وما بينهما … أفلا يبصرون
ماجدة الرحبية
محاضر تخصص تصميم أزياء
تدور فكرة اللوحتين في آيتين من آيات الله، فيهما من الإلهام الكثير للإنسان لفرط جمال سحرهما وما تعتري السماء من تغيرات، وما تبعثهُ هذه التغيرات في نفس المخلوقات، وما تثيرهُ ألوان السماء من خلجات.
إن الشروق والغروب يدلّان على تعاقب الليل والنهار، أو تعاقب الأيام والسنوات، وفي هذا العمل أدعو المتلقي للتفكّر في هاتين الآيتين وما بينهما من أوقات، والتّأمل في تلك الحياة التي يعيشها أو كيف يقضي يومه بين شروق وغروب، كما أنَّ لِهاتين اللوحتين أبعادا فلسفية توحي بالتضاد المُكمل لبعضهما.
عندما تأمّلت في ألوان السماء في وقْتي الشروق والغروب، تبادر إلى ذهني سؤال عن السر في تغير لون السماء؟ وبعد البحث والاستطلاع في الدراسات العلمية، قرأت أن سبب تلوّن السماء يعود إلى ظاهرة طبيعية تُسمى: تشتت الضوء (scattering)؛ أي أنَّ هناك جزيئات تكون عالقة في الهواء تعترض أشعة الشمس؛ لذا تؤثر على الأطوال الموجية للألوان.
والفرق بين ألوان الشروق والغروب يعود إلى أن الغلاف الجوي يكون في النهار مملوءاً بالغازاتِ والجزيئات المُتطايرة جراء عمل الناس طول النهار وحركتهم ومخرجات المصانع وغير ذلك، إذْ تُشتت اللون الأزرق بمعدل أعلى، فنرى اللون الأحمر بدرجة أكبر.
بينما يكون الغلاف الجوي في الليل أهدأ؛ لذا تضعفُ نسبة المُشتتات، فعند بداية الشروق تبدأ درجة تدفق اللون الأزرق في ازدياد؛ وذلك نتيجة انعكاسه على الجزيئات بكمية أكبر من الألوان الأخرى، فسبحان الذي أبدع وأحسن كلَّ شيء خلقه.
عمل فني رقمي مطبوع على كانفس - خط كوفي المربع لكلمتي الشروق والغروب