التراث العلمي العماني في المكتبة العربية
بقلم : ريم بنت جمعة الهاشمية
مكتبة الجامعة
في ظل التطور التكنولوجي المستمر الذي يشهده العالم إلى جانب تطور كافة العلوم بمختلف أنواعها، يطرح تساؤل عن مدى أهمية دراسة التاريخ والتراث، وما إذا كان بالإمكان جعله علما تستفيد منه البشرية، أو أنه قابل للتطور مثل بقية العلوم، إلا أن هذا التساؤل يحمل شيئا من السخف عند مطالعة مشاريع وبرامج كليات مشهورة في الدول الأوروبية تهتم بالتنقيب في كل مكان حتى تصدر مؤلفا متكاملا لعالم أو أديب مشهور لم تصل من أعماله إلا القليل؛ كي تجعله رمزا من رموز التراث العلمي لها، بينما في الشرق تقبع آلاف المخطوطات بلا اهتمام، لو تم دراستها لَأصبحت الدولة زاخرة بالعلماء والمؤلفات وتكون محط أنظار الباحثين من كل صوب.
ولذا كان التاريخ العماني محط أنظار الباحثين من مختلف الجنسيات على نحو مستمر؛ وذلك لأسباب عديدة، من أهمها ما وصل إلى الوقت الحالي من مؤلفات ضخمة وتراث علمي زاخر تركه علماء عمانيون على مدى قرون طويلة وحقب مختلفة، وإذ من الأهمية دراسة هذا التراث العلمي لتنوير الباحثين والمجتمع على حد سواء، واستنباط العلوم التي تركها هؤلاء العلماء في مختلف المجالات، في إشارة واضحة إلى المستوى الثقافي والعلمي الذي وصلوا إليه، وتطور الشأن الداخلي والخارجي الذي أسهم في إنعاش حركة التدوين إلى جانب هجرة المخطوطات إلى دول مختلفة.
ورغم أن أغلب المؤلفات العمانية في الفقه والدين أو الأدب والشعر، إلا أنها تحمل الكثير من العلوم المتفرعة، فعلى سبيل المثال (قاموس الشريعة الحاوي طرقها الوسيعة) لصاحبه جميل بن خميس السعدي، الذي يتكون من 90 جزءا، يعد أكبر وأضخم كتاب موسوعي إسلامي في الفقه وأصول الشريعة وفروعها، يحمل جملة كبيرة جدا من الآثار والأقوال لعلماء المسلمين من مختلف المذاهب من القرن الأول الهجري حتى القرن الثالث عشر من الهجرة، وكذلك المؤلف (بيان الشرع) لمحمد بن إبراهيم الكندي، الذي يتكون من 72 جزءا، ويمثل أهم المرجعيات الفقهية عند العلماء العمانيين، ورغم أنه يتناول أساسا أصول الشريعة إلا أن