موهبة بلا حدود … وعدسة تستشرف الإبداع
إشراقة: موهبة العدد
هل ينطبق على جميع المواهب في مختلف المجالات حاجة الموهوب إلى الدراسة والتعلّم لصقل مهاراته وقدراته؟ أم أن المواهب تُعزز فقط بالممارسة الذاتية؟ أهذه القاعدة تُلحق بمواهب التصوير الضوئي … هذا المجال الذي يشهد تزايدا لمحبيه بشكل كبير جدا دون انقطاع؛ بل أصبح موضة يرتديها الكثيرون، غير أنّ إتقان هذا الفن له أصوله وأساسيات وقواعده التي تنقل المصور المبتدئ إلى مصاف المحترفين الذين يُعتمد عليهم في كبرى المناسبات؛ ليصنعوا من أسمائهم ثروة لا تنضب.
في ضيافة موهبة العدد من إشراقة 164 الزهراء بنت علي الرواحية، طالبة في كلية الهندسة والعمارة قسم هندسة التصميم الداخلي والديكور بجامعة نزوى. بدأت في ممارسة موهبة التصوير باستعمال عدسة الهاتف النقّال؛ وذلك بعد تخرجها من المرحلة الثانوية وبدايتها في الدراسة الجامعية. تحب توثيق جميع اللحظات؛ سواء أكُانت تحتفظ بها لنفسها أم لنشرها يوميات في برنامج التواصل الاجتماعي "السناب شات". تلقّت دعما وتشجيعا من أسرتها وأصدقائها؛ مما دفعها -بفضل الله- للتطوّر نحو الأفضل، بالإضافة إلى اهتمامها بالمشاركة في نشاط التصوير الضوئي بالجامعة.
أمنيات!
أحبّت الرواحية التصوير -على حد وصفها- لأنه عبارة عن نقل التقاطة معينة أو مشاعر مُختلفة وإلهام المتلقي وتغذية بصره؛ لذا وضعت أهدافا لها قادمة تطمح للوصول إليها وتحقيقها؛ إذ تتمثل في تغطية مجموعة أكبر وأوسع من المنتجات أو المواد أو المشاريع ذات السمعة الطيبة، والمشاركة في مسابقات مختلفة المستوى سواء في سلطنة عُمان أم خارجها ومناسبات أخرى متعددة الأغراض، وتتمنى أيضًا أنّ تكون ضِمن قائمة المصورين في مراتب التصنيف العُليا. وتطمح أيضًا إلى تطوير أدواتها التقنية في التصوير بالكاميرا الاحترافية؛ لما فيها من مميزات عديدة.
لمسة وبصمة
الشباب ثروة الوطن وبهم تنهض الأمم، فيمكن صقل مواهبهم وتعزيزها من طريق الورش التدريبية والدورات في هذا المجال؛ ومعرفة نقاط القوة والضعف وتعديل الأخطاء، ووضع مسابقات وجوائز تشجيعية لهم. ومجال التصوير الضوئي بحاجة ماسة إلى هذه الحوافز وغيرها، أيضًا يُمكن عرض صور المبدعين في معارض التصوير. وعلى غرار ذلك، تتجه الزهراء إلى مطالعة كُل ما هو جديد في مجال التصوير الضوئي؛ كي تواكب التميّز والتجديد؛ لذا كانت لها بصمة في العديد من الأحداث، فقد شاركت في مسابقات وفعاليات الجامعة باستمرار، مثل: الموسم الثقافي والعيد الوطني وحفل التخرج ومناسبات أخرى، بل استثمرت هذه الفرص المميزة لتنمية موهبتها بالاحتكاك بِالمبدعين والممارسين … وهنا بين سطور الموضوع يجد القارئ بعضا من التِقاطاتها المميزة التي وثّقتها في مناسبات مختلفة.
أبعاد مميزة
ترى الرواحية أن مواقع التواصل الاجتماعي تُسهم في هذا الوقت في تعزيز قيمة المصوّر؛ وذلك بنشر صوره وعرض موهبته على نطاق واسع من الجماهير؛ إذ تُعينه على متابعة المصورين المحترفين لِتغذية بصره، والوصول بإنتاجه بين فئات مختلفة؛ لعلها تجد ما يفتح لها أفقا وأبعادا مميزة. كما أنها تفضّل أنّ يكون لكل مصوّر حساب في برنامج الانستجرام؛ لينشر جديد تصويره؛ إذ يساعده هذا كثيرا على نشر موهبته والتسويق لقدراته ومهاراته للحصول على فرص متعددة لِلممارسة. تقول الزهراء: "جامعة نزوى تهتم دائمًا بالمواهب؛ وذلك بتشجيعهم للمشاركة في الأنشطة والفعاليات والمسابقات، ودعمهم بِتوفير البيئة الصحية للممارسة، وهذا ما يُحفز الطلبة لِتمنية مهاراتهم. أيضًا أتاح تنوّع الورش والدورات المقدمة من أشخاص ذوي خبرات في مجال التصوير الضوئي للحصول على قدر وفير من الأساسيات والمهارات اللازمة".
استثمر الفرص
تعد الرواحية التصوير فنا وتطبيقا وممارسة، وإن كانت البداية بسيطة، إلا أنّ مع الاستمرار والشغف سيصبح المصوّر شيئًا كبيرًا ذات يوم، فقط عليه أن يثِق بالله وبنفسه. كما لم تبخل موهبتنا في هذا العدد على قرائنا بتقديم مجموعة من النصائح المهمة، تقول: "اتجه إلى تغذية بصرك بصور جميلة، أُنظر إلى التكوين، تناسق الألوان، الخلفية، الإضاءة وما فيها من ملامح … جدد أفكارك وابتكر أفكارا جديدة لتتميز بتصويرك، شارك في دورات أو ورش لِمعرفة الأساسيات والأخطاء الشائعة في التصوير، استثمر الفرص، فَفي جامعة نزوى غالبًا ما تُقام ورش تصوير من جماعة التصوير الضوئي أو جماعة الصحافة والإعلام وغيرها من الأحداث ذات الصلة".