السنة 18 العدد 166
2023/03/01

مقتطفات من كلمة رئيس الجامعة في حفل التخرج

 


 

 

أ.د. أحمد بن خلفان الرواحي

رئيس الــجــامــعــة

 

في هذه اللحظات البهيجة، المُشرقةِ بالسٌعد والسرور، تنبض قلوب الخريجين بهجة وحبورا، فينبض معها الوطن من أقصاه إلى أقصاه حُبا وسرورا، ويفيض وديانا صافية رقراقة، يعم بها مباهج الخصِب أقواساً من نور، تعلو في سماء الوطن، تضيئ شموس الأمل بغد مشرق، يسهمون في صنعه، لتعلو بهم راية الوطن عالية في سماء المجد تعانق الجوزاء، فتزدان الجامعة بهاءً وإشراقا، يزيده حضوركم الجميل سمواً وألقاً.

 

إن جامعة نزوى تزداد مع الأيام بفضل الله وعطاءات أبنائها وبناتها رسوخاً وشموخاً، فتتجلى منارة سامقة بهية للعلم، مشرقة بالرشاد في سماء عُماننا الأبية، تصوغ للوطن وقائده المفدى لحن الوفاء بمؤشرات أداء رفيعة في فضاءات التعليم والتعلـّم والبحث العلمي والابتكار وخدمة المجتمع ومجالات الريادة والاستدامة، مسهمة بدور فاعل ومؤثر في تحقيق تطلعات الوطن ورؤية عُمان 2040م.

 

ونحمد الله إليكم على ما تم تحقيقه من إنجاز، تعزّز بحصول الجامعة على الاعتماد المؤسسي الكامل غير المشروط من الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، ومواصلتها مسيرة النماء بإحراز مراكز متقدمة في البحث العلمي والابتكار تكللت بتبوأها المركز العشرين في الاستشهادات البحثية وفقا لتصنيف QS ضمن الجامعات المتصدرة في الوطن العربي، وإحرازها الموقع الثاني محلياً في ذات التصنيف للسنة السادسة على التوالي. وهي بذلك تؤكد على مكانة برامجها العلمية، كما تؤكد على إسهامها الفاعل للارتقاء بمكانة السلطنة في المؤشر العالمي للبحث والابتكار بما يعّزز بناء اقتصاد المعرفة وصنع الاقتصاد الوطني.



إنها على العهد ماضية كلمة طيبة، تبني العقول، وتصوغ القلوب وتسمو بالأرواح رُشدا وهدى لتسهم في بناء الإنسان أعظم ثروات الوطن وأس تقدمه وعلوه ونجاحه.

 

إنّ أعظم ثروات الأمم ليس ما أودعه الخالق في بطن الأرض من معادن وموارد، ولا ما ألقى به البحر أو أفاضته اليابسة من خيرات، بل إن الإنسان في فرده ومجموعه هو الثروة الأعظم على الإطلاق. وهي ثروة متجددة نابضة بالحياة والنماء وتزداد قوة ومضاء وعطاء وفقا لرصيدها من القيم والمهارات والمعارف والخبرات. وعليه فإن حُسن استفادة الأمم من ثرواتها الأخرى إنما يعتمد على رصيدها وكفاءة ثروتها الأولى من البشر المسلحين بالعلم، المتمكنين من أدوات البحث والتطوير. وإدراكا وإسهاما من الجامعة لتحقيق ذلك فقد أخذت على عاتقها تمكين طلبتها من بناء قدراتهم لفهم أفضل لكل ما حولهم من موارد وطاقات؛ بل لبعث طاقاتهم الكامنة وقدراتهم المغمورة لتخرج للعالمين: ممكنات تنير الدروب وتصوغ الحلول وتسهم في صُنع مستقبل عامر بالأمل مشرق بالإنجاز.

 

إنّ بحر الثورة الصناعية الرابعة أضحى ينضح بساحتنا، وليس لنا من مناص إلا حُسن التفاعل الإيجابي مع معطياتها وحُسن توجيه الاستفادة منها، وهي -وإن كانت ملأ بالتحديات- إلا أن الفرص والمنح تنجب من بطن التحديات، وجدير بكم وقد مُكنتم من نواصي المعرفة وتسلحتم بكثير من القيم والمهارات الأساسية أن تسخّروا ذلك لبلوغ تلك الرؤى والآمال. وأن تجعلوا من مهارات التعلم وإعادة التعلم والتعلم مدى الحياة منهج حياة تواجهون به متطلبات المستقبل الحافلة بكل ذلك.

 

إنني إذ أزف التهاني العطرة للخريجين والخريجات وأسرهم لأدعو الله العلي القدير لهم بالتوفيق والسداد وأعوام حافلة بالعطاء وخدمة الوطن والإنسانية جمعاء. كما لا يسعني إلا أن أسجـّل عظيم الشكر والامتنان لمعالي الدكتور خلفان بن سعيد بن مبارك الشعيلي الموقـر على تفضّـله برعاية هذا الحفل. والشكر موصول لأصحاب المعالي والمكرمين والمكرمات وأصحاب السعادة وأصحاب الفضيلة والمشايخ الأجلاء وأولياء أمور الطلبة والطالبات والحضور الكريم على مشاركتهم لنا ولأبنائهم الخريجين والخريجات هذا الحدث البهيج. كما لا يفوتني أن أسجل عظيم الامتنان لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار الموقرة ولوزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم ووزارة العمل، وشرطة عمان السلطانية وسائر الأجهزة الأمنية وجميع المؤسسات الحكومية والخاصة ووسائل الإعلام ولمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي حول العالم الداعمة لنا، على تفاعلهم الإيجابي وتعاونهم المساند معنا في إنجاح مسيرة هذا الصرح التنموي المثمر بالخير.

إرسال تعليق عن هذه المقالة