بصمات على درب الترقي
تعرف عن قرب ... الدكتور أحمد الفواعير
إشراقة: شخصية العدد
أحمد "محمد جلال" الفواعير، أردني الجنسية ولد في العشرين من نوفمبر 1979، نشأ في قرية بسيطة تسمى المصطبة في محافظة جرش في المملكة الأردنية الهاشمية. هو الابن السابع في أسرة مكونة من ست ذكور وست إناث ووالدين أميين لا يجيدان القراءة والكتابة؛ ولكنهما كانا حريصين على أن يتلقى أبناءهم أحسن تعليم ويصلوا لأعلى المراتب. تزوج عام 2007 ولديه ولدان وابنتان.
تلقى الفواعير تعليمه المدرسي في مدرسة المصطبة الثانوية للبنين، وقد كان متميزًا منذ طفولته، فقد كان صاحب المركز الأول في جميع الفصول الدراسية من الصف الأول الابتدائي وحتى الصف الثاني عشر، كما كان صاحب المركز الأول في الفرع الأدبي على مستوى محافظة جرش في مرحلة الدبلوم العام (التوجيهي) في عام 1997، والمركز السادس على مستوى المملكة بمعدل 93%. بعد ذلك حصل الفواعير على بعثات عدة خارجية لدراسة البكالوريوس؛ ولكن بسبب الظروف الاقتصادية للأسرة قرر عدم السفر واختار دراسة تخصص الإرشاد والصحة النفسية في الجامعة الأردنية، وقد أنهى دراسة البكالوريوس في 3 سنوات وحصل على المركز الأول على مستوى الذكور في عام 2000. وأكمل الفواعير دراسة الماجستير في تخصص التربية الخاصة في الجامعة الأردنية أيضًا عام 2004 وحصل على المركز الأول بتقدير امتياز، ومنحة مساعد بحث وتدريس. وقد قادته الأقدار أن يُعين مرشدًا تربويًا في نفس المدرسة التي تلقى تعليمه بها مدة أربع سنوات (2000-2004)، أصبح فيها زميلًا لأساتذته في مرحلة الدراسة.
توجه الفواعير للعمل في دولة الكويت مدة ست سنوات (2005-2011) مشرفا فنيا لبرامج ذوي الإعاقة ومديرًا تعليميًا في أكبر وأعرق الشركات التعليمية التي كانت تغطي ما يزيد على عشرة مدارس تعنى بذوي الإعاقة، شارك فيها في إعداد برامج تعليمية لذوي الإعاقة، ووضع توصيفًا واعتمادًا للمعايير المهنية للمهن العاملة مع ذوي الإعاقة تحت إشراف وزارة العمل الكويتية، عاد مرة أخرى لشغفه وحبه للعلم ليستكمل دراسة الدكتوراة، إذ حصل على القبول في جامعتين، هما: جامعة أوكلاند في نيوزيلندا وجامعة العلوم الماليزية (USM) في ماليزيا، وقد اختار جامعة العلوم الماليزية التي تعد من أعرق وأقوى 200 جامعة على مستوى العالم، وقد استطاع بسبب تميزه أن ينهي مرحلة الدكتوراة في أقل من سنتين (سنة ونصف) وبتقدير امتياز، وتم ترشيح أطروحته في الدكتوراة لتكون أفضل أطروحة في عام 2013. وفي عام 2019 تم ترقية الفواعير إلى رتبة أستاذ مشارك في التربية الخاصة.
شغل الفواعير وظائف إدارية وأكاديمية عدة، مرشدًا تربويًا، ومديرًا تعليميًا، ومحاضرًا في كليات وجامعات عربية عدة، وأستاذًا مساعدًا منذ 2013 – 2019، وأستاذًا مشاركًا منذ عام 2019 إل غاية الآن. كما شغل وظيفة رئيس قسم التربية والدراسات الإنسانية، ومساعدًا للعميد للتدريب بالوكالة، ومسؤولًا للإرشاد الاكاديمي بكلية العلوم والآداب، ومسؤولًا للموقع الإلكتروني لكلية العلوم والآداب. وتم اختياره في عام 2022 عضوًا في مشروع تجويد ورفع كفاءة برامج إعداد المعلمين في سلطنة عُمان الذي تشرف عليه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
درّس الفواعير (وهو اسم الشهرة بين الطلبة) مجموعة من المساقات الخاصة بالإرشاد والتربية الخاصة في جامعات وكليات عدة في الأردن والكويت وسلطنة عُمان منذ عام 2004 إلى غاية الآن، وقد نشر فيها ما يزيد على عشرين بحثًا علميًا تم نشرها في مجلات علمية محكمة بعضها مصنفة (ISI)، كما شارك بتقديم أوراق علمية وبحثية بما يزيد على خمسة عشر مؤتمرًا دوليًا، كما ترأس جلسات علمية عدة في تلك المؤتمرات، وكان عضوًا في بعض اللجان العلمية لتلك المؤتمرات. وحصل في عمله في جامعة نزوى على مشروع بحثي ممول يُعنى بتربية المواطنة لدى طلبة الجامعات، وكان من نتائج هذا المشروع تأليف دليل العمل التطوعي لطلبة مؤسسات التعليم العالي، وكتاب تربية المواطنة في مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عُمان.
يشرف الفواعير على مجموعة من طلبة الدراسات العليا في مرحلة الدكتوراة في بعض الجامعات الدولية، وما يزيد على 30 طالبًا من طلبة الدراسات العليا في مرحلة الماجستير في جامعة نزوى. كما شارك في العديد من لجان المناقشة لطلبة الدراسات العليا في مرحلتي الدكتوراة والماجستير رئيسًا وعضوًا.
وما يميز الفواعير أنه يطور من نفسه بشكل مستمر من طريق المشاركة في الدورات والورش التدريبية الدولية، إذ حصل على الرخصة الدولية للحاسوب (ICDL) وشهادة التدريب المحترف (CTP) وشهادة مدرب معتمد لبرنامج التفكير الإبداعي (CoRT)، ومعلمًا معتمدًا لمهارات التفكير الناقد وكيفية دمجها في المنهج المدرسي، ومعلمًا معتمدًا لبرنامج تريز للإبداع والإبتكار وحل المشكلات، ومهارات استخدام التحليل الإحصائي (SPSS)، والعديد من الشهادات المتعلقة بمهارات التكنولوجيا الحديثة.
ينشط الفواعير في خدمة المجتمع من طريق تقديمه لدورات تدريبية وورش عمل مخصصة عدة لأولياء أمور الأطفال ذوي الإعاقة وللعاملين معهم، كما قدّم استشارات لعدد كبير من المراكز والمؤسسات الخاصة بذوي الإعاقة، وقدّم أيضًا مجموعة من الدورات والورش المتخصصة لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات وفي المدارس.
يسعى الفواعير دومًا إلى نقل خبراته ومهاراته إلى طلبته، إذ تجده حريصًا على أن يزرع في طلبته حب العلم والبحث العلمي. ويحرص دومًا على تنظيم ورش تدريبية وملتقيات وندوات علمية تستهدف طلبة الدراسات العليا والبحث العلمي، فقد أسهم في صناعة باحثين أكاديميين من طلبته في مرحلة البكالوريوس والماجستير نشروا أبحاثًا علمية في مجلات محكمة (ما يزيد على 15 بحثًا)، وشاركوا في تقديم أوراق بحثية في مؤتمرات دولية. كما حصل طلبته في العام 2021 على ثلاثة مشاريع بحثية على مستوى البكالوريوس ومشروعين بحثيين على مستوى الماجستير ممولة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
حصل الفواعير على العديد من شهادات الشكر والتقدير؛ تقديرًا لجهوده وتميزه في المجالات العلمية والإدارية وخدمة المجتمع، كان آخرها تكريمه أفضل مسؤول إعلامي في جامعة نزوى.
يستعين الفواعير في سبيل العلم والعمل برسالة مفادها أن البداية التي لا ترضي الله نهايتها لن ترضِ صاحبها، فالخذلان يأتي من الجهة التي عصيت الله من أجلها. وأن بركة العمر في حسن العمل؛ لذا دع أعمالك وإنجازاتك تتحدث عنك، وأعط بجود، ولا تحاول الانتصار في كل الاختلافات فكسب القلوب أولى من كسب المواقف.