السنة 17 العدد 159
2022/09/01

نصائح جامعيّة

إلى أخي الطالب!

 


 

 

 خالد علي إبراهيم

ماجستير لغة عربية

 

قد تخرجتُ من الجامعة بدرجة البكالوريوس قبل أربعة أعوام ونيّف؛ وها أنا ذا أخي العزيز أعصر لك خلاصة تجربتي التي تعلمتُ منها؛ وتجرعت كؤوس الندامة في التفريط وقلة الاستثمار فيها؛ أخي الحبيب ألخص لك في هذه التجربة نصائح لا لأنظّر عليك قولًا؛ أو أترفع عنك رتبةً؛ أو أفرض عليك رأيًا؛ إنما أجنبك الخيبة والندم؛ والإخفاق والإحباط؛ وأقتل ما فيك من سأم وقنوط وفشل؛ وأحرص على نجاحك وتفوقك كحرص الأم على ولدها.

 

  ١. أخلص النية لله؛ وابتغ مرضاته في دراستك؛ واعلم بداية أنها وسيلة لما يستقبل عليه من أيام؛ فاجعلها تخدمك في دينك قبل دنياك؛ وآخرتك قبل أولاك؛ إذ غاية كل عمل إرضاء الله وتقواه؛ والفوز بالجنة ومجاورة مصطفاه.

    ٢. قد وفقك الله أن دخلتَ الجامعة وقُبلتَ فيها؛ فأحسن لتلك النعمة، واسأل نفسك ماذا تريد؟ وإلى ما تطمح؟ وبعدها انطلق نحو ذلك وحقق هدفك؛ واسعَ في التقرب ممن يساعدك في تحصيلك ودراستك؛ لأنك بعد تخرجك ستصطدم بواقع العمل؛ فإن لم تستثمر مهارتك في الجامعة وتحسن التصرف صدقني ستفشل ولن تكون مبدعًا.

   ٣. نظم وقتك؛ وقسّمه على وفق الأولويات التي تفيدك وتخدمك؛ وإياك والغفلة عنه فإنه كالزئبق؛ ما إن انفلت منك صعُب عليك تنظيمه وإعادة جدولته.

   ٤. اشتغل بالقراءة؛ وكرّس وقتك في التميّز والتحصيل؛ وإياك أن تغفل عن مستواك التحصيلي في الجامعة؛ لا سيما معدّلك التراكمي؛ إذ بعده تفتح لك آفاق الدراسة والعمل؛ ولا تستمع لمن يثنيك عن ذلك؛ وإياك والتنازل عن درجاتك؛ فأنت تصنعها ولا ملامة للأستاذ المدرس بعد ضياعها وتلاشيها. 

   ٥. اجتهد في القراءة والتحصيل في تخصصك؛ وكن فيه رائدًا ومبدعًا؛ ولا تفرط في مصاحبة أعلامه ومبدعيه؛ فبهم تقوى شكيمتك؛ ويشتد عودك ويتسع أفقك.

   ٦. تمرس في مناهج البحث وأسسه؛ واجعل لنفسك قدوة ودليلًا تستعين به في وقت حاجتك؛ تفيد من فكره وتنهل من علمه؛ لا سيما إن كان يشاطرك الهم ويبادلك الإلحاح وتجد فيه ما تصبو إليه نفسك؛ وحبذا أن يكون أستاذًا متى ما طلبته وجدته. 

  ٧.شارك في أنشطة جامعتك؛ وابحث عن مكامن إبداعك؛ كصوتك الشجي إن كنت منشدًا؛ أو لسانك العذب إن كنت خطيبًا؛ أو قلمك السيال إن كنت شاعرًا وأديبًا؛ أو إبداعك الجسمي إن كنت رياضيًّا ولاعبًا؛ بهذا تكسر سأمك وتشغل ذاتك؛ وتشارك بالنهوض بجامعتك ومؤسستك التي تنتمي إليها. 

   ٨.في الجامعة اختبار وامتحان أخلاقي لكل شاب وشابة، إذ منذ طفولتهم يعيشون تحت كنف الرعاية والتربية الأبوية؛ وما إن خرجوا من البيت إلى الجامعة حتى وجدوا صرحًا فيه الخير والشر؛ فيه حرية شبيهة بالمطلقة، لا سيما من كان خارج مدينته؛ فهو أمام اختبار أخلاقي ينجح فيه أو يخفق!

    ٩. لا تشغل نفسك بما بعد الدراسة؛ وأجّله إلى حينه، ولا تكلف نفسك ما لا تطيق من المسؤولية؛ فإن كنت ذا جلد وصبر؛ وعزيمتك تفوق نشوتك فلا تربط نفسك بزواج؛ فإنه إن لم يفسد عليك دراستك يشغلك عنها ويقتل إبداعك فيها؛ لأنه يخلُفه عمل وعول؛ وهذا لا ينسجم في الغالب مع روح الدراسة والتحصيل.

  ١٠. تقصّد في دراهمك؛ وأعرف أين تضعها؛ لا سيما وأنك في غربة؛ فلا تعوز نفسك لأحد؛ وكن صاحب تصرف في إنفاقها في النفع؛ لأن الأيام تدول بالمرء ولا يدرى خبايا الزمن له. 

 

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة