بدأت بطموح وواصلت بتفوّق ...
اقرأ: كيف أثارت ذكريات التخرج مفردات صاحبها!
إشراقة: ذكريات خريج
عوّدنا قارئ عمود "ذكريات خريج" في صحيفة إشراقة على مطالعة أحوال طلبة جامعة نزوى الذين تخرّجوا فيها في السنوات الماضية؛ لنسترجع معه أبرز المحطات التي لامست وجدانهم، وغرست سبل الفضيلة في أعماقهم علماً ومعرفةً وسلوكاً. في هذا العدد نستضيف الأستاذة زكية بنت يحيى بن ناصر الرواحية، معلمة لغة إنجليزية بمدرسة عائشة أم المؤمنين في ولاية سمائل بمحافظة الداخلية. متزوجة لديها أربعة أطفال، نشأت في ولاية سمائل وما تزال تعيش في أحضانها، وقد التحقت بمقاعد الدراسة في جامعة نزوى عام ٢٠٠٧.
فضيلة الانتماء
حصلت الأستاذة زكية الرواحية على شهادة البكالوريوس عام ٢٠١٠م، رغم ظروف الأسرة والأمومة التي اعترتها؛ إلا أن طريق العلم يعشقه السالكون منذ المهد إلى اللحد؛ إيماناً منهم بنعيم المقصد وحسن جواره. تقول في ذلك: "كانت رحلة الدراسة ممتعة وشائقة مليئة بالجد والاجتهاد في الوقت نفسه، وضعت أهدافا واضحة منذ البداية، وسعيت جاهدة لتحقيقها، إذ إنني بدأت الدراسة وكنت متزوجة ولدي طفل عمره ٣ سنوات؛ لذلك لم يكن لدي وقت لأضيعه، لقد أطلقت على الجامعة اسم (ملاذ الطير) من كثر حبي لها وشعوري بالانتماء إليها".
رافقتها الأمكنة
إنّ ممرات الجامعة وأروقتها ومساحاتها تتوشّح لِحاف ذكريات طلبة العلم المتوسمين بالجد والاجتهاد والرغبة إلى تحقيق أقصى درجات الرفعة، تشهد لهم بين الشعور بالرضا من عدمه، أو الجدّ والهزل، في تلك الحوارات الطويلة والقصيرة، لحظات رائعة تمتزج بمفردات المشي مع الأصدقاء أو تناول الإفطار وأكواب الشاي، والتردد على مرافق الجامعة ومكتسباتها ... أما الرواحية فكانت تضيء فيها شمعة العلم والعمل، تقول: "كنت أحب الجلوس للمذاكرة في ممرات الجامعة وتحت أشجارها الورافة الظلال، أستمع لأصوات العصافير وهي تزقزق وخرير المياه الرقراقة وهي تسقي تلك الأشجار، وقد حظيت بشرف المشاركة في رحلة الدراسة إلى المملكة المتحدة بمدينة ابريستويث Aberystwyth في صيف ٢٠٠٨م، إذ استفدت كثيرا من تلك الرحلة التي أعدها وسام فخر من الجامعة أضعه على صدري".
على استحياء
تدفع البيئة الجامعية للمشاركة في الأنشطة الطلابية الجامعية؛ وذلك للاستفادة والاستمتاع رفقة برامج ثرية ومواهب غنية ... بيد أننا عندما ناقشنا الأستاذة زكية في هذا الموضوع، كان جوابها: "للأسف لم أشارك في جماعات طلابية لضيق الوقت، ولكن وقتما سنحت الفرصة شاركت بالحضور في بعض الورش والمحاضرات والأنشطة والفعاليات الجميلة".
معاهد تذكاري
الحنين إلى الجامعة ومقاعد الدراسة وزملاء العلم لا يشابهه حنين آخر، سنوات خالجتها عوامل الجد والاجتهاد والسهر والمثابرة في ريعان الشباب المكتسي بالمرح والتنقل والتجارب، إلّا أنّها فترة تنقل المرء من مرحلة الطفولة إلى مستقبل يحمل في طياته آفاقاً ومسؤوليات كبيرة، فـ "هل تعود لنا أيامنا الأولُ؟"، تقول زكية عن ثنايا تلك الفترة: "بعد التخرج حصلت على وظيفة معلمة ولله الحمد؛ وذلك عام ٢٠١١م، وبما أن جامعة نزوى الأم التي تحتضن طلبتها، والقلب الرؤوم لفلذات أكبادها، فقد عدت لدراسة ماجستير الإدارة التعليمية فيها، ووفقني العلي القدير للحصول على شهادة التخرج عام ٢٠٢١، ونشرت دراستي بعد ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ... أدعوه -عزَّ وجل- أن يرزقني الفرصة للعودة إلى أحضان جامعتي الأم مرة أخرى؛ إذ هناك العديد من الأشخاص الذين كان لهم دور بارز في تقدمي، قدموا لي الكثير حبا ووفاء وكرما، أذكر منهم في هذا السياق على سبيل المثال: الأستاذة كوثر العبيدانية والدكتور ربيع الذهلي وغيرهم، فشكرا لهم من شغاف القلب، كما أنني ما زلت على تواصل مع جامعة نزوى؛ راجيةً فتح برنامج الدكتوراة للتخصصات التربوية في القريب العاجل".
محطة فارقة
انتهاء رحلة الدراسة الجامعية تعني بدء وقت الحصاد، تعني الانتقال إلى الحياة العملية، تعني جني خبرات متراكمة؛ لذا تختم الأستاذة زكية الرواحية حديثها معنا بنصيحة توجهها إلى من يهمه الأمر، تقول: "من هذا المقام أتقدم بالشكر لصحيفة إشراقة على إتاحة هذه الفرصة لي، وأضع بين يدي زملائي طلبة العلم هذه النصيحة المتواضعة: عليكم أن تقدروا جهود الجامعة، انتهزوا الفرص المتاحة لتنمية مهاراتكم وصقلها؛ لأنها السبيل الذي سترتقون به إلى المستقبل الواعد؛ فعسى أن تكلل جميع مساعيكم بالنجاح؛ إذ إن مقعد الدراسة الجامعي فرصة كبيرة ونعمة عظيمة لا يقدرها إلا الناجحون الذين لا يسمحون لأحد أن يفسد عليهم هذه النعمة التي يتمنى الكثيرون الحصول عليها".