السنة 18 العدد 165
2023/03/01

حُب الاستطلاع والتدوين في ظلال موهبة القراءة

 


 

 

إشراقة: موهبة العدد

 

الموهبة والطموح وجهان لعملة واحدة يلمعان بالعمل الجاد والجهد الدؤوب، بيد أنهما بحاجة ماسة إلى أرض صحية خصبة تعتني بذلك الطريق المليء بالعقبات والتحديات. ولا شك أن البيئة الجامعية تعطي فرصة للتطور والتعلّم قد لا تتوفر في مكان آخر؛ كونها متعددة التخصصات والمجالات ذات الصلة بالفائدة العمومية والخاصة.

 

شُـروق بنت خميس القاسمية وجدت معالم تقدم موهبتها في صرح جامعة نزوى، طالبة في عامها الأول. تهوى الكتابة ومطالعة النصوص، مُحبة للقراءة ... تقيّم وضعها أنها الآن ما زالت في أول طريق يشقّ مآرب الأدب وفنونه. اكتشفت موهبتها في عشق القراءة من طريق حُب الاستطلاع بشكل مستمر، وكتابة الجمل والعبارات التي لا تتعدى العشر كلمات.

 

يدًا بيد

تتذكر القاسمية معلمتها في المدرسة، التي رأت مُدونتها عندما كانت تكتب ما استفادت منه من قراءاتها المتنوعة؛ فقد شجعتها شيئًا فشيئاً لتصل بها إلى حافز دفعها إلى الأمام؛ وذلك على غرار الدعم الذي تتلقاه من أسرتها باستمرار. واليوم تنشر بعضا من كتاباتها في موقع التواصل الاجتماعي لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة من القرّاء؛ لعله يفتح لها أبوابًا أكبر. إلّا أنّ اعتمادها على ذاتها، وعدم مقارنة نفسها بغيرها كان له تأثير كبير، كما أن لها أسرة أحاطتها بالدفء، فقد شاطرتها الأفراح والأتراح في مختلف مراحلها العمرية.

 

 

 

 

متنفس

في حين، تصف شُروق الشعر والكتابة كأنهُما ضوءٌ يوقظ الحياة، وكم من بيتٍ عذبٍ قرأته محى ذلك التعب الذي أثقل كاهِلها. وفي حقيقة الأمر هي لا تكتبُ الشعر بل تحب الاستماع إليه، ولكن تكتب النصوص الأدبية النثرية. فالكتابة أجمل من أي شيء لديها؛ إذ تعدها كأنْ تنزع كل ما في داخلك وتدونه في ورقة؛ فذلك أجدر من أن تكتمه في داخلك ... فهي بحدِ ذاتها مُتنفس ليسَ بعدهُ متنفس، فهي طوق نجاة من الغرق في خضمِّ صِعاب الحياة.

 

اغتنمها

إنّ أعظم دافع لدى شروق القاسمية لصقل المواهب الشابة وتعزيزها ورعايتها، تلك التجربة التي تقود الفرد في مجتمعه للخروج من قوقعته التي تحتضنه، لتنزل به في ميادين المشاركة والمُبادرة في الأنشطة الحيوية والفعاليات، إذ إنّ المشاركة توقظ حُلما كان مدفونا بين عدم الدراية والإهمال؛ كي لا يبقى الإنسان الموهوب قابعا في مكانه؛ ولكن عليه المضيُّ قُدما نحو هدفه وطموحه وموهبته؛ فمحطات الحياة قد لا يمرّ عليها قطار العمر إلا مرة واحدة.

 

غيض من فيض

لشروق مشاركات في مبادرات كتابية عدة، أبرزها: "مبادرة همم للكاتبات" في نسختها الأولى والثانية، التي حصلت فيها على شهادة تقدير، كما أنّ لها مشاركات أخرى في فعاليات تُعنى بالقراءة والكتابة قدّمها روائيون، وحضور جلسات أدبية في مقهى الأدب ... هذا غيض من فيض تسعى من طريقه للوصول إلى محافل وطنية تشجّع على القراءة والكتابة اللذين هما أساس العلم والعمل ونماء الإنسان والبنيان وعمارة الأرض.

 

أحبّ ما لاقيت ...

هناك محطات بارزة طوّرت موهبة شروق القاسمية في القراءة والتدوين، ولكنْ يبدو أنّ أثر جامعة نزوى في نماء موهبتها أشد حفرا، فمنذُ التحاقها بالجامعة سجلت في نادي فحوى للقراءة، إذ كانت ترى الكثير مما ينشر عن هذا النادي في مواقع التواصل الاجتماعي، فدفعها هذا للانضمام عضوة فيه بحماس كبير. اليوم تقضي في رحابه بين أوراقه ومكتبته وأقلامه أوقات الفراغ لترتشف من معينه الذي لا ينضب؛ بل قدّموه في ملتقيات معرفية ومناشط ثقافية مجتمعية عديدة، فكانوا سفراء الجامعة في التوعية بأهمية القراءة.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة