السنة 18 العدد 166
2023/03/01

لم يتوقف شغفها يوما ...

شخصية احتضنت أفق العلاقة بين طلب العلم ومرتبة الشرف

 


 

 

إشراقة: شخصية العدد



عفيه بنت عبدالله الدرعية، من قرية الغشيبة التابعة لولاية بهلاء، قرية تتميز بالطابع العماني التقليدي، سكّانها تجمعهم المحبة والألفة يشاركون بعضهم بعضا في الرخاء والشدة، متمسكون بعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة. نشأت الدرعية في أسرة مكونة من أحد عشر فردا يغمرها الحب والحنان، حريصون على بعضهم، يحثون بعضهم في طلب العلم والسعي له. اعتلت منصة التتويج ضمن مخرجات الدفعة الخامسة عشرة بجامعة نزوى للعام الأكاديمي 2023م، فكان تتويجاً لثمار جهدها في هذه المنصة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ضمن المكرّمين المتميّزيين دراسيًا. استحقت عفية أن تكون شخصية عدد إشراقة 166 الخاص بحفل التخرج؛ وذلك لما ستجدونه في إجابتها عن أسئلة حوارنا هذا بين أيديكم.

 

س/ ماذا عن مساركم التعليمي؟ كيف كان طريقه من المدرسة إلى الجامعة وصولا إلى منصة التخرّج؟

البدايات كانت صعبة جدا، فمنذ الصف الأولى حتى الصف الثالث التدريس كان مسائيا، إذ واجهنا صعوبة في ذلك من ناحية تحضير الدروس ومراجعتها وقصر الوقت، وغيرها من الظروف العصيبة مع ذلك اجتهدنا، ومن  بعدها -ولله الحمد- أبهج النور وانتقلنا  في الصف الرابع إلى التدريسي الصباحي وزانت الأحوال. هنا وجدنا متعة أكثر للعلم، توفر لدينا الوقت أصبحنا قادرين على تنظيم أوقاتنا اليومية، فوجدنا فرصة كافية لمراجعة الدروس، ومضينا في دراستنا حتى وصلنا إلى  المرحلة الحاسمة المرحلة الثانوية.  إذ هنا لابد من بذل المزيد من الجهد، فاجتهدنا حتى وصلنا إلى مبتغانا وهو دخول التخصص الذي طالما حلمت به دوما، الذي سيقودني للهدف المرجو، فتم قبولي في كلية العلوم الشرعية تخصص الدراسات الإسلامية، وبعد توفيق من الله تعالى تخرجت بمستوى عالي، وبعدها لم يتوقف شغف الدراسة، فلا زال الهدف المقصود لم يتحقق، فسعيت وبذلت له، إذ ولله الحمد تم قبولي في جامعة نزوى لدراسة دبلوم التأهيل التربوي، فبذلت جهدا عظيم حتى تم تتويج ثمار جهدي بمنصة التخرج بجامعة نزوى بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ولله الحمد من قبل وبعد، وما كان لي أن أصل إلى هذا التوفق وإلى هذه اللحظة رغم الظروف والضغوط الدراسية دون توفيق من الله والدعم من قبل جامعتي والأساتذة الافاضل، ولا أنسَ فضل أهلي وزميلاتي.  

 

س/ أطلعينا على تكوينكم البحثي والأكاديمي واهتماماتكم بهذين المجالين ونشاطاتكم فيهما؟

تنوعت اهتماماتي البحثية والأكاديمية في عدد من الفروع المختلفة، فوجدت نفسي تميل أكثر إلى المواضيع الدينية والتاريخية ومجال التدريس، فتطرقت إلى مواضيع عدة في المجال الديني والتاريخي، منها: المواريث، وعلوم القرآن، الفقه الإباضي، تاريخ الدولة البوسعيدية، وغيرها من المواضيع ذات العلاقة، ولحاجة المجتمع لبعض هذه المواضيع قدمنا على سبيل المثال في الجانب الديني المحاضرات ونشر المطويات وإلقاء الدروس وغير ذلك. أما بالنسبة لمجال التدريس فمن المواضيع التي تطرقت إليها استراتيجيات التدريس، أبرزها: التدريس المقلوب، إذ تم تطبيق الاستراتيجية ولاقت -ولله الحمد- قبولا ونجاحا.

 

س/ استرجعي معنا أبرز إنجازاتكم وبصماتكم وذكرياتكم التي حقتموها في جامعة نزوى طوال السنوات الماضية؟ وصفي لنا مشاعر هذه اللحظة المباركة؟

أنا كلي اعتزاز وفخر أن أكون من ضمن المنتسبين لجامعة نزوى العريقة، يكفي أن أقول إنجازاتي وبصمتي أنا منها ولها. ستبقى جامعة محفورا ذكرها وأثرها في أحشاء القلب، فيعجز اللسان عن وصف التعبير في مثل هذه اللحظات الجميلة. 

 

 

 

س/ أين يجد القارئ أبرز الإنجازات التي حققتها في حياتك العلمية؟ 

أبرزها: معلمة منتدبة لتدريس مادة التربية الإسلامية في إحدى المدارس الحكومية، وبإذن الله نحن الآن على مشارف التعين الرسمي لشغل وظيفة معلمة مادة التربية الإسلامية. كذلك من إنجازاتي الإشراف على دورة القارئ الصغير التي تم تنظيمها من قبل الأهالي. وعمل بعض الملخصات لمنهج التربية الإسلامية لبعض الصفوف الدراسية وتصميمها في أساليب تدريسية مناسبة لقدرات الطلبة. والدخول في بعض الدورات كدورات التجويد والفقه وغيرها، والمشاركة في معرض الفنون الإسلامية وكنت من أحد المنضمين له وغير ذلك.  

 

س/ ما رسالتك التي تستعينين بها في سبيل طلب العلم؟

رسالتي في سبيل طلب العلم الإخلاص والصبر، كذلك رسالتي عدم تحديد أي مرحلة معينة يقف عندها العلم بل الاعتماد على مبدأ التعلم المستمر وكذلك التواضع، فالله يرفع من شأن العبد المتواضع في الدنيا والآخرة.

 

س/ كيف تعاملتِ مع نقاط القوة ونقاط الضعف التي واجهتك دراسيا؟

نقاط القوة التي أتمتع بها هي الصبر، فالحياة مليئة بالتحديات والمواقف الصعبة، فقد واجهت الكثير من الصعاب في حياتي العلمية، فوجدت نفسي أمام هذه الصعاب عبدا صبورا -ولله الحمد- حتى نلت، فالإنسان المبتغى الذي يريده لن يأتيه على طبق من ذهب، بل لابد من الصبر والكفاح، وكذلك من نقاط قوتي المرونة، وكذلك من نقاط القوة التي ما زلت متمسكة بها حب الاستطلاع في مجال التخصص والتربية خصوصا، وفي بعض المجالات عموما كمجال التقنية والتاريخ.

أما بالنسبة لنقاط الضعف التي كانت لدي هي الخجل والخوف من الوقوف أمام الملأ، فقررت في قرارة نفسي لابد من المعالجة، إلى متى سأظل هكذا؟! فالله الحمد والمنة بدأت في مواجهة نقاط ضعفي من طريق تحفيزها للدخول في الجماعات الطلابية فتمكنت من ذلك، وكذلك المبادرة في شرح بعض الدروس، والانخراط في المجتمع بصورة أكبر وأفضل، والقراءة في مواضيع علاج الخوف والخجل وغير ذلك. 

 

س/ ما توجيهكم لطلبة العلم لاختيار الوسائل والطرق المناسبة لرفع المستوى الثقافي والأكاديمي نحو الأفضل؟

طبعا الوسائل وطرق التدريس بحد ذاتها لها دور كبير في رفع المستوى، فنصيحتي اختيار الوسيلة والطريقة المناسبتين اللتين تتفقا مع ميول ورغبات وقدرات الفرد، التي تسهل عليه الوصول إلى المعلومة بطريقة سلسة وميسرة، كما أنصح بالاطلاع على الوسائل والطرق الحديثة المناسبة والاستفادة من ذوي الخبرة. 

 

س/ ما أبرز المحطات التي طوّرتكِ؟ وما أثر جامعة نزوى في نمائكِ؟

كون نحن خضنا دراسة دبلوم التأهيل التربوي عن بعد، كانت أبرز المحطات التي طورتني هي التعلم عن طريق التقنية الحديثة بالطريقة التي انتهجتها جامعة نزوى، فكان لجامعة نزوى الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى في التعرف على برامج التقنية العديدة وكيفية التعامل معها وتطوير مهارتي في مجال التقنية، وكذلك منحتني شغف التعلم الذاتي، وكذلك لها دور كبير في زيادة التواصل الاجتماعي، وتنمية المعارف والمهارات المختلفة وغير ذلك الكثير مما قدمته لي جامعة نزوى، فمعروفها لا يعد ولا يحصى ... يعجز اللسان عن الكلام، فشكرا جامعة نزوى العريقة.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة