السنة 17 العدد 162
2022/12/01

العيد الوطني الثاني والخمسون المجيد ... نهضة متجددة وعطاء مستمر

 


 

 

الدكتور صالح بن منصور العزري ـ عميد شؤون الطلبة وخدمة المجتمع

 

العيد الوطني منطلق لكل الفضائل والمكارم لبلوغ الأهداف والغايات السامية، إذ ما تحقق على هذه الأرض الطيبة من إنجازات يعكس مكانة المجتمع العماني في شتي المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

 

إن احتفال بلدنا العزيز عُمان بعيدها الثاني والخمسين المجيد، الذي يصادف 18 نوفمبر من كل عام، تذكرٌ لما تحقق على هذه الأرض الطيبة من إنجازات تمثلت في بناء دولة عصرية تنعم بالسلام والاستقرار، فهذا اليوم الخالد المحفور في الذاكرة العمانية يعد محطة نسترجع فيها مسيرة العطاء الذي بدأ مع بواكير النهضة المباركة التي ساقها الأب القائد السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ وامتدادا يشمل كل عماني بذل في موقعه قصارى جهده نحو آفاق العزة والمجد والازدهار ... واستكمالا لعمليتي التنمية والتقدم في نهضة متجددة يقودها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مستلهما الأهداف والخطط السابقة وصولا إلى المستقبل المشرق بإذن الله.

 

إن التحديات التي تواجهها المسيرة المظفرة في هذه المرحلة تستدعي من الجيل الحالي تشمير سواعد الجد والبذل والعطاء؛ لتحمل المسؤولية ومواصلة العمل الدؤوب في إكمال مسيرة البناء والنهوض بالقطاعات المختلفة، التي تستند على رؤية استراتيجية شاملة ومتكاملة لمستقبل زاهر ينطلق من تفاعل الإرث الحضاري، والأخذ بأحدث ما توصل إليه العلم من تركيبة تستمد تفردها من الموقع الجغرافي والاستراتيجي لسلطنة عمان، والنهج السياسي القائم على دبلوماسية السلام والتفاهم والحوار، وتعزيز مبادئ التسامح والأمن والأمان، فهي قيم سامية ورسائل للعالم الذي هو أحوج ما يكون إليها أكثر من أي وقت مضى.

 

لقد تبوأت سلطنة عمان مكانة رائدة في مؤشر السلام العالمي؛ فهي واحدة من أكثر الدول سلاما وأمانا في العالم، بل لم يأتِ ذلك من فراغ، إنماء بات واقعا بفضل العمل الشامل والجاد مع الإصرار والتخطيط السليم والقرارات الصائبة. وقد كانت الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة أحد مرتكزات التحول والتطور في مختلف رؤى السلطنة، إذ باتت السمة الواضحة لهذه النهضة في مختلف المجالات والأصعدة.

 

لقد حققت سلطنة عمان قفزة هائلة في عصر جديد يتمتع اليوم بكافة وسائل الحياة العصرية، ولكن مع المحافظة على الطابع العماني الأصيل، إذ كان للتحديث المستمر، الذي يسير بخطى متدرجة في خضم المتغيرات الجغرافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، الدور المهم في التأثير على سلطنة عمان؛ نظرا لكونها عضوا نشطا في المجتمع الدولي؛ لذا باتت البلاد -وما تزال- تتحرك بثبات إلى الأمام، منتهجة المسار المعتدل في سياساتها، وهو ما ينعكس إيجابيا على علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة، فالاحترام الذي تحظى به السلطنة في المجتمع الدولي يرجع إلى حد كبير إلى عدم تدخلها في الشؤون الغير واحترامها لسيادتهم.

 

إنه لحريٌّ بنا نحن العمانيين أن نسير بخطى متوازنة خلف قائدنا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ رعاه الله ـ فكلما تأملنا في المنجزات وجدناها عديدة لا حصر لها، ومسيرة جبارة وطفرة عملاقة من سلسلة أمجاد بدأت واستمرت لا تراجع فيها، وعطاء زاخرا فياضا، وهمة عالية لزعامة فذة وفلسفة متزنة تتحول إلى أكثر من واجهة مضيئة ومشرقة يراها كل واحد منا فيظنها الواجهة الوحيدة؛ ولكنها المقاصد التي تقدم عطاءها في كل مظهر من مظاهر الحياة على هذه الأرض الطيبة.

 

إن أبناء عمان الأوفياء وهم يحتفلون بهذه المناسبة يجددون العهد والولاء والطاعة للقيادة الحكيمة، داعين المولى -عز وجل- أن يحفظ جلالته ويمد في عمره أعواما مديدة وهو يرفل في ثوب الصحة والعزة والكرامة، وأن يحفظ عُمان وشعبها آمنين مستقرين كرماء.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة