السنة 18 العدد 163
2023/01/01

التحليل الإحصائي للبيانات المكانية في نظم المعلومات الجغرافية

 


 

 

د.خليفة الكندي 

كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج 

 

تقدم نظم المعلومات الجغرافية الأداة الملائمة لدراسة الظواهر، بربطها بين المكان والبيانات المتعلقة بالمكان (الظواهر المكانية) بشكل رقمي يتيح استنتاج المعلومات اعتمادا على البيانات، مستندين في ذلك على علم الإحصاء. هذا التكامل بين نظم المعلومات الجغرافية وعلم الإحصاء أنتج مفهوما تقنيا يعرف بالتحليل الجغرافي الإحصائي والجيوإحصائي أو التحليل المكاني، وهو من التحاليل حديثة العهد في علم نظم المعلومات الجغرافية، خصوصا تلك التي تتناول تطبيقات النمذجة الرقمية والمحاكاة.

 

  

 

في كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج، نستخدم نظم المعلومات الجغرافية لتطوير قاعدة بيانات جغرافية مكانية وزمانية لدراسة نظام الأفلاج في سلطنة عمان. إن استخدام الأدوات والتقنيات الحديثة المتاحة في حزم التحليلات المكانية، مثل: نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، سوف يتيح لنا القدرة على نمذجة العلاقات والروابط المكانية في فهم أنظمة الأفلاج بأنواعها الثلاثة، وفهم العوامل والظروف المناخية والبيئية والبشرية المساعدة على استمراريتها أو غيابها. كذلك نقوم ببناء طبقات نظم معلومات جغرافية وتطويرها؛ لإبراز كثافة وتوزيع أنظمة الأفلاج في السلطنة، وربطها مع أنماط هطول الأمطار والرطوبة ودرجة الحرارة وملوحة التربة وأشكال الري والممارسات الزراعية المختلفة. كذلك نقوم بالتحقيق فيما إذا كان لأنواع التربة والجيولوجية والمنحدرات والمرتفعات والتغير المناخي دور في تعزيز وجود أنظمة الأفلاج في سلطنة عمان وبقائها واستدامتها مخرجاتٍ لهذه المرحلة، خاصة مخرجات التوزيع المكاني والزماني، فيما ستستخدم مدخلات للنماذج المستندة إلى نظم المعلومات الجغرافية التنبؤية. ومن أبرز إسهامات كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج في هذا المجال، نشرنا أوراقا علمية وتطبيقاتها، فعلى سبيل المثال وليس حصرا، نُشرت ورقة بعنوان: "خوارزميات التعلم الآلي والمعاملات التشعبية لـتحديد خرائط المياه الجوفية (الأفلاج) المحتملة في النظم البيئية شبه القاحلة باستخدام صور الأقمار الصناعية والرادار ونظم المعلومات الجغرافية".

  https://doi.org/10.33390/rs14215425

وورقة أخرى عنوانها: "الكشف الجغرافي المكاني الزماني لحشرة دوباس النخيل باستخدام تقنيات التعلم المكاني والآلي".

 https://doi.org/10.1016/j.rsase.2022.100814

يشتغل اليوم كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج على تدريب العديد من الطلبة الخريجين على استخدام التقنيات الجيوإحصائية الحديثة والإحصاءات الرياضية الحديثة وصور الأقمار الاصطناعية لرسم خرائط التوزيع المكاني والزماني للظواهر.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة