رئيس اللجنة المشاركة لركن جامعة نزوى في معرض مسقط الدولي للكتاب:
إنتاجنا في الدراسات الإنسانية وتاريخ عُمان وثقافتها وأدب الطفل
تطلعات المجتمع الثقافي تحدٍ لصناعة النشر العلمي للجامعة
نواكب الإصدارين الورقي والرقمي، وتخضع للتحكيم قبل النشر
نجاحنا المحلي سيقودنا إلى المشاركة دوليا
دائرة الإعلام والتسويق
تواصل جامعة نزوى مشاركتها في فعاليات الدورة الـ 27 لمعرض مسقط الدولي للكتاب 2023م، الذي يُقام في الفترة من 22 فبراير إلى 4 مارس بمشاركة 32 دولة. وتشارك الجامعة ممثلة في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية؛ وذلك لعرض الإنتاج الفكري وصناعتي الثقافة والنشر في الجامعة، وتعزيز أواصر التعاون وتبادل الخبرات العلمية والعملية، والتعريف بالتحديثات والتطوير المستمر الحاصل في الجامعة في مختلف المجالات والفنون البحثية والأدبية والأكاديمية.
وقد أكد الدكتور سليمان بن سالم الحسيني، القائم بأعمال مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية ورئيس اللجنة المشاركة لركن جامعة نزوى في معرض مسقط الدولي للكتاب 2023م، أهمية هذا الحدث الثقافي -واحدا من أبرز معارض الكتاب العربية- الذي يجذب الجامعة للمشاركة وإبراز المبدعين من المؤلفين والكتّاب في مثل هذا المحفل الدولي.
وقال الدكتور الحسيني عن تقييمه لحضور جامعة نزوى في معرض مسقط الدولي للكتاب في السنوات الماضية وهذا العام، وتلبية تطلعات المجتمع الثقافي: "المشاركة جيدة بشكل عام، وتطلعات المجتمع الثقافي لا تقف عند حد، وهذا جانب شكّل تحدٍ لمركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية؛ لكن المركز يسير وفق خطة معينة ويستهدف فئة معينة بإصداراته. كما أنّ المركز ليس دارا لنشر الكتب العامة، إنما نشر الكتب المعرفية المحكمة ذات المواضيع المرتبطة بتخصصاته في الدراسات الإنسانية وتاريخ عُمان وثقافتها، وكذلك أدب الطفل. هذا العام توجهنا إلى ذوي الإعاقات السمعية والبصرية، ولدينا منتج في هذا الشأن وسنقيم له فعالية مصاحبة للمعرض بمشيئة الله".
كما يُلاحظ بعض النقاد في الوسط الثقافي حضور كتب الروايات بشكلها العام، وكتب التنمية البشرية وتطوير الذات بشكل لافت في المعرض مع كل مرة يُنظم فيها معرض الكتاب، يشير الدكتور سليمان إلى أسباب ذلك، وتوجه جامعة نزوى تجاه هذا بقوله: "لعله بسبب طلب شريحة كبيرة من زوار المعرض للروايات وكتب التنمية البشرية وتطوير الذات. وتوجه جامعة نزوى في هذا الشأن السير وفق الخطة الاستراتيجية والتشغيلية للمركز؛ أي النشر في المجالات المخصصة له، وهي الدراسات الإنسانية وتاريخ عُمان وثقافتها".
يرى بعض القراء أن التقدم الرقمي أثّر سلبًا على عدد زوار معارض الكتاب بشكل عام والمكتبات؛ إذ أصبح بالإمكان اقتناء أي كتاب بنسخة رقمية. سألنا الدكتور سليمان عن تعامل جامعة نزوى مع هذه الرؤية، فأجاب: "الجامعة ممثلة في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية تلبي احتياجات الجانبين: لدينا إصدار ورقي وأيضًا إصدار رقمي. مجلة الخليل على سبيل المثال تحولت إلى الإصدار الرقمي، ويوجد في صفحة المركز عدد من الإصدارات السابقة التي حولناها إلى صيغة PDF وهي متاحة للجمهور، ولدينا توجّه لتحويل قصص الأطفال إلى نسخ رقمية متاحة عبر الموقع الرقمي للمركز".
إنّ الإنتاج الأدبي والعلمي يستلزم وجود شروط محددة وواضحة في المنتج حتى يتم نشره في دار نشر معينة. وقد وضع مركز الخليل وضع معايير واضحة للنشر، موجودة في موقعه الرقمي، ويشير الحسيني إلى أنه يمكن الاطلاع عليها في هذا الرابط:
https://www.unizwa.edu.om/content_files/02480-6144.pdf وقد صدرت في مطوية موجودة في مقر المركز بجامعة نزوى. أما عن الشروط والمعايير التي يحددها مركز الخليل لطباعة الكتاب ونشرها، خاصةً أننا نرى في بعض الأحيان كتبا ذات قيمة معرفية وعلمية قليلة؛ على سبيل المثال لا الحصر، سطر واحد يأخذ حيز صفحة كاملة، ومضمون لا يرقى أن يكون في كتاب، بل قد يكون في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيقول في ذلك: "تخضع الكتب قبل نشرها للتحكيم؛ إذ تعرض على محكم مختص، وفي حال جاءت التوصية بعدم صلاحيتها للنشر فإن المركز لا ينشرها".
ويناقش رئيس اللجنة المشاركة لركن جامعة نزوى في المعرض قضية الأهمية التي يمثلها وجود رقابة على دور النشر المشاركة في معرض مسقط الدولي للكتاب إذا ما كان من الأفضل منح الحرية لهذه الدور بعرض ما تراه مناسبًا دون وضع قيود رقابية، يقول: "لا بد من إيجاد نوع من الرقابة؛ لكني لست مع تشديد الخناق على دور النشر والتضييق على الناشر والمؤلف في هذا الشأن، المجال الإبداعي يجب أن تكون فيه مساحة واسعة للحرية لكن دون الخروج عن الحدود إلى المحذور. ويجب أن أشير إلى أنني لامست تغييرًا في معرض مسقط الدولي للكتاب 2023م، في فعالياته وأحداثه الثقافية في النسخة الحالية عن السنوات الماضية ... كلٌّ في مجاله واختصاصه".
وضع تعريف للمثقف أمر شائك تداخل بين الأحقية والتصنّع، إذ نجد ذكر هذا المصطلح مع كل من نشر كتابًا بغض النظر عن مضمونه، ويرى الدكتور الحسيني أن هذا المفهوم فيه شيء من العمومية، ويمكن أن ينطبق على شريحة كبيرة من الناس لكن بمستويات متفاوتة، يقول: "لست مع احتكاره على فئة دون أخرى. فالعلم درجات ويؤتي الله علمه من يشاء وبقدر ما يشاء. كما يقول بعضهم إن نشر كتاب معين أصبح وسيلة لتحقيق الشهرة، وليس هدفًا ساميًا لنشر العلم والمعرفة، لكن يجب أن ندرك أن الشهرة متحصلة في جميع الأحوال، لكن الشهرة الحسنة تأتي من النشر المفيد والمجيد، والشهرة السيئة تأتي من نشر الغث".
ويختم حديثه بمطالعة الآفاق التي تفتحها المشاركة في المعارض المحلية مستقبلا على المؤسسات والأفراد في التوجه الدولي، مؤكدا على أنّ دور النشر التي تحقق النجاح في المشاركات المحلية سيقودها نجاحها المحلي إلى المشاركة الناجحة دوليا.