السنة 17 العدد 162
2022/12/01

 

بين رفوف المكتبة ... مجموعة الرسائل الجامعية

 


  

بقلم: ريم الهاشمية   

مكتبة الجامعة      

 

تحتل المكتبة مركزا عضوياً رئيساً فـي الثالوث الجامعي وفي أداء الرسالة العلمية الجامعية، إذ يمكن القول إن الجامعة أستاذ وطالب ومكتبة، فبينما يعمـل الأسـتاذ على نشر العلم والمعرفة، يقف الطالب في محراب الجامعة يتلقى العلـم، وتَقـف المكتبة من ورائهما تعمل جاهدة على توفير مصادر المعلومات والمعرفة لكل منهما، وتمثل مركـز إشـعاعٍ للفكر والثقافة والحضارة لا غنى عنها في العملية التعليمية للنهوض بالمستوى التعليمي المنشود من طريق تشجيع الطلبة على إثراء حَصيلتهم المعرفيةِ والتزود الفكري والحرص الكامل على أداء أبحاثهم الدراسية باستعمال مصادر معلومات علمية ودقيقة محكمة بعيداً عن استخدام محركات البحث العامة المتاحة في الشبكة المعلوماتية. وطالما كانت المؤسسة الأكاديمية هي حاضنة البحث العلمي، فإن من أولويات المكتبة توفير مصادر معلومات علمية حديثة في خدمة البحث العلمي والباحث على حد سواء، ومن أهم هذه المصادر الأطروحات الأكاديمية لطلبة الدكتوراة والماجستير.

 

وقد عنيت الرسائل الجامعية باهتمام خاص؛ لقيمتها الكبيرة وخضوعها لإشراف وتحكيم علمي علني، مما يزيد من مصداقيتها وتمركزها أعلى هرم البحث العلمي، إذ يمثل مشروعا علميا متكاملا له عناصر لا بد من وجودها لإنجاز وثيقة علمية مميزة ومرجعية مهمة بداية بالمقدمة وصولا إلى النتائج والتوصيات.

 

وقد أولت مكتبة الجامعة اهتماما واسعا بالأطروحات الجامعية، فهي حاضنة للنتاج الفكري للباحثين من طلبتها؛ لذاك خصصت مجموعة محددة داخل المكتبة لها، وقد بلغ عدد الرسائل الجامعية الورقيةِ المتاحة على الرفوف ما يزيد على 1200 رسالة موزعة على كافة التخصصات التربوية والأدبية والعلمية باللغتين العربية والإنجليزية، ويمكن البحث عنها والتصفح في مواضيعها عبر فهرس المكتبة المتاح على موقع الجامعة.

 

 وتماشيا مع التكنولوجيا والتحول الرقمي ومواكبة الحداثة في الإنتاج الفكري، وفّرت نسَخا رقمية في فهرس المكتبة عبر موقعها الإلكتروني جنبا إلى جنب مع النسخ الورقية التي تخص فقط الرسائل الجامعية للباحثين المقيدين بالجامعة؛ تسهيلا للباحثين والمستفيدين لتحقيق رسالة المكتبة المتمثلة في الرقي بالبحث العلمي وخدمة للمجتمع الأكاديمي بكافة أطيافه تحت شعار المعرفة للجميع.

 

 

وبناءً على رؤية المكتبة نحو خلق قاعدة ضخمة من المصادر ذات الوصول الحر، ورفع جودة المخرجات البحثية؛ وذلك بتوفير البحوث والمعلومات والإحصائيات الداعمة والجهات المسؤولة عنه، فقد شاركت المكتبة -بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار- في الإنتاج الفكري من الرسائل العلمية التابعة لجامعة نزوى؛ بتوفيرها في المستودع البحثي العلمي شعاع، الذي يمثل أكبر قاعدة بيانات في خدمة البحث العلمي والتعليم محلياً من طريق إتاحة المصادر العلمية العمانية للباحثين في كافة أنحاء العالم، وهي تتيح كماً هائلاً من البحوث العلمية مفتوحة المصدر التابعة لأكثر من 7 مؤسسات عمانية متخصصة وأكاديمية بشقيها الحكومي والخاص. وتهدف شعاع إلى تشجيع الباحثين في السلطنة على إيداع إنتاجهم الفكري الخاص بهم، ورفع مستوى الوعي بينهم في قضايا الاتصال العلمي بين الباحثين، كما يعد المستودع أرشيفا مركزيا للإنتاج العماني؛ مما يزيد من فرصة بثه، ورفع معدل الاطلاع عليه، والاستشهاد المرجعي، ثم يزداد عامل التأثير (Impact Factor) المتوقع للبحوث والمجلات والدوريات الصادرة في السلطنة؛ عبر إنشاء موقع موحد يربط كافة المؤسسات البحثية وغير البحثية في سلطنة عمان. ويتمتع بمصداقية على المستويين الإقليمي والعالمي، كما يهدف إلى التواصل والتعرف على نتائج البحوث الجديدة؛ مما يسفر ذلك عن مزيد من التراكم العلمي المعرفي والحصول على التغذية المرتدة أو الراجعة بواسطة الآراء والتعليقات … وهو ما يسمى بالتحكيم غير الرسمي.

 

 

 

 كما أتاحت المكتبة قاعدة بيانات (المنظومة)، وهي قاعدة متخصصة في الرسائل العلمية العربية، وتعد الأضخم في هذا المجال، إذ يصل عدد رسائل الماجستير والدكتوراة إلى أكثر من (150.000) رسالة علمية من مختلف الجامعات العربية، بما يزيد على أكثر من 800 جامعة وكلية في أنحاء الوطن العربي، وقد تمكنت الشركة من الحصول على حقوق النشر لأكثر من (103.000) رسالة، تم إتاحتها بالنص الكامل، في حين ظل عرض الرسائل الجامعية مقصورا على إتاحة المستخلصات بالإضافة إلى أول (24) صفحة منها فقط حسب المسموح به نظاماً.

 

جدير بالذكر أن الواقع يفرض على المكتبات الأكاديمية خلق أدوات ووسائل تكنولوجية حديثة تعزز تقديم خدماتها وتوفير المادة العلمية في وعاء إلكتروني بعيد عن الملموس، وهو ما يطلق عليه مصطلح الرقمنة؛ لذا سعت المكتبة بشكل دؤوب إلى رقمنة الرسائل الجامعية في أولى خطواتها؛ لتحقيق أهدافها في الخطة التشغيلية الجارية، خاصة فيما يتعلق بتطوير المجموعة الرقمية للمكتبة، الذي سيمتد مستقبلا إلى جميع مصادر المعلومات الورقية كالكتب والمجلات وغيرها، لاسيما الكتب الدراسية، إلا أن الصعوبة التي سوف تواجهها المكتبة في عملية الرقمنة تكن فيما يخص الحقوق والالتزامات المتعلقة بالوثائق التي لا تزال مشمولة بالحماية المراد رقمنتها، لما في الأمر من مساس بمصلحة أصحابها وقواعد الملكية الفكرية.

إرسال تعليق عن هذه المقالة