18 نوفمبر ... اليوم الخالد في مسيرة عمان
مصطفى بن خميس المعمري
يهل علينا الثامن عشر من نوفمبر المجيد، في عيد نهضتنا الثاني والخمسين، وعمان تكتسي وشاح المجد شموخا وفخرا، بتضحيات كبار سطرها أبناء عمان في كل شبر من تراب هذا الوطن العزيز، حملوا رايات المحبة والإخاء في بواخر جابت بقاع الأرض، نثروها عبقا من الود والتسامح والألفة والوئام، فذاع صيتهم رجال علم ودعاة سلام.
يهل علينا الثامن عشر من نوفمبر المجيد؛ لنستذكر فيه أياما مجيدة حملت تفاصيل ومشاهد ومنجزات من مسيرة عمان الدولة العصرية الحديثة، مسيرة عنوانها الكفاح والبذل والبناء، نقلت عمان من دولة تعاني الصراعات والفقر والجهل إلى دولة عصرية حديثة تمتلك كافة مقومات النجاح، دولة المؤسسات التي كفلت لأبناء عمان ومن يعيش على تربتها الحق في العيش الكريم، فرسخت قيم العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات، وغرست معاني التآلف والتكاتف والتعاون والانسجام، فكانت عُمان -بفضل الله- آمنة مستقرة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان.
يهل علينا الثامن عشر من نوفمبر المجيد ... وعمان -بفضل الله وجهود أبنائها المخلصين- تستشرف المستقبل بروح وثّابة ملؤها التفاؤل، نهضة تنموية تجوب بخيراتها وبركاتها السهل والجبل، لم تترك مكانا إلا طالته ولا سهلا إلا أعشبته، فسخرت الإمكانيات ووظفت الموارد، فجابت مشاريع التنمية والبناء كل قرية وولاية ومحافظة، من أجل إنسان عمان ركيزة التنمية وأساس بنيانها.
يهل علينا الثامن عشر من نوفمبر المجيد؛ لنجدد العهد والولاء لعمان وقائد مسيرتها جلالة السلطان المعظم، بتطلعات كبار وأماني عظام، بأن يحفظ الله هذه المسيرة المظفرة، ويبارك الله كل الجهود التي تقف وراء كل الإنجازات والتضحيات من أجل عمان دولة عصرية شامخة متقدمة، وفق أسس متينة وبرامج وخطط تقوم على استثمار الفرص، وتنويع مصادر الدخل، وبناء إنسان عُمان المتسلح بالعلوم والمعارف، لترفد الوطن بالطاقات الوطنية القادرة على الدفع بمسيرة التنمية والبناء على ربوع وطننا المعطاء.
يهل علينا الثامن عشر من نوفمبر وعمان ترتكز على قيم نبيلة من المبادئ والقيم التي ولدت من رحم هذه الأرض الطيبة، تؤمن بالحوار منهجا وبالسلام مبدأ في حياة الأمم والشعوب، تنبذ التعصب وتحارب الأفكار الهدامة، تدعو لِلمِّ الشمل والبعد عن الخلافات، فكانت أنموذجا فريدا شهد العالم بحكمتها وسياستها ومبادراتها التي جنبت العالم الكثير من الصراعات .
يهل علينا الثامن عشر من نوفمبر لنوحد الدعاء بأن يرحم الله باني عمان الحديثة ومفجر نهضتها المباركة -المغفور له بإذن الله تعالى- السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ الذي رسم معالم النهضة الحديثة منذ عام 1970م، فقال كلمته الخالدة: "سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل ... وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب". كلمات رسمت معالم عمان الحديثة، وظلَّت نبراسا يهتدي به العمانيون. لقد كان القائد على قدر تلك الكلمات، جاب عمان شرقا وغربا على مدى 50 عاما تلمس فيها احتياجات المواطنين، فنعموا بالخير الوفير، فرحم الله السلطان قابوس بن سعيد وجزاه الله عنا وعن الجميع خير الجزاء وجعل منزله في جنات النعيم بإذن الله .