فاعلية استراتيجية التعلم المقلوب في منهج التربية الإسلامية
كهلان بن سالم الهنائي
إن واقعنا المعاصر يحتاج إلى مزيد من الاختراعات والتطورات مع تقدم التكنولوجيا الذي يشهده العالم الآن، والعلم هو أساس هذا التقدم، فنجد أن كل يوم يزداد فيه العلم يؤثر طرديا على زيادة التطور في التكنولوجيا وتكثر الاختراعات والابتكارات، وأيضا عندما يتطور العلم لابد أن يتبعه تطورات من ناحية الاستراتيجيات في التعلم وطرق وأساليب تعلم جديدة، ومن ضمن الاستراتيجيات التي ظهرت حديثا استراتيجية التعلم المقلوب.
استراتيجية التعلم المقلوب أو كما أطلق عليه بعضهم التعلم المعكوس قال عنه ستون : "استخدام أدوات تسجيل الفيديو لتسجيل الصوت والصورة للمحاضرات، وجعلها متاحة للمتعلمين بوقت كاف قبل الحضور للمحاضرة الرسمية " (Stone, 2012, 1)وغيره العديد من التعريفات، وكلها تتفق في المعنى وتختلف في اللفظ، وبناء على ما ذكر يمكن القول إن التعلم المقلوب عبارة عن إحدى الاستراتيجيات التدريسية المتبعة في التعلم الحاضر، يستخدمها المعلم كي يساعد الطالب على التعلم بشكل أفضل والاعتماد على ذاته. وتكون مهمة المعلم التوجيه والإعانة على شرح النقاط غير المفهومه، وعمل تدريبات وأنشطة للطلبة، تكون كالآتي: أولا يقوم الطالب بدراسة المادة العلمية خارج الصف عبر برنامج الويب المعد من قبل المعلم، وبعد ذلك تأتي مرحلة في الصف الدراسي بعد أن يأتي الطالب وقد شاهد الدرس عبر برنامج الويب فيشرح المعلم النقاط غير المفهومه لدى الطلبة، ويعد الأنشطة والتدريبات.
وأظهرت العديد من الدراسات فاعلية التعلم المقلوب وأهميته في تنمية عمليتي التعلم والتعليم لدى الطلبة في جميع المراحل الدراسية وفي جميع المناهج، من ضمنها منهج التربية الإسلامية؛ فمثلا أجرت الدكتورة ثرياء الشبيبية من جامعة السلطان قابوس دراسة في أثر استخدام استراتيجية الصف المقلوب في المشاركة الصفية للطالبات في مادة التربية الإسلامية بمختلف مستويات الدراسية، وكانت الدراسة في موضوع الدرس (التلاوة، والتجويد، وشروط الحج)، وأجريت الدراسة لعينة مقدارها 137 طالبة، وتوصلت الدراسة إلى وجود نتائج من أهمها وجود فرق كبير وتغير ملحوظ في تحسن مستوى المشاركة الصفية للطالبات، تعزى إلى طريقتي التدريس والتحصيل الدراسي (الشبيبية، 2021، 671-672).
ونستخلص مما ذكرناه أن مع التطور الحالي في الحياة وما يواكبه من تطور كبير وواسع في التكنولوجيا، فنحن بحاجة كبيرة إلى استراتيجيات فاعلة للعملية التعليمية، ومتنوعه بتنوع نمط الحياة، وتكون هذه الاستراتيجيات مرتبطة بالتكنولوجيا؛ لأن واقع الحياة الآن يفرض علينا استعمال التكنولوجيا في شتى المجالات، إذ أصبح الآن من لا يجيد استعمال التكنولوجيا أميّا؛ لذا نقول إن استراتيجية التعلم المقلوب أو المعكوس مهمة جدا في واقعنا المعاصر، بل تعد من الاستراتيجيات المهمة والناجحة في العملية التعليمية؛ لذا فهي تسهل على المعلم من جهة الشرح واستثمار وقت الحصة للأنشطة والتدريبات، وتسهل على الطالب كيفية فهم الدروس، وفي حال عدم الفهم بإمكانه أن يعيد مشاهدة الفيديو أكثر من مرة. وأيضا تسهل عليه مناقشة معلمه في وقت الحصة بفاعلية مريحة؛ كونها للمناقشة والأنشطة فقط؛ لذا أرى أن بإمكاننا استخدام هذه الاستراتيجية بفاعلية كبيرة في أغلب دروس منهج التربية الإسلامية إن لم تكن جميعها.
المراجع:
*Stone, B. B. (2012). Flip Your Classroom to Increase Active Learning and Student Engagement. Paper presented at the 1th Annual Conference on Distance Teaching & Learning. Madison, Wisconsin.
* الشيبانية، ثرياء بنت سليمان بن حمد، 2021، أثر استخدام استراتيجية الصف المقلوب في المشاركة الصفية للطالبات في مادة التربية الإسلامية في ضوء تحصيلهن الدراسي، مجلة جامعة النجاح للأبحاث، فلسطين، المجلد 35، العدد 5، ص671-672.