السنة 17 العدد 158
2022/08/01

"ناسا" في جامعة نزوى 

 


 

 

مصطفى المعمري  

 

المشروع البحثي بين جامعة نزوى ووكالة "ناسا" في مخاطر التلوث الجوي أو ما يطلق عليه "الهباء الجوي" يعد واحدا من المشاريع البحثية الرائدة التي تعمل عليها الجامعة، خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تواجه فيها طبقات الغلاف الجوي متغيرات وتحولات مناخية خطيرة باتت تهدد صحة "الحياة" وسلامتها بكل تفاصيلها ومكوناتها. 

المشروع الذي يتم تنفيذه بتمويل من برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ويشارك فيه العديد من الخبراء والمختصين قطع مراحل متقدمة من البحث والتقصي، وتمكن المشاركون من الوقوف على طبيعة تلك الصعوبات والتحديات التي تعترض "الهباء الجوي" والخروج بنتائج من شأنها أن تسهم بحلول أو تخفف من وطأة تلك التأثيرات فيما إذا وجدت المتابعة والتوجيه والدعم.

الندوة التي نظمتها الجامعة ممثلة في كلية العلوم والآداب، وبالشراكة مع "ناسا" مؤخرا وحملت عنوان: (تآزر القياسات الأرضية وقياسات الأقمار الصناعية لرصد الهباء الجوي فوق الشرق الأوسط)، ناقشت عددا من أوراق العمل التي أكدت على أهمية احتواء مخاطر تلوث الهواء، التي -كما أشار المشاركون- تعد أكبر مهدد للصحة البيئية في العالم، وهو ما قد يزيد من احتمالية انتشار الأمراض والأوبئة، كالربو والسرطان وأمراض الرئة وأمراض القلب، هذا بجانب التقلبات المناخية التي يشهدها العالم خاصة في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع ظاهرة الاحتباس الحراري.

ويكتسب البحث أهميته في ظل الكثير من المتغيرات والتقلبات المناخية خاصة في السنوات الأخيرة، وهو ما دعا بالمنظمات والهيئات العالمية المتخصصة مناشدة دول العالم، خاصة الصناعية منها، ضرورة التخفيف من حدة الانبعاثات الحرارية التي تسبب بخلل كبير في الهواء؛ ولذلك فإن التوصيات التي من المؤمل أن يخرج بها البحث بعد اكتماله قد تقف على الحلول والمعالجات التي يجب رعايتها وتبنيها إذا ما أردنا بالفعل الخروج من حالة عدم الاستقرار التي يعيشها.

وهنا يؤكد الدكتور عيسى العامري، عميد كلية العلوم والآداب بجامعة نزوى، في حواره مع "إشراقة" أن النتائج المتوقعة من المشروع البحثي تتمثل في مسارات ومجالات عديدة، منها الحد من المعلومات غير الدقيقة المتعلقة بالتنبؤات الإقليمية لتغيّر المناخ في الشرق الأوسط وسلطنة عمان، لا سيما فيما يتعلق بتأثير الهباء الجوي والانبعاثات الإقليمية، إلى جانب الإسهام في فهم العوامل التي تؤدي إلى تغييرات في المنطقة وفي الأرصاد الجوية الإقليمي، مؤكدا في نفس الوقت على أن إنشاء مؤسسة توفر معلومات قيمة لدعم جهود التخفيف من تلوث الهواء وتخفيف تغير المناخ، لا سيما من حيث فهم العلاقة بين المصادر وفعالية إجراءات التخفيف من الانبعاثات ومن التلوث في سلطنة عمان، وهو ما يمكن أن يساعد في تحديد مصادر التلوث والعوامل المناخية الإقليمية وتقليلها إلى الحد الأدنى. وقدرة هذه المؤسسة في الإسهام في رسم السياسات التخفيفية وتحليلها والتخطيط لها بشكل أفضل؛ لمعالجة قضايا جودة الهواء في سلطنة عُمان، مما سينعكس على المدى البعيد على منطقة الشرق الأوسط بأكملها. 

وتكمن أهمية هذه النوع من البحوث والدراسات اليوم في قدرتها على معالجة العديد من الظواهر والقضايا التي أصبحت تهدد الكثير من مفاصل الحياة الصحية والاجتماعية والاقتصادية، خاصة تلك المتعلقة بالظواهر البيئة والصحية التي يشهدها العالم، وهنا دعوة لمؤسسات الدولة الحكومية والخاصة رعاية هذا النوع من المشاريع البحثية النوعية للجامعات والمؤسسات البحثية في سلطنة عمان، وضرورة تعزيز البحوث العلمية التي أصبحت خيارا وتوجها يجب العناية به بشكل أكبر.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة