التصور العام لمشروع موقع ونظام "لمد" للأفلاج العمانية
(منظومة رقمية مبتكرة لإدارة النظام المائي للأفلاج العمانية)
سلطان البوسعيدي ود. عبدالله الغافري
كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج
تمكن كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى في عام 2022م من الحصول على تمويل من صندوق التنمية الزراعية بمبلغ 30 ألف ريال عماني لتمويل مشروع "لمد" الرقمي وهنا نقدم نبذة عن هذا المشروع.
نظام الأفلاج العمانية الزمني
هناك العديد من الجوانب المتصلة بدراسات الأفلاج العمانية، التي تتطلب زيادة البحث العلمي فيها أو ابتكار بعض الجوانب المتصلة بالحفاظ عليها، وعلى موروثها الثقافي والاجتماعي والهندسي الخاص بها. ويعد نظام توزيع المياه فيها من أهم الجوانب الرئيسة، إذ يعد العصب الأساس في إدارة نظام توزيع المورد المالي الخاص بها، ففي معظم الأفلاج يتم توزيع المياه على أساس الوقت، وتسمى وحدة تقسيم المياه: أثر، ونظريا يساوي الأثر ثلاثون دقيقة (ومع ذلك توزع المياه على أساس الحجم أيضا في حالات قليلة).
في التوزيع على أساس الوقت، الخطوة الأولى تحديد دورة الري (الدوران(، والدوران فترة من الزمن عادة تكون من 7-14 يوم، الأزمة لجميع المزارعين لري أرضيهم مرة واحدة. وتؤخذ في الاعتبار العديد من العوامل في تحديد طول فترة الدوران، أكثر هذه العوامل أهمية معدل تدفق الفلج ونوع التربة. في معظم الأفلاج العمانية، يقسم اليوم الكامل نظريا إلى جزئيين أو ثالثة أجزاء متساوية يسمى كل منهما بادة؛ أي يعادل اليوم الكامل 48 أثرا؛ لذا في حال قسمة اليوم إلى بادتين، كل بادة ستساوي 24 أثرا. عادة، يقسم اليوم إلى بادتين، بادة النهار وبادة الليل. إن أطوال الليل والنهار تختلف بتغير فصول السنة، فتتغير تبعا لذلك أطوال بادتي الليل والنهار. كل أثر ينقسم إلى 24 قياسا أو كياسا، عمليا، القياس هو أصغر وحدة عملية في توزيع المياه، وهي تكفي لري نخلة واحدة بفلج متوسط التدفق. ومع ذلك هناك وحدات أصغر لتوزيع المياه تصل أطوال بعضها إلى أجزاء صغيرة من الثانية لا يمكن قياسها عمليا؛ لكنها تستعمل في حساب المواريث.
ونظرا لأهمية هذا الجانب المهم في منظومة الأفلاج العمانية؛ جاء هذا المشروع البحثي التجريبي المبتكر ليغطي أحد أهم هذه الجوانب الأساسية المتصلة بنظام الأفلاج العمانية وفقا للعديد من المبررات والاعتبارات والأهداف التي سيتم الإشارة إليها وفقا للآتي:
فكرة مشروع موقع ونظام (لمد) للأفلاج العمانية:
نظام "لمد" أحد الأنظمة الرقمية أو المواقع المبتكرة التي تتصل بإدارة مواقيت سقي الأفلاج العمانية، وتعتمد على إيجاد نظام يتم من طريقه أتمتة السقي بنفس القواعد والأسس التي تقوم عليها الأفلاج حاليا؛ وذلك من طريق إدخال شروط وأسس ونظام الأفلاج في الموقع، ويسمح الموقع أو التطبيق الذكي لاحقا بتعرف أصحاب المزارع العمانية على حصتهم في سقي المزارع وتوقيتها ونظام الدوران الفلكي الخاص بها. كما يسهم مشروع النظام في توثيق الأفلاج وتوثيق نظامها المستخدم، كما يقدم النظام أو الموقع العديد من الخدمات والمؤشرات الأخرى التي تتصل بأحد أهم معالم السلطنة، التي يمكن الاستفادة منها رقميا لكافة ملاك المزارع وحصص الأفلاج بالسلطنة، بما يمثل أول منظومة رقمية إلكترونية في هذا الجانب الاستراتيجي المهم في تراث الأفلاج العمانية. وقد جاء اختير اسم "لمد" من مصطلح "اللمد" وهو الاسم العماني الشهير الخاص بنظام توقيت استخدام الفلج من طريق ظل الشمس المستخدم قديما.
مبررات المشروع:
هناك العديد من المبررات المهمة للغاية التي تحتم أهمية هذا المشروع، وقد تم رصدها من طريق الدراسات والأبحاث في هذا الجانب، وعبر تلك الدراسات الميدانية التي تم التعرف عليها وفقا للواقع الممارس في هذا الجانب، ومنها:
أهداف المشروع هناك العديد من الأهداف الاستراتيجية المهمة المتصلة بمشروع "لمد"، التي يمكن الإشارة إلى أبرزها وفقا للآتي:
إسهامات مشروع "لمد" الرقمي:
هناك العديد من الإسهامات التي يقدمها مشروع "لمد" الرقمي على المستوى الوطني، التي يمكن الإشارة إلى أبرزها وفقا للآتي:
التقارير التي يقدمها مشروع "لمد" للمستخدمين والباحثين وخدمة البحث العلمي للأفلاج محليا ودوليا:
أحد أبرز الجوانب المهمة جدا في هذا المشروع، قواعد البيانات التي يقدمها موقع ونظام "لمد"، وهي من أهم الجوانب في الوقت الراهن، إذ تحفظ الكثير من الجوانب البحثية والعلمية والمعرفية لفهم طبيعة إدارة نظام الأفلاج العمانية، كما أن وجود قواعد بيانات رقمية بالأفلاج العمانية يسهم بشكل كبير في دعم توجهات البحث العلمي تجاه الأفلاج العمانية، ويمكن الإشارة إلى أبرز هذه التقارير وفقا للآتي:
مكونات المشروع الرئيسة:
يتكون المشروع في صورته النهائية من مكونات عدة وفقا للآتي:
أولا: الموقع الإلكتروني:وهو موقع عام يسلط الضوء على الأفلاج العمانية والتعريف بها وبمختلف الجوانب المتصلة بها، كما يقدم الموقع العديد من المعلومات في الأفلاج العمانية وكرسي الأفلاج لدراسات الأفلاج، إذ يكون الموقع البوابة التي يتعرف منها المستخدمون والمواطنون والباحثون والعلماء على المستوى المحلي والدولي للأفلاج العمانية، ويسلّط الضوء على مختلف الأخبار والأبحاث العلمية المتصلة بها، كما يمكن أن يضم الموقع مكتبة رقمية بالصور والفيديوهات والوسائط المتعلقة بنظام الأفلاج. فيما يحوي الموقع معلومات عن كل فلج عماني انضم إلى منظومة "لمد" للأفلاج العمانية عبر عملية الربط التي ستتم بين الموقع والنظام الرقمي.
ثانيا: النظام الرقمي:وهو مقسم رئيس متعلق بلوحات التحكم الشاملة، إذ يتم فيه إدخال الترميزات الخاصة بالأفلاج العمانية، كما يمثل هذا الجزء الدماغ الرقمي الخاص بترميز نظام الري للأفلاج العمانية وإدارته، وتسمح لوحة التحكم الخاصة بالنظام بإعطاءالصلاحيات الخاصة لكل فلج عماني، والخدمات الرقمية التي تتيح عملية إضافة أي فلج وإدخال المستخدمين وتشغيل نظام الأفلاج والتحكم الشامل بجميع الجوانب التقنية الخاصة بالمشروع.
ثالثا: التطبيق الذكي (لمد):وهو تطبيق ذكي يعمل على الهواتف النقالة، إذ يمكن استعماله من قبل المستخدمين والمستفيدين من خدمات النظام، ومنه يمكنهم التعرف على الفلج ونظامه وجدولة عملية السقي والتوقيت الخاص بهم، والحصول على تقرير حصة الفلج من التطبيق أو النظام، كما يسمح لوكيل الفلج بالتحكم بعدد من الخدمات الخاصة بالإضافة والحذف والتعديل حسب الصلاحيات الممنوحة له، وتقدّم الصور الآتية توضيحا خاصا بهذا الجانب.
صور توضيحية للتطبيق الذكي، إذ سيقدم التطبيق العديد من الخدمات السهلة للمستخدمين، كما سيحوي تصميما رقميا ذا كفاءة عالية، وسيُرفع على استضافة داخلية في السلطنة؛ أي أن جميع بيانات التطبيق تخزن في قاعدة بيانات داخلية في عُمان، ويمكن للمستخدم من أي ماكن في العالم الاطلاع عليها حسب صلاحياته. علما أن هذا المشروع سيُنفذ من قبل شركة عمانية، كما سيتم تعيين باحث عماني للإشراف على هذا البحث العلمي تحت إشراف كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى.
مؤتمر علمي لتدشين المنظومة الرقمية رسميا:
بعد جاهزية هذا المشروع، والبدء في عملية إدخال عدد من الأفلاج العمانية في هذا النظام، تتطلع جامعة نزوى عبر كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج لعقد مؤتمر علمي يسلط الضوء على الأفلاج العمانية، وتدشين موقع ونظام "لمد" الإلكتروني رسميا؛ كونه من المشاريع الرئيسة للكرسي، وأحد المشاريع الرقمية المهمة الداعمة للجهود الوطنية في مجال دراسات الأفلاج العمانية.