا المجال، يمكنني القول إن المهارات المطلوبة في سوق العمل، هي: مهارات حس المسؤولية والعمل ضمن الفريق وتحليل المشكلات والإبداع والتفكير الناقد واحترام الآخر والالتزام وتحمل ضغوط العمل وروح المبادرة، وغيرها الكثير من المهارات الناعمة التي تسمى مهارات القرن الواحد والعشرين، بالإضافة إلى المهارات الصلبة التي تبين مدى تمكّن الخريج من تخصصه، مثل: مستوى اللغة ومهارات البرمجة والتصميم والتصوير والرسم والترجمة، وغيرها بالإضافة إلى مجموعة من البرامج والدورات المستحدثة والمطلوبة في سوق العمل، إلا أنه يمكنني القول إن (السلوك) هو الشعرة الفاصلة لهذه المهارات، إذ إنه التسويق والجذب للخريج في بيئة العمل، فسلوك الخريج اللافت بالشكل الايجابي يمنحه مزيدا من الوقت ليبرز مهاراته وقدراته أكثر، ويمكنه من ترك انطباع جيد، أو حرمان الخريج من وظيفة أحلامه، وهذا ما أسعى في غرسه جاهدةً في نفوس الطلبة والخريجين، فمهما كانت لديهم مهارات وقدرات وإمكانات فهذا ليس كافٍ لضمان حصولهم على وظيفة، وهذا الذي أكد عليه ديننا الحنيف.

 

8. هل لديكم رسماً لمسار وظيفي معين يعتمد على المكان والطريقة التي يرى بها الخريج نفسه في سوق العمل؟


رغم أن سوق الأعمال متغير ومتسارع في التنامي، إلا أن المركز يواظب بشكل مستمر في الاطلاع واستقراء السوق؛ لمعرفة توجهاته الحالية والمستقبلية، وما يمكن المركز من ذلك علاقاته المهنية القوية، بالإضافة إلى علاقته المباشرة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، فمثلاً يرسم المركز لخريجي وخريجات تخصصات التقنية الحيوية وعلوم الفيزياء والكيمياء واللغة الإنجليزية والترجمة واللغة العربية مسارهم الوظيفي في حال قيامهم بمواصلة برنامج الدبلوم العالي (التأهيل التربوي) كل في مجال تخصصه، وفي حال وجود الرغبة والميول للوظائف الفنية؛ وذلك من حيث مدة انتظار الوظيفة والمهارات التي يحتاجها كل تخصص، بالإضافة إلى الشهادات، إذ يمكن القول إن التخصصات المذكورة في أعلاه قد يتوظف الخريجين فيها في الوقت الراهن في مدة زمنية أسرع، خاصة عند تمكنهم من اجتياز اختبارات التعيين؛ وذلك لحاجة السوق في السنوات القليلة القادمة لمخرجات التخصصات التربوية، كما يتوظف خريجو التخصصات المذكورة آنفاً الذكور في الوظائف التربوية بشكل أسرع من الخريجات الإناث، وقد يتوظف كلاهما في الوظائف الفنية عند امتلاكهم المهارات الكافية التي تمكنهم؛ لكون المنافسة قوية في سوق العمل، كما يقوم المركز بتشجيع الطلبة على دراسة التخصصات المطلوبة في السوق في المرحلة القادمة، ويشاركهم أرقام العاملين من الخريجين في أي المجالات؛ بناءً على المسوحات التي يقوم بها على مستوى الجامعة أو التي يشارك فيها على مستوى مؤسسات التعليم العالي، إلا أن المركز لا يتخذ القرار عوضا الطالب، بل يتركه له، إنما يقوم بتوجيهه وإرشاده نحو حاجات السوق وتوجهاته. 

 

 

9. ختاما حدثينا أكثر عن رابطة الخريجين؟ واستحقاق بعض خريجي الجامعة لمقعد التوظيف فيها كما رأيناه طوال الأعوام السابقة..



تأسست رابطة خريجي جامعة نزوى بمباركة كريمة من الفاضل الدكتور رئيس الجامعة، وقد جاء إشهارها في برنامج ملتقى خريجي جامعة نزوى الأول؛ وذلك بتاريخ 19 إبريل 2017م؛ لتكون الرابطة الأولى في المنطقة بين مؤسسات التعليم العالي في مجال توطيد الصلات بالخريجين؛ مؤكدة على أن خريج الجامعة نماء الوطن. فيما جاءت أهدافها لتعزيز التواصل بين الجامعة ومخرجاتها، مشيرة إلى أن خريجي الجامعة جزء مهم منها، ويمكنهم المشاركة في الأنشطة والفعاليات داخلها وخارجها؛ بما يمنح الخريجين الفرصة لممارسة البرامج التي يحبونها حتى بعد التخرج. كما أن الجامعة تؤمن بولاء وانتماء خريجيها في إثرائها بما يعينها على تطوير برامجها. كما أن رابطة خريجي جامعة نزوى حالياً في فترتها الثالثة متطلعة لتقديم ما من شأنه تمكين خريج الجامعة ومساندة مركز التوجيه الوظيفي والتواصل مع الخريجين.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة