في رحاب جامعة نزوى
قصيدة ألقاها الشيخ الأديب الأريب الشاعر هلال بن سالم السيابي في احتفاء جامعة نزوى بتكريمه في اليوم العالمي للغة العربية 2022م.
شعر: هلال السيابي
١ هذي المعالم، لا جيد ولا شنب
مهوى الفؤاد، ولا جفن ولا هدب !
٢ أزورها وضحاها مِن هَوىً أنُفٌ
وانثني ودجاها من هَوىً يَجِب
٣ متَيٌم بهواكِ، لا أسِرٌ به
نزوى، وإن ساوَرتني الخُرَّدُ العُرُب !!
٤ راعت فؤاديَ أجيادٌ مُحجَّلَةٌ
بلابتيكِ، وأغرت قلبيَ الشُّهب !
٥ كم أرَّقَتنيَ من عينيكِ ناعسةً
وكم رمتنيَ من أهدابِك القُضُب
٦ أظلُّ أرمقُها، والليلُ يرمُقُني،
وبي من الوجدِ ما تخذو له الركب!
٧ أرنو وأرقبُ ما تُملي ضفائرُها
وما تبوحُ به الأحجالُ واللُبَب
٨ حتى تبلَّجَ عن فجرٍ مُقبَّلُها
وآذنتني بأنَّ الوعدَ يَقترِب !!
٩ ولاحَ من بارقِ الخدينِ مُؤتلِقًا
زهوُ الجلالِ يُفدِّي ركبَه الحَسَب !!
<<>>
١٠ بيني وبينكِ يا أمَّ الذُّرى غَزَلٌ
لم تُبلِ جِدَّتَه الأيامُ والحِقَب
١١ ولم تَرَعهُ الليالي في تَقلُّبِها
وهل تَروعُ سماواتِ الهوى النُّوَب !
١٢ ياليتَ شعري وقلبي منكِ في وَلَعٍ
بالشُّهبِ تُشرِقُ أو بالنورِ يَلتَهِب
١٣ فما اصطبى مُهجتي جَفنٌ ولا حَوَرٌ
إلَّاكِ نزوى، ولا عينٌ ولا ضرَب !!
١٤ فأنت أعني إذا قَفَّيتُ قافيتي
وإنْ به طالَ جيدٌ، وانتخى هُدُب !!
١٦ أجلْ، فأنتِ ابنةُ التاريخِ، ما لكِ من
نِدٌّ يُعدُّ إذا ما مُحِّصَ الحسَب !!
١٧ نارت بأمجادِك الأيامُ وائتلقت
وازيَّنت بِسنا تاريخِكِ الهضب !!
١٨ وراقبَتكِ الليالي وهي مُصغيةٌ
فَراعَ إصغاءها من نحوكِ الصٌَخَب !
١٩ عِلمٌ كما شاءه موسى وصاحبُه
نَهرًا، له باللدنيات منتسب !
٢٠ وساحَةٌ ما شأتها قطُّ حاضرةٌ
أو جازَ مضمارَها في الأرضِ مُضطَرَب !!
٢١ سالَ البيانُ بِها ريَّانَ ليس له
إلا السماءَ حدودٌ والهدى أرَب
٢٢ أفقٌ مباركةٌ أركانُ عزَّتِه
ضاحٍ له بأساطينِ السٌَما نَسَب
٢٣ وأرضُ عزٍّ لها من يومِ مَنبتِها
- لدى الفخارِ- بفردوسِ العلا سَبَب!!
<<>>
٢٤ نزوى أتيتُكِ، والأقمارُ تَحسدُني
وتَصطبيني على آفاقِكِ الشُّهُب !!
٢٤ وفي الفؤادِ رسيسٌ للهوى، وأسى
واري الزِّنادِ، و نبض بالحشا يَجِب !
٢٥ وبين أضلعيَ الحرَّى أخو ولَعٍ
بحاجبيكِ، و لكنْ دونَه الحُجُب !
٢٦ بالأمسِ كحَّلتُ من عينيكِ قافيتي
واليومَ تسمو على علياكِ بي الرُّتَب
٢٧ أصاحبُ الحِقبَ الغراءَ مُزدَهِيًا
بجانبيكِ، فتُغريني بكِ الحَقُب !
٢٨ وألمسُ المجدَ مَزهُوًا بِفاتنةٍ
من دونِ مفرقِها الـمُرجانُ والذهب !
٢٩ فلست أدري لَعمرُ اللهِ من خَطَرٍ
أكنتُ بالسحبِ أم من دونيَ السحب !!
<<>>
٣٠ نزوى إذا ما العُلا نادت لمفتخرٍ
فأنتِ أُمٌّ لهاتيكِ العُلا وأب !
٣١ أليسَ منكِ ومن أسيافِكِ انطلقت
عُمانُ تكتبُ للدنيا وتَحتسِب !!
٣٢ حتى سَمتْ بكِ عن هذا الثَّـرى قِمَمٌ
و المجدُ يَشهدُ والتَّاريخُ يَنتصِب
٣٣ و خيَّمَ العلمُ مَزهُوًا بمعقَلِه
على ضِفافِكِ لا يثنيه مُضطرب
٣٤ حتى كأنَّ له في ضفَّتَيكِ هوى
فلا يبارِحُ إلا ريثَ يَنقَلِب
٣٥ و لا يروحُ وإن زُمَّت ركائبُه
إلا إليك، فسبحانَ الذي يهَب !!
٣٦ تَحدَّر المجدُ من واديكِ مُنبلِجًا
كالبحرِ إن فاضَ أو كالسَّيلِ ينسَكِب
٣٧ ونوَّرَت جانبيهِ كلُّ ساطعةٍ
من الكواكبِ، لا مَينٌ ولا كَذِب !!
<<>>
٣٨ هنا هنا كَتَبَ التاريخُ قصَّتَه
فما تقولُ القوافي الغرُّ والأدب !!
٣٩ تقاذفتكِ النُّجومُ الزُّهر من يَمنٍ
ومن معَدٍّ ، وصانَ البَيضةَ اليلب !!
٤٠ ونازلت "يَحمدٌ" عنك العدى أبدًا
ودوَّخت "يَعربٌ "من جاءها يَثِب
٤١ و" آلُ أحمدَ" قالوها مُجلجلةً :
إنا إلى تِلكُمِ الأمجادِ ننتَسِب !!
٤٢ مازالَ تاريخُكِ الوضاءُ مُؤتلقًا
كالتبرِ يُشرقُ إمَّا مسَّه اللهب !!
<<>>
٤٣ تَحيَّةُ اللهِ يا نزوى ورحمتُه
عليك ما هَطَلت في روضِك السُّحُب !!
٤٤ عفواً أتيتُكِ استجدي القريضَ فما
لديَّ منه سوى ما أبقتِ النُّوَب !
٤٥ لم يتركِ الدهرُ منه غيرَ آسِنِهِ
وآسنُ الماءِ تجفو وردَه النُّجُب !!
٤٦ ياليتَ تلك الدراري الزهرَ مُلكُ يدي
نزوى، فأنظمُها عِقدًا وأنتخِب
<<>>
٤٧ أيهاً بني العلمِ يا فُرسانَ حَلبتِه
ومن بهم شُدَّتِ الأركانُ والطُّنُب !!
٤٨ ومن همُ أنجمُ الدنيا وزينتُها
ومن لهم كَشفت عن سرِّها الحُجُب !
٤٩ طوَّقتُمُ عُنُقي منكم بِطَوقِ ثَنًا
الدُّر من دونِه إن قِيسَ والذَّهب !!
٥٠ فما بياني وما شكري وما أدبي
وهل يوفِّي بقدرِ الأنجمِ الأدب!
٥٠ فإن وقفتُ فخورًا بينكم فأنا
بكم أفاخرُ، مَن للفخرِ يَنتَدِب !!
٥١ قد ظَلَّلتنيَ منكم رايةٌ شَمخت
وبيرقٌ من سناكم هزَّه الطَّرب
٥٢ فليس يَنهضُ شُكري، أو يفي أدبي
بحقِّكُم، فليُوفِّ اللهُ ما يَجِب !!
٥٣ هذي الصروحُ العوالي أيُّ شاهدةٍ
على عزائمِكم إن لم تَفِ الكتُب
٥٤ أقمتمُوها لصرحِ الضَّادِ شامخةً
يَزينُها العِتقُ والتجديدُ والنَسَب
٥٥ وشِدتُموها مناراتٍ مقدَّسةً
الأفق هامٌ لها والدينُ والحَسب !!
٥٦ إرثٌ من الخالدين الشُّمِّ غابرُه
عالٍ، وحاضرُه للمجدِ يَنتسِب
٥٧ فبوركت مِن خُطًى وثَّابةٍ كَرُمَت
على هُداها سيحمي البيضةَ العقب !!
٥٨ واللهُ يحفظُ منكم فِتيةً نذرت
أنفاسَها للعُلى، وليربحِ الطَّلب !
٢٤ جمادى الأولى ١٤٤٤هج
١٨ ديسمبر ٢٠٢٢م