جامعة نزوى والمجلس العربي للتدريب والإبداع … علاقةٌ متميزة

كلمة العدد: سعود الصقري

ما تزال جامعةُ نزوى تكتبُ نجاحاتها بحروفٍ من ذهب في كل برامج وفعاليات وأنشطة المجلس العربي للتدريب والإبداع. كانت البدايات الأولى في العام الأكاديمي 2008-  2009م، وهو العام الذي انتسبت فيه الجامعة إلى المجلس العربي للتدريب والإبداع، الذي تأسس عام 1992، بموجب قرار مجلس اتحاد الجامعات العربية رقم (8) في دورته الخامسة والعشرين، التي عقدت في جامعة الإسكندرية، وتم فيها إقرار النظام الأساسي للمجلس على أن يكون هيئة تابعة لاتحاد الجامعات العربية، مقرها الجامعة الأردنيـة الشقيقة، ومتنقلاً ببرامجه وأنشطته بين مختلف الدول العربية وفي الجامعات المنتسبة إليه من 20 دولة عربية.

الجامعة اعتادت أن تشارك بفاعلية في فعاليات المجلس الثلاث، هي: الملتقى الإبداعي الطلابي، وملتقى تبادل فرص التدريب، وبرنامج تبادل التدريب السنوي. هنا يجدر الإشارة إلى أن جامعة نزوى استضافة ملتقى تبادل فرص التدريب في العام 2012م بحرمها الجامعي، وحضر حينها حوالي 50 مشاركاً من مختلف الجامعات العربية المنتسبة إلى المجلس العربي، وكان من أنجح الملتقيات التي نفذت حينها ولاقى الكثير من الإشادة من مجلس الإدارة والمشاركين. كما أن الجامعة في هذا الملتقى -على مر السنوات- أعطت أكثر من 3500 فرصة تدريبية تم الاستفادة من الكثير منها، وأيضًا في المقابل استفاد طلبة الجامعة من الفرص التدريبية التي أتيحت للجامعة من مختلف الجامعات، وكانت مدة التدريب تتفاوت كل عام حسب المتاح من الجامعات، إذ تصل في الكثير من الأحيان إلى 6 أسابيع يحصل فيها الطالب على تدريب عملي وآخر نظري في مختلف التخصصات.

المتابعُ في الجانب المقابل لمشاركة الجامعة في الملتقى الإبداعي الطلابي، وهو ملتقى بحثي يشاركُ فيه الطلبة بمشاريع بحثية وابتكارات مختلفة تحت إشراف متخصصين، تبدأ مسابقة أولية يتم فيها فرز المشاركات وتقييمها، ثم تتأهل مجموعة منها للتقييم والمشاركة النهائية في الملتقى الذي تستضيفه الجامعات المنتسبة للمجلس بالتناوب. هنا نشيرُ إلى أن طلبة جامعة نزوى حققوا المراكز الأولى في الكثير من الملتقيات، وهذا دليلٌ على الاهتمام الذي يحظى به الطالب في الجامعة، فيما حرص المعنيّون على تهيئة المشاركين جيداً؛ من أجل التمثيل المشرف الذي تسعى إليه جامعة نزوى على مختلف الأصعدة. علمًا أن جامعة نزوى استضافة هذا الملتقى في العام الأكاديمي 2015-2016م بمشاركة واسعة بلغت 150 مشاركًا من مختلف الجامعات العربية من أكاديميين وطلبة في تظاهرة تعد الأكبر على مستوى الجامعة حينها.

كما أن الجامعة لديها ممثل دائم في المجلس العربي للتدريب والإبداع، غالبًا ما يكون مدير التميز الطلابي أو القائم على الأنشطة الطلابية. وفي هذا العام 2021-2022م تم اختيار عضو من الجامعة ليكون ضمن الهيئة التنفيذية للمجلس العربي للسنتين القادمتين؛ ممثلاً في عميد شؤون الطلاب وخدمة المجتمع. وهذا دليلٌ آخر على مكانة جامعة نزوى في المجلس. بقى أن نشير أيضًا إلى أن جامعة نزوى حاليًا تعد الجامعة الوحيدة من سلطنة عُمان تمثلها في المجلس وكل برامجه المختلفة. 

وأخيراً، إن منهجية جامعة نزوى في تبادل التدريب مع المجلس العربي للتدريب والإبداع كانت ولا تزال واضحة تؤطرها المصلحة المشتركة؛ تحقيقًا لرؤية الجامعة ورسالتها، وتأكيداً على ضرورة خلق بيئة محفزة لطلبة الجامعة؛ ليجدوا فرصتهم في التدريب المتقن والمشاركة الفاعلة على مستوى الجامعات الأخرى، وهذا بالفعل ما تحقق بسبب الدعم الرئيس من إدارة الجامعة. ليبقى التدريب والمشاركة الفاعلة عنصراً رئيسًا من عناصر تكوين شخصية الطالب الجامعي وتهيئته لسوق العمل؛ لخدمة وطنه في شتى التخصصات. وستبقى العلاقة بين جامعة نزوى والمجلس العربي للتدريب والإبداع علاقة متينة تؤكدها تلك النجاحات التي تحققت لجميع الأطراف المنتسبة إليه.